بيان الإمارة الإسلامية حول الانسحاب من المناطق المركزية لمدينة قندوز

هاجم مجاهدو ولاية قندوز الشجعان بإمارة أفغانستان الإسلامية في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر الماضي على المدينة المركزية للولاية، ولله الحمد خلال معركة دامت لعدة ساعات كسروا الخطوط الدفاعية للعدو، وما عدا المطار استولوا على جميع أنحاء مدينة قندوز. حصل مجاهدو الإمارة الإسلامية في هذه المعركة جميع أهدافهم بكل نجاح، بل بفضل الله تعالى كانت لهم […]

هاجم مجاهدو ولاية قندوز الشجعان بإمارة أفغانستان الإسلامية في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر الماضي على المدينة المركزية للولاية، ولله الحمد خلال معركة دامت لعدة ساعات كسروا الخطوط الدفاعية للعدو، وما عدا المطار استولوا على جميع أنحاء مدينة قندوز.

حصل مجاهدو الإمارة الإسلامية في هذه المعركة جميع أهدافهم بكل نجاح، بل بفضل الله تعالى كانت لهم مكاسب أكثر من التصور في جميع الجوانب.

1-    سجن قندوز المركزي الذي كان يقبع فيه مئات من المجاهدين، أو أشخاص تم القبض عليهم باسم الجهاد، فكان هدفاً مهماً لتلك العمليات، ولله الحمد تم السيطرة على السجن من قبل المجاهدين في أول يوم من العمليات، وتم نجاة مئات من المجاهدين المعتقلين.

2-    قندوز التي تعد بالنسبة الولايات الشمال الشرقية غرفة العمليات للعدو، ومركزاً استراتيجياً مهماً، استطاع المجاهدون من خلال الهجوم على هذا المركز ومن ثم تحريره أن يربكوا العدو لدرجة تمكنوا من الاستيلاء على مناطق واسعة في قندوز نفسها، وفي بغلان وتخار وبدخشان وولايات أخرى في الشمال مقابل خسائر قليلة من خلال عمليات بسيطة، وتصفية هذه المناطق بشكل كامل من تواجد عناصر العدو، ففي هذه السلسلة سقطت في أيدي المجاهدين خلال بضعة أيام : مديرية تاله وبرفك بولاية بغلان، وعشرات القرى والمراكز العسكرية في ضواحي بغلان المركزي ومديرية بلخمري، كما سيطر المجاهدون على مديريات اشكمش، وينكي قلعه، وخواجه غار بولاية تخار، وتم تحرير مديريتي وردوج وبهارك بولاية بدخشان، وأيضا مديريتي خواجه ناموسي وجرزيوان بولاية فارياب، ومديرية كوهستانات بولاية سربل، ومديرية خمآب بولاية جوزجان، وفي ولاية قندوز نفسها تم تحرير مديريات إمام صاحب، وقلعه زال، وجاردره بشكل كامل، كما سيطر المجاهدون على مناطق كثيرة في مديريتي خان آباد وعلي آباد.

وقد غنم المجاهدون في هذه المديريات عشرات العربات و الآليات العسكرية، ومئات القطع من الأسلحة الثقيلة والخفيفة، وكميات كبيرة من الذخيرة الحية والعتاد، وقد نقلوها إلى أماكن آمنة علماً بأنه لم تُشهد من ذي قبل سلسلة عمليات متواصلة مثل هذه الفتوحات.

3-    في عمليات قندوز غنم المجاهدون مئات الآليات والعربات العسكرية، والمدرعات والدبابات، وراجمات الصواريخ، وأطنان من الذخيرة الحية للأسلحة الثقيلة والخفيفة، وعلاوة على ذلك استولوا على أرشيف مستندات إدارة الاستخبارات وبقية الدوائر الأمنية وغنائم أخرى كثيرة، حيث قاموا بنقلها والحفاظ عليها، كما قاموا بتشتيت أفراد العدو من جندي إلى قائد الأمن إلى الوالي حيث لا يتمكن العدو إلى وقت طويل جمعهم وإعادة تنظيمهم، كما أن عدد من عناصر العدو لاذوا بالفرار إلى خارج البلاد إلى الأبد، ونستطيع أن نجزم بأنه سيكون لمكاسب هذه العمليات دور مهم في تغيير الوضع العسكري لصالح المجاهدين مستقبلاً إن شاء الله.

4-    وقد ظهرت جلية هذه الحقيقة بأن أفغانستان لازالت تحت احتلال الكفار؛ لأن الاحتلاليون الذين كانوا ينشرون شائعات كاذبة حول نقل المسؤوليات الأمنية للجهة الأفغانية، أثبتوا الآن بشكل واضح جداً من خلال غاراتهم الجوية في مدينة قندوز، وإعمالهم القوة العسكرية الراجلة المباشرة هناك، أثبتوا بأنهم منخرطين مباشرة في القتال، وأنهم لم يخرجوا بعد فكرة الاحتلال من رؤوسهم. ولكن مع استعمال جميع قدراتهم وطاقاتهم وتواجدهم المباشر، اثبت المجاهدون بأنهم متى ما أرادوا يمكنهم الوصول إلى أهدافهم في أي نقطة من البلد، ويمكنهم بمشيئة الله سبحانه وتعالى تحرير وفتح مراكز ومناطق مهمة بما فيها المدن الكبيرة.

