بيان الإمارة الإسلامية حول الذكرى المئوية لاستقلال البلد من الاحتلال الإنجليزي

قبل مائة عام في (28 من شهر أسد عام 1298 هـ ش) الموافق لـ (19/أغسطس/1920م) استطاع الشعب الأفغاني المتدين والمجاهد تحرير بلاده ونيل استقلاله من الاحتلال الإنجليزي، وأُجبِر الاستعمار البريطاني أن يعترف رسمياً باستقلال أفغانستان. لقد ناضل الشعب الأفغاني وجاهد ضد الاحتلال البريطاني ثمانين عاماً بفتوى وقيادة العلماء والمشايخ، وطيلة هذه السنوات كسَّر المحتل الإنجليزي […]

قبل مائة عام في (28 من شهر أسد عام 1298 هـ ش) الموافق لـ (19/أغسطس/1920م) استطاع الشعب الأفغاني المتدين والمجاهد تحرير بلاده ونيل استقلاله من الاحتلال الإنجليزي، وأُجبِر الاستعمار البريطاني أن يعترف رسمياً باستقلال أفغانستان.

لقد ناضل الشعب الأفغاني وجاهد ضد الاحتلال البريطاني ثمانين عاماً بفتوى وقيادة العلماء والمشايخ، وطيلة هذه السنوات كسَّر المحتل الإنجليزي وهزمه وطرده من أرضه الأبية ثلاث مرات.

ولم يكن كفاح أسلافنا المجاهدين ضد الاحتلال الإنجليزي سبباً في استقلال أفغانستان فحسب، بل بثوا بذلك روح النضال والحرية في جميع الشعوب المحكومة والمضطهدة على مستوى المنطقة والعالم، وعلى إثر ذلك عمت الانتفاضات المسلحة ضد الاستعمار الغربي الدولي، ونتيجة هذه الانتفاضات نالت الشعوب المحكومة حريتها واستقلالها.

تلك البطولات الجهادية والتضحيات التي سطرها أجدادنا هي التي كانت سبباً في بقاء الشعب الأفغاني ملتزماً ومتعهداً لقيمه الدينية والأفغانية بامتياز، حيث استطاع أن يحافظ على عقيدته، وأفكاره، وثقافته، ولغته، وجميع قيمه، في حين أن أغلب الشعوب المستعمَرَة استُبعِدوا عن قيمهم وتأثروا بثقافة المستَعمِرين.

إن كان أسلافنا المجاهدون قد جاهدوا في القرني التاسع عشر والعشرين ضد الاحتلال الإنجليزي والسوفيتي، وقدموا التضحيات في هذا السبيل، فها هي الإمارة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين ماضية على العهد، وبفضل الله عز وجل ثم بفضل مساندة الشعب المؤمن تواصل الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي وحلفائه، وتقود هذه الانتفاضة الشعبية الشاملة ضد الاحتلال.

نقول للمحتلين الحاليين بأنكم طيلة قرابة العقدين الماضيين جربتم جميع طاقتكم، واستخدمتم أنواعاً من الدسائس والمكائد، وأهلكتم المزارع والحقول، وهدمتم البنية التحتية والمراكز الاجتماعية العامة، وزجيتم بالأفغان معتقلات جوانتانامو وبجرام وغيرها من السجون الخفية والعلنية؛ ورغم ذلك كله فلم يسعكم أن تقضوا على جهاد الشعب الأفغاني المسلم وقيامه ضدكم، وليس ذلك فحسب؛ بل ضاقت حدود سلطتكم، واحتميتم في المدن خلف الحواجز الخرسانية الضخمة، لذا من الأفضل أن تدعوا أفغانستان للأفغان، وأن تتعظوا من التاريخ الماضي لمقبرة الإمبراطوريات هذه.

وبفضل الله عز وجل فإن الجهاد الحالي بقيادة الإمارة الإسلامية قد بلغ تلك المرحلة التي يتجهز فيها الاحتلال لإخراج ما تبقى من جنوده من هذه الأرض الطاهرة.

الإمارة الإسلامية تبارك الذكرى المئوية لاستقلال أفغانستان لجميع شعبها المجاهد، وتفتخر بمضيها على خطى أسلافها في قيادة شعبها في هذا النضال والجهاد ضد الاحتلال الأمريكي، وبفضل الجهاد الجاري فإن ذلك اليوم ليس ببعيد أن يخرج المحتلون الحاليون بشكل كلي من وطننا الحبيب كأسلافهم من البريطانيين والسوفييت، وأن يرفع الشعب الأفغاني مرة أخرى بعد قرن كامل راية العزة واسترداد الاستقلال. إن شاء الله، وما ذلك على الله بعزيز.

إمارة أفغانستان الإسلامية

18/12/1440 هـ ق

۱۳۹۸/۵/۲۸هـ ش ــ 2019/8/19م