بيان الإمارة الإسلامية بمناسبة الذكرى الـ 36 لغزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان في السابع والعشرين من ديسمبر

قبل 36 عاماً في السابع والعشرين من عام 1979م في القرن العشرين فوجئت أفغانستان مع ابتلاء تاريخي مرة أخرى، حيث هاجم عليها الاتحاد السوفيتي الحلف الشيوعي آنذاك هجوماً علانياً. ترك هذا اليوم تأثيرات سيئة في سلسلة الغزو والهجوم في تاريخ أفغانستان، حيث لازال الشعب الأفغاني المظلوم والمنكوب يتحمل متاعبها حتى الآن، وكان هذا اليوم سبباً لتسلسل […]

قبل 36 عاماً في السابع والعشرين من عام 1979م في القرن العشرين فوجئت أفغانستان مع ابتلاء تاريخي مرة أخرى، حيث هاجم عليها الاتحاد السوفيتي الحلف الشيوعي آنذاك هجوماً علانياً.

ترك هذا اليوم تأثيرات سيئة في سلسلة الغزو والهجوم في تاريخ أفغانستان، حيث لازال الشعب الأفغاني المظلوم والمنكوب يتحمل متاعبها حتى الآن، وكان هذا اليوم سبباً لتسلسل المشاكل البعدية المتتالية.

كان الاتحاد السوفيتي يريد بصفة المُصدر للنظرية الشيوعية بأن يجعل عقيدته القذرة عالمية، فقد اختار هذه المرة أفغانستان هدفاً له، وحول حياة الشعب الأفغاني الآمنة إلى الألم والقتل والتهجير والتنكيل.

لكن بفضل الله عز وجل بمضي عقد من الزمن تمكن الشعب الأفغاني الغيور بغيرته الإيمانية وشهامته، دفع هذا الحلف النكد إلى مزبلة التاريخ، وأن ينتقم لشهداء أبنائه ومصائبهم ومتاعبهم من هذا الاتحاد السوفيتي بطريقة حيث لن يعرف أحد في العالم بعد ذلك جهة اسمها الاتحاد السوفيتي ولن يأتي على اللسان ذكره.

في خضم جهاد الأفغان وكفاحهم ليس فقط أن أفغانستان نجت من أنياب الأفعى الحمراء، بل إن نصف الكرة الأرضية نجت من شر الشيوعية، وارتاحت.

لكن للأسف الاستكبار العالمي لم يتعلم أي شيء من هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، بل بتغير قليل من النظرية جعل احتلاليو حلف النيتو بقيادة أمريكا بذرائع جديدة أفغانستان تحت توغلهم، وغزوهم في بداية القرن الواحد والعشرين.

لكن لله الحمد الشعب الأفغاني الشجاع والغيور لازال هو الشعب القديم ولم يتغير، يملك ذلك الإيمان وتلك الشهامة؛ لذلك استفاد من التجارب المكتسبة في الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي في مواجهة الاحتلال الأمريكي، وها هي أمريكا أيضاً تواجه الهزيمة والفضيحة مثل الاتحاد السوفيتي السابق، حيث قتل آلاف من جنودها، وأخضع اقتصادها، وضاعت مكانتها الدولية.

إن الإمارة الإسلامية تعتبر يوم احتلال الروس لأفغانستان يوماً أسوداً، ومولداً لجميع المصائب المتعاقبة لأفغانستان، وتدعوا الأشخاص الأفغان في الظاهر الواقفين بجانب الاحتلاليين بأن يتجنبوا بعد الآن من استيراد النظريات الأجنبية والمعادية للإسلام إلى أفغانستان، ولا يكونوا متعاونين مع الاحتلاليين، ولا يقتلوا إخوانهم في ظل حماية الاحتلال، وأن يأخذوا العبرة من هزيمة الشيوعيين وحالتهم المفتضحة، ويتركوا سبيل الخيانة والجفاء مع الدين والشعب، وأن يسيروا بجانب الشعب المجاهد سوياً في سبيل قيام النظام الإسلامي، واستقلال الوطن.

إمارة أفغانستان الإسلامية

۱۴۳۷/۳/۱۶هـ ق

۱۳۹۴/۹/۶هـ ش ــ 2015/12/27م