الصمود تحاورمسؤول مؤسسة الهجرة للإنتاج الإعلامي

قراؤنا الأكارم، نشرت مؤسسة (الهجرة) للإنتاج الإعلامي التابعة للمركز الإعلامي لإمارة أفغانستان الإسلامية في الآونة الأخيرة إصدارا نوعيا بعنوان (القوة المنتصرة) لاستعراض قوات الإمارة الإسلامية، وتكتيكاتها القتالية، وقد كان للإصدار صدى إعلامي واسع النطاق في وسائل الإعلام العالمية والمحلية. ولأهمية الإصدار من الناحية العسكرية والإعلامية؛ قررت مجلة الصمود إجراء الحوار مع الأخ (مولوي ثابت) مسؤول […]

قراؤنا الأكارم، نشرت مؤسسة (الهجرة) للإنتاج الإعلامي التابعة للمركز الإعلامي لإمارة أفغانستان الإسلامية في الآونة الأخيرة إصدارا نوعيا بعنوان (القوة المنتصرة) لاستعراض قوات الإمارة الإسلامية، وتكتيكاتها القتالية، وقد كان للإصدار صدى إعلامي واسع النطاق في وسائل الإعلام العالمية والمحلية.

ولأهمية الإصدار من الناحية العسكرية والإعلامية؛ قررت مجلة الصمود إجراء الحوار مع الأخ (مولوي ثابت) مسؤول مؤسسة الهجرة للإنتاج الإعلامي حول الإصدار ورسائله وأهدافه، ونشره في هذه المرحلة الحساسة، وإليكم نص الحوار.

الصمودما هو الهدف من نشر إصدار (القوة المنتصرة)؟

المولوي ثابت أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى من تبعهم إلى يوم الدين وبعد:

في البداية أقدم تحياتي إلى مجلس إدارة الصمود وإلى أسرة التحرير وإلى القراء الأكارم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسرّني أن أتحتم لي فرصة الحوار، أشكركم كثيرا، وأثمّن جهود وخدمات مجلة الصمود في إيصال صوت مقاومة الأفغان بقيادة إمارة أفغانستان الإسلامية ضد الاحتلال الأمريكي والفساد، إلى العالم الإسلامي، وفقكم الله لمزيد من الخدمات الجهادية الإعلامية. وآتي الآن إلى الإجابة على سؤالكم.

هدفنا من نشر (القوة المنتصرة) استعراض قوات إمارة أفغانستان الإسلامية ومهاراتها الحربية وشيئا من قوتها العسكرية للأعداء، حتى يرتدعوا وينصرفوا عن مؤامراتهم المشؤومة ضد الإمارة الإسلامية.

وكذلك طمأنة شعبنا حول يقظة قوات الإمارة الإسلامية واستعدادها؛ كان هدفا آخر لنشر إصدار (القوة المنتصرة).

الصمود: ما هي الجهة المخاطبة بهذا الإصدار؟ الأمريكيون، إدارة كابول أم الشعب الأفغاني المجاهد؟

المولوي ثابت أحمد: المخاطبون بإصدار (القوة المنتصرة) هم الذين يظنون أنهم سيُغفلون الإمارة الإسلامية بالمفاوضات والعملية السياسية عن شؤونها الجهادية (ما دامت مسؤوليتها الشرعية) وعن تقوية قواتها العسكرية، وسيستخدمون تكتيكا مجرّبا في العالم الإسلامي لتحقيق أهدافهم المشؤومة.

وكذلك المخاطبون الآخرون بهذا الإصدار هم الذين أوقعهم في الضلال سوء تقديرهم لآثار حربهم النفسية ضد الإمارة الإسلامية، وقد كثفوا في الآونة الأخيرة ترويج الشائعات والأكاذيب. وكذلك الشعب الأفغاني المجاهد ومجاهدو الإمارة الإسلامية كانوا من مخاطبي هذا الإصدار حتى يطمئنوا باستعداد ويقظة قيادة الإمارة الإسلامية وقواتها العسكرية الجهادية أمام مؤامرات الأعداء.