كسب المجاهدون في قندوز وجميع مناطق الشمال الفتوحات الكبيرة بتضحيات بشرية قليلة جداً تساوي لا شيء مقابل المكاسب، وبتوفيق من الله ومن ثم ببركة التخطيط الدقيق كانت نسبة الخسائر في صفوف المدنيين ضئيلة جداً أيضاَ في جميع تلك المعارك؛ لكن العدو الجبان من أجل استعادة ماء وجهه شرع في غارات جوية وحشية بواسطة طائرات الاحتلال، والحقوا خسائر فادحة في صفوف أهالي قندوز من خلال غارات جوية عشوائية، كما قتلوا جميع الطاقم الطبي لمستشفى الأطباء بلا حدود بالإضافة إلى 105 من المرضى المدنيين المنومين في المستشفى، وكانوا يواصلون لمزيد من الوحشية في حق الشعب العزل.

من جهة أخرى، بناءً على المصلحة العسكرية للإمارة الإسلامية، وأن معركة الدفاع عن المدينة التي تكون سبباً في خسائر بشرية ومادية بلا طائل للمجاهدين، وعوضاَ عن مثل هذه المعركة بلا فائدة استحسنوا بدلاً من الحفاظ على المدينة أن يضبطوا مواضيعهم في أطراف المدينة، ويحافظوا على طاقاتهم البشرية والمادية للعمليات القادمة الأكثر تأثيراً؛ لذا انسحب المجاهدون من تقاطع وطرقات وأسواق المدينة، وكذلك من المباني الحكومية.

نحن نطمئن جميع العالم وشعبنا المجاهد، بأن مجاهدي قندوز مثلما أخرجوا مرات عدة الأمريكيين وعملائهم الداخلية من القوات الخاصة مع ما كان معهم من المساندة الجوية من المدينة، وطردوهم إلى صالة المطار، الآن أيضاً بنصرة من الله عز وجل يمكن للمجاهدين السيطرة الكاملة على مدينة قندوز، ويجبروا العدو على الفرار مرة أخرى.

إن التراجع من السوق والمباني الحكومية في مدينة قندوز، فقط من أجل مصلحة جهادية، وكان الهدف الأكبر منه هو الحفاظ على حياة الناس المدنيين من الغارات الجوية، وتجنب استهلاك القوة الجهادية البشرية والمادية في معركة دفاعية بلا أثر وفائدة.

لله الحمد ارتفعت معنويات المجاهدين بالنسبة إلى الماضي عدة مرات مع ملحمة قندوز، ازدادت تجاربهم وخبراتهم في العمليات الاقتحامية، وقتال المدن والشوارع، ومعنويات العدو المنهارة أصلاً انهارت أكثر من ذي قبل.

في النهاية نشكر ونقدر جهود جميع المجاهدين في ولاية قندوز بأنهم طبقوا الخطة المعطاة لهم بكل الدقة والمهنية، وأثناء القتال حافظوا على أموال الناس وأعراضهم، ولم يحصل حادث ليبقى عاراً في جبين المجاهدين، وفي الوقت نفسه بأخلاقهم الإسلامية كسبوا قلوب جميع المواطنين وبشكل خاص قلوب أهالي قندوز الشرفاء، وعاملوا أسرى العدو معاملة إسلامية وأخلاقية حمية بحيث ازدادت وتيرة استسلام عناصر الطرف المقابل من العسكريين والمدنيين وانضمامهم إلى المجاهدين في جميع مناطق البلاد.

نحن نرد وننفي بشدة جميع تلك الدعاية للعدو والحلقات الأجنبية المغرضة التي تقول بأن مجاهدي الإمارة الإسلامية الحقوا الضرر بأنفس وأموال وأعراض الناس في مدينة قندوز، إن شعب قندوز شاهد بأن مجاهدي الإمارة الإسلامية عاملوهم بكامل الاحترام والتقدير، وأثناء سيطرتنا ما ضاع أي شيء لأي أحد.

نبشر جميع المجاهدين وشعبنا بأن ملحمة قندوز فتحت باباً جديداً في خضم الجهاد المعاصر في أفغانستان ، وإن شاء الله فإن هذه الملحمة تكون البداية لفتوحات جهادية كبيرة والاستقلال الشامل والخلاص الكامل من الاحتلال والنظام الفاسد.

وما ذلك على الله بعزيز.

إمارة أفغانستان الإسلامية

۱۴۳۶/۱۲/۲۹هـ ق

۱۳۹۴/۷/۲۱هـ ش ــ 2015/10/13م