بيان الإمارة الإسلامية حول الذكرى الرابعة عشرة لحادث الحادي عشر من سبتمبر

قبل أربعة عشر عاماً أقدم الاحتلاليون الأمريكيون على احتلال بلادنا وشكلوا تهديداً كبيراً للمنطقة برمتها بذريعة حادث الحادي عشر من سبتمبر. ذلك الوقت أمريكا ـ المنهكة اليوم من جميع النواحي ـ كانت تتعالي في غرورها وتكبرها، وكانت قد تركت مكان العقل والمنطق لإعمال القوة والجبروت. بالتوازي مع الاحتلال الأمريكي الغاشم شرع الشعب الأفغاني الباسل في […]

33قبل أربعة عشر عاماً أقدم الاحتلاليون الأمريكيون على احتلال بلادنا وشكلوا تهديداً كبيراً للمنطقة برمتها بذريعة حادث الحادي عشر من سبتمبر.

ذلك الوقت أمريكا ـ المنهكة اليوم من جميع النواحي ـ كانت تتعالي في غرورها وتكبرها، وكانت قد تركت مكان العقل والمنطق لإعمال القوة والجبروت.

بالتوازي مع الاحتلال الأمريكي الغاشم شرع الشعب الأفغاني الباسل في الجهاد المبارك بناءً على الفرضية الدينية ومن ثم الوطنية، وكبّد الأمريكيين ومسانديهم خسائر بشرية ومادية ومعنوية لا مثيل لها في التاريخ المعاصر القريب.

فقدت أمريكا مكانتها الجبروتية والقيادية على المستوى العالمي، وأصبحت قوتها العسكرية تحت الاستفسار، كما انهار اقتصادها، لذا فالآن تتحدث مع أندادها الدوليين أحاديث السلام والهدوء بدلاً من العناد واستخدام القوة.

تُرى إلى أي مدى تضررت أمريكا من حادث 11 سبتمبر، سوف تُكشف عن كثير من تلك الحقائق في السنوات القادمة بعد أن يستعيد الساسة الأمريكيون وعيهم؛ لكن ما يمكن أن نعده عبرة للاستكبار الأمريكي وبقية المستكبرين في الوقت الحاضر هو أن لا يحتلوا شعوباً أخرى من أجل منع حالة مشابهة للحادي عشر من سبتمبر، وأن يقصروا أيديهم من عنق العالم الإسلامي، وأن يرسموا سياساتهم الخارجية بأن يتم التعامل مع الشعوب الأخرى على أساس المعايير المتساوية، والابتعاد عن سياسة البطش والقوة، وكذلك الابتعاد عن احتلال الشعوب المظلومة وعصرها وعدم تمديد احتلالهم للشعوب بشمول الشعب الأفغاني، بل على أمريكا أن تنجي ومن خلال سياسة سليمة معقولة حياة أتباعه الأمريكيين.

إن لم يكن كذلك، وتستمر أمريكا في تحقيق أهدافها الاحتلالية وفي سياستها القتالية؛ فإن شعوب العالم أصبحت الآن متيقظة تماماً، ويتخذ موقف ضد أي نوع من السياسية الأمريكية الظالمة، وستقف الشعوب في وجهها.

ما يقوم به الشعب الأفغاني اليوم اضطراراً من الكفاح لاستعادة الاستقلال وتحرير بلاده، هذا حقه المسلم وكفاح مشروع.

للأسف الشديد! شرذمة من آكلي الدولارات الأمريكية، والوجوه المرتزقة البلا ضمير، والمسيئون للجهاد والمجاهدين، عاملو الشر والفساد، أو عدد من الأشخاص الجهال يريدون أن يعتبروا الجهاد المقدس والكفاح الطاهر تحت قيادة الإمارة الإسلامية ضد الكفر والاحتلال محصولاً للدول الأجنبية، ويعدوا هذه التضحيات الكبيرة، وهذه البطولات العظيمة في سبيل الحرية والاستقلال عمل لحلقات استخباراتية خفية، ويسدلوا الستار على تاريخهم المليء بالافتضاح والخجل.. بمثل هذه التهم والافتراءات لا يمكن الإساءة لكفاح شعبنا الراغب في الحرية ولا لجهاده المقدس، كما لا يمكن تحريف مسيره المشروع. لله الحمد إن الإمارة الإسلامية تملك افتخار قيادة الجهاد المبارك الجاري في البلد الذي كسر ظهر الكفر، تاريخنا أثبت بأننا شعب حر ومستقل، إن هذا الشعب لن يتفق أبداً في العمالة والعمل لصالح الأجانب، بما أن جهاد اليوم يتداوم بحماية ومساندة قوية من كافة أطياف الشعب الأفغاني المظلوم؛ ليثبت بأن هذا مسير أبائنا وأجدادنا هو ذلك المسير الذي من خلاله طردوا الروس بالأمس القريب، وقبله بوقت غير بعيد طردوا الإنجليز، وإن شاء الله عما قريب سيتم طرد الحَشْر الاحتلالي بقيادة أمريكا بشكل كامل من الوطن الحنون، وما ذلك على الله بعزيز.

إمارة أفغانستان الإسلامية

۱۴۳۶/۱۱/۲۷هـ ق

 ۱۳۹۴/۶/۲۰هـ ش ــ 2015/9/11م