الصمود: في هذه الفترة الزمنية الحساسة حيث وقّعت الإمارة الإسلامية إتفاق إحلال السلام مع المحتلين الأمريكيين، ماهي رسالة هذا الاستعراض العسكري الاستثنائي وحفل تخرج دفعة من المقاتلين؟

المولوي ثابت أحمد: الرسالة واضحة، التنسيق الشديد بين الجوانب المختلفة لتشكيلات الإمارة الإسلامية، والالتزام بتعزيز جيشها العسكري، واليقظة والاستعداد لإفشال مخططات الأعداء ومؤامراتهم الشريرة، وعدم فاعلية حربهم النفسية.

الصمود: لقد كان لنشر الإصدار صدى إعلامي واسع النطاق في وسائل الإعلام العالمية والمحلية، وإلى جانبها طرح عدد من الخبراء العسكريين أسئلة حول المدربين العسكريين للمجاهدين، فلو ألقيتم الضوء على جنسية هؤلاء المدربين!

المولوي ثابت أحمد: لقد ترددت إلى معسكرات الإمارة الإسلامية، وشاهدت كل شيء عن كثب، وأتعرف على مسؤوليها وأساتذتها، وحتى الآن لم أر أستاذا أجنبيا فيها، وكنت مع فريق التصوير أثناء الاستعراض العسكري والتمرينات في المعسكر، وكان الأساتذة كلهم أفغان، وكانوا مدربين جيدين وأصحاب خبرة في الأمور العسكرية.

والحقيقة أن الأفغان يملكون خبرة طويلة في مقارعة المحتلين وعملائهم، ويدركون أهمية التدريب العسكري، وإلى الحد الذي شاهدت؛ توجد كوادر مدربة في هذا الجانب، وإنهم الآن ليسوا بحاجة إلى تدريب الآخرين ولا إلى المدربين، والحمد لله -إلى الحد الذي شاهدت- لقد تقدمت الإمارة الإسلامية في جانب الإعداد العسكري كثيرا، وتهتم به كثيرا ودرّبت كوادر كثيرة في هذا الجانب.

الصمود: تزامنا مع نشر هذا الإصدار يتم تبادل الأسرى بين الإمارة الإسلامية وإدارة كابول، فهل سيكون لتحرر آلاف المعتقلين المجاهدين أثراً على رفع معنويات المجاهدين؟

المولوي ثابت أحمد: الحقيقة أن الأسرى المجاهدين لم يطلق أحد سراحهم منة وإحسانا، بل أعطاهم الله الحرية نتيجة تضحيات المجاهدين وبطولاتهم، وإذا ما رأى أحد ثمرة تضحياته وبطولاته فلابد وأن ترتفع معنوياته؛ فتحرر الأسرى تسبب برفع معنويات المجاهدين وخاصة معنويات المجاهدين المشتغلين بالتدريبات العسكرية، فتجيش عواطفهم ومشاعرهم للبذل والتضحية في سبيل الله.

الصمود: ما هي المهارات القتالية التي تدرس في المعسكر الذي رتبتم فيه إصدار (القوة المنتصرة)؟

المولوي ثابت أحمد: بما أني مشتغل بالفعاليات الإعلامية وأذهب أحيانا مع فريق التصوير إلى معسكرات الإمارة الإسلامية لا أملك معلومات كافية عن هذا، ولكن في ضوء المعلومات التي حصلت عليها عن طريق مسؤول وأساتذة معسكر الفاتح أخبروني أنهم يعلمون المجاهدين الأسلحة، وفنون الاستحكام، والمتفجرات، والتكتيك، والأمن والإستخبارات، والإسعافات الأولية، والدروس الشرعية، والفكرية، والعلمية، وتقام الدورات العامة والخاصة للمجاهدين والإستشهاديين في هذه الفنون وغيرها.

