معتقل سابق يكشف أهوال التعذيب بـ”باستيل سوريا” إبان حكم الأسد

كشف محمد برّو المعتقل السابق في سجن تدمر ومدير مركز صدى للأبحاث في إسطنبول، أنه دخل السجن (الذي يُطلق عليه وصف “باستيل سوريا”) بتهمة الانتماء إلى مجموعة الطليعة المقاتلة عام 1980، وأنه أمضى 13 عاما هناك، حيث خلد في ذاكرته أن الموت كان منتهى أماني المعتقلين، وأن يوما في السجن يوازي الموت عشرات المرات. وأضاف […]

prison

كشف محمد برّو المعتقل السابق في سجن تدمر ومدير مركز صدى للأبحاث في إسطنبول، أنه دخل السجن (الذي يُطلق عليه وصف “باستيل سوريا”) بتهمة الانتماء إلى مجموعة الطليعة المقاتلة عام 1980، وأنه أمضى 13 عاما هناك، حيث خلد في ذاكرته أن الموت كان منتهى أماني المعتقلين، وأن يوما في السجن يوازي الموت عشرات المرات.

وأضاف ، في حلقة من برنامج “الواقع العربي” على فضائية “الجزيرة”، أنهم كانوا يغبطون زميلهم الذي ينفذ فيه حكم الإعدام، نسبة للشقاء المستمر الذي ليس لديه نهاية معروفة للأحياء في السجن، وقال إن التعذيب كان عشوائيا ليس له قواعد، وإنه يبدأ مع وجبة الإفطار صباحا ويستمر حتى وجبة الغداء، ثم يرتاح الجلادون ساعتين ويعودون لمواصلة التعذيب.

وبحسب برو، فإن المعتقلين كانوا يخضعون لمحاكم صورية تساوي بين المذنب والبريء، وإن المحكمة التي كانت تستمر ساعة ونصف الساعة ويشرف عليها ضباط عسكريون يحاكم فيها 180 معتقلا بلا نقاش ولا دفاع ولا تهم، وإن الأحكام تأتي جاهزة وموقّعا عليها، وإن “حفلات التعذيب” كانت تصور بالفيديو وترسل إلى القصر الجمهوري حتى يتلذذ حافظ الأسد بمشاهدة تعذيب من عارضوه لأنه كان يحكم البلاد كأنه “إله”.

ولتحويل السجانين الجدد إلى وحوش بشرية، تحدث برو عن ممارسة هؤلاء السجانين لما عرف بطقوس التعذيب، وهي عملية تعذيب يقومون بها لأحد المعتقلين تستمر ست أو سبع ساعات تنتهي بمقتل المعتقل تحت وطأة التعذيب.

وأشار إلى أن وجوده في المهجع رقم 31 أتاح له مشاهدة عمليات الإعدام عبر ثقوب الباب، وقال إن العمليات كانت تتم في الساعة السادسة صباحا يومي الاثنين والأربعاء، وأن حصيلة الإعدامات الأسبوعية كانت حوالي 250 شخصا، وكانت جميع أوامر الإعدام ممهورة بتوقيع وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس.

وقال برو إن إدارة السجن لم تقم قط بتسليم جثة معتقل إلى ذويه، مشيرا إلى أن دفن الجثث كان يتم في الصحراء، وأكد أن جزءا من عمليات التعذيب كان يتم تحت إشراف الخبراء الروس الذين كانت أصواتهم ولغتهم مسموعة للمعتقلين.

وحرصا من إدارة السجن على إخفاء هوية السجانين، أوضح السجين