مطالبة غني من مجلس الأمن …. مُنَاهِضَة للسلام

كلمة اليوم: طالب أشرف غني زعيم فرع “أرغ” بإدارة كابول، مجلس الأمن الدولي في خطاب مُتَلفَز، عدم إخراج قادة الإمارة الإسلامية من القائمة السوداء، بل استخدامها كأداة ضغط فيما يتعلق بعملية السلام. وشدد على أن أي تخفيف للعقوبات على طالبان يجب أن يكون مرتبطا بالتقدم في عملية المفاوضات والتزام طالبان بذلك، وأن يكون خروج القوات […]

كلمة اليوم:
طالب أشرف غني زعيم فرع “أرغ” بإدارة كابول، مجلس الأمن الدولي في خطاب مُتَلفَز، عدم إخراج قادة الإمارة الإسلامية من القائمة السوداء، بل استخدامها كأداة ضغط فيما يتعلق بعملية السلام.
وشدد على أن أي تخفيف للعقوبات على طالبان يجب أن يكون مرتبطا بالتقدم في عملية المفاوضات والتزام طالبان بذلك، وأن يكون خروج القوات الأجنبية من أفغانستان بشكل يضمن الحفاظ على ما يسمونه “مكتسبات السنوات 19 الماضية”.
هذا النوع من المطالبات المخالفة للمروءة الصادرة من زعيم “أرغ” وغيره من مسؤوليه مع أنها ليست بجديدة، ولكن صدورها في توقيت يجلس فيها ممثلوهم في قطر لإجراء محادثات مع الإمارة الإسلامية، وهم قد وافقوا مع مفوضي الإمارة الإسلامية في اليوم الأول ضمن البنود العشرين للضوابط بالمادة التي تصرح على أن المفاوضات الأفغانية ستكون بين الأفغان، وأنها ستُجْرَى دون أي تغيير أو تدخل خارجي، وألا يسمح لكائن من كان بالانخراط أو التدخل في عملية السلام بأي شكل من الأشكال.
لكن على الرغم من هذا التعهد، فإن رئيس نظام كابول تارة يحث القوى العالمية على تمديد القائمة السوداء من أجل استخدامها كأداة ضغط في عملية مفاوضات السلام، وتارة أخرى يطالب الحكومات المجاورة وغيرها بإعطائهم جرعة وقف إطلاق النار للنجاة من هجمات طالبان الدفاعية أو الهجومية.
يظهر مما سبق أن جبلة العبيد تستمر في العبودية مهما كانوا، فهم لا يراعون تعهد فريقهم التفاوضي، ولا يستطيعون محو جذور العبودية من ذاكرتهم، ويريدون الاحتفاظ على سلطانهم المزعوم بسواعد الأجانب بأي شكل من الأشكال.
وعلى نفس المنوال، فالعالم يظل يشاهد معارضتهم لكل خطوة من خطوات السلام، وقد سبق أن رأى الشعب والمجتمع الدولي مماطلتهم في إطلاق سراح السجناء، وبعده الإصرار الكاذب على نقطتي ضوابط المفاوضات، ويليهما مطالبتهم المجتمع الدولي والمنطقي بممارسة الضغوط والسعي لأجلها ويظهر من ذلك مدى إخلاص مسؤولي النظام العميل في كابول تجاه عملية السلام؟! وكم أنهم يثقون باستقلاليتها؟!
وكما يدرك مجلس الأمن الدولي والدول المجاورة الأخرى جيدًا، فيجب ألا يغيب عن بالهم أنه لا يمكن تحقيق السلام من خلال الإكراه والضغط غير المُجْدِيَيْن، ولا ينبغي أيضا ممارسة الضغوطات بطلب من النظام العميل في كابول، فإن السلام يتطلب إرادة حقيقية صادقة ومتقابلة، وللأسف فهي لا توجد في مسئولي نظام كابول ولا هم يستطيعون التمتع بها.