الصمود: في عدد من وسائل الإعلام الدعائية ادعت بعض الجهات المغرضة أن معسكرات الإمارة الإسلامية توجد خارج الحدود، ويتسلحون ويتلقون الدعم من الخارج، فما هو ردكم حول هذه الإدعاءات والتهم؟

المولوي ثابت أحمد: إن العدو وهذه الجهات المغرضة يعترفون بأنفسهم أن أكثر من 50% من أراضي أفغانستان تحت سيطرة مجاهدي الإمارة الإسلامية، فإذا كنا نسيطر على 50% من الأرض، فما هي حاجتنا إلى الدول المجاورة وأراضيها؟! إنهم يشنون هذه الدعايات بإيعاز من الأجانب لتشويه بطولات الأفغان وينسبون أمجادهم إلى الآخرين، وهؤلاء ليس لهم إلا الإشاعات، وما زالت هنا حاجة إلى مزيد من الوقت حتى يعترفوا بهذه الحقائق المرة ويخضعوا لها.

الصمود: بالتزامن مع نشر إصدار (القوة المنتصرة) نشرت الأمم المتحدة تقريرا وتحدثت فيه عن تواجد معسكرات التدريب والمراكز العسكرية خارج التشكيلات التابعة للامارة الاسلامية، ما هو ردكم على هذا التقرير؟

المولوي ثابت أحمد: لا ندري ما هي آلية الأمم المتحدة لجمع المعلومات في أفغانستان؟ حسب رأيي لو قام أحد من العقلاء بتحليل هذا التقرير مهنيا لحكم بأن المصادر التي ذكروها في التقرير غير موثوق بها، إنهم استعملوا حول الجماعات الجديدة أدبيات لا تتناسب مع أدبيات الإمارة الإسلامية وأدبيات أفغانستان العسكرية والسياسية.

بقدر ما أعرف وتبين لي خلال معايشتي مع المسؤولين العسكريين، الإمارة الإسلامية ملتزمة بتنفيذ تعهداتها وكل شيء تحت سيطرتها، ولا يوجد أي معسكر للمجاهدين الأجانب في أفغانستان، ولو كان موجودا لقدموا شواهد تؤكد ما ادعوه، يبدو أن هذا التقرير كتبه -برفقة بعض وكالات المخابرات الأجنبية المغرضة في وزارة الأمن الداخلي- موظفو مكتب “يوناما” الذين تجسسوا في العقدين الماضيين لصالح المحتلين وعملائهم تحت ستار “يوناما” ولهم تدخل في قتل الشعب الأفغاني وفي كثير من الفتن والمحن، وحاولوا دوما إلقاء الستار على جرائم المحتلين وعملائهم المأساوية في حق البشرية، بل سعوا لمباركتها، والحل السلمي لقضية أفغانستان يجعل مصالحهم الشخصية في خطر.

ومقتضى الإنصاف أن تحدد الأمم المتحدة مخالفات كلا الجانبين حسب إتفاق الدوحة في تقريرها مع الشواهد، وتشير إلى النقاط الإيجابية والسلبية لصلاحية كلا الجانبين في تنفيذ العملية.

للأسف إن الأمم المتحدة لم تشر إلى الفروق والتناقضات بين الساسة الأمريكيين وعسكرييهم، ولا إلى الشرخ الكبير بين إدارة كابول الذي لا يكاد يلتئم، ولا إلى مجيء أشخاص معادين للسلام في رأس إدارة كابول، وأمثال هذه التقارير الكاذبة لا تضر الإمارة الإسلامية شيئا، بل تضر بشدة مصداقية الأمم المتحدة ولعلكم رأيتم أن العديد من الدول والشخصيات البارزة والخبراء في بلادنا شككوا في هذا التقرير وتحول إلى أضحوكة.

وفي الختام أشكركم مرة أخرى وأستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم والسلام عليكم. أخوكم ثابت أحمد مسؤول مؤسسة الهجرة للإنتاج الإعلامي.