بيان الإمارة الإسلامية حول الذكرى الـ (41) للاحتلال الشيوعي على أفغانستان

قبل 41 عاماً في السادس من شهر جدي عام 1358هـ ش الموافق لـ (27 ديسمبر 1979م) قام احتلال قرن العشرين بغزو أرض أفغانستان، حتى يضم بلادنا إلى مستعمراته، وأن يفرض عليها أفكاره وآراءه الباطلة، وأن يسخر هذا الشعب الأبي لخدمته وعبوديته. ولأجل تحقيق هذا الهدف البائس، تقدم الاتحاد السوفيتي بكل قوة وغطرسة، فاستخدم قواته الحمراء […]

قبل 41 عاماً في السادس من شهر جدي عام 1358هـ ش الموافق لـ (27 ديسمبر 1979م) قام احتلال قرن العشرين بغزو أرض أفغانستان، حتى يضم بلادنا إلى مستعمراته، وأن يفرض عليها أفكاره وآراءه الباطلة، وأن يسخر هذا الشعب الأبي لخدمته وعبوديته.
ولأجل تحقيق هذا الهدف البائس، تقدم الاتحاد السوفيتي بكل قوة وغطرسة، فاستخدم قواته الحمراء ومن انضم إليهم من العملاء والخونة، وقصف كل شبر من أرضنا، وأمطر عليها جميع أنواع القنابل والقذائف والصواريخ، وأصبح الشعب المظلوم بين شهيد أو يتيم أو جريح أو أسير أو مشرد أو مهاجر! لكنها رغم ذلك كله لم تصل إلى هدفها. والحمد لله.
لقد تصدى شعب أفغانستان المجاهد وانتدب لمواجهة أعتى قوة في القرن العشرين، بالمناجل والفؤوس والقنابل اليدوية والبندقيات التي غطتها الصدأ، وتحمل الأفغان في هذا السبيل شتى أنواع المتاعب والتكاليف، فهاجروا ديارهم، وضحوا بأرواحهم، وذاقوا أشد العذاب في السجون المعتقلات، لكنهم رغم ذلك لم يتركوا بلادهم للمحتل السوفيتي، ولم يسمحوا لقيمهم أن تدنس تحت أقدامهم.
فهذا الشعب المجاهد استطاع بفضل الله عز وجل ونصرته ثم بعزمه المتين وتضحياته الجسيمة أن يهزم جيوش الشيوعية، وليس ذلك فحسب، بل مزق امبراطورية الاتحاد السوفياتي ودمرها ورماها إلى مزبلة التاريخ.
وهذه الهزيمة المنكرة والعار والمذلة التي لحقت بجيوش السوفييت ومن عاونهم من العملاء المحليين تحمل رسالة للجميع، بأن كل من يعتدي على الشعب الأفغاني ويسفك دماءه تحت ذريعة الحرب على الأشرار أو الإرهاب أو أي مسمى آخر، فلن يستطيع أن يفرض عليه أفكاره وأيديولوجيته؛ لأن أفغانستان أرض الأباة المسلمين، فهذا الشعب مستعد – دائماً – لتقديم أي نوع من التضحيات في سبيل الدفاع عن دينه ومعتقده وقيمه.
إن شعب أفغانستان لم يلحق أي ضرر بأحد في السابق، ولا ينوي ذلك في المستقبل أيضاً، لكن عيش الأمن والحرية في أرضه، مع تأمين استقلاله والحفاظ على قيمه من ضروراته التي يجب عليه الدفاع عنها، وكل من يقف في سبيل تحقيق ذلك فإن الشعب الأبي سيواجهه بكل شجاعة وحزم، ولديه عزم وقدرة على المقاومة والكفاح المستمرين من أجل ذلك. إن شاء الله تعالى.
إمارة أفغانستان الإسلامية
11/5/1442 هـ ق
۶/۱۰/۱۳۹۹هـ ش ـــ 2020/12/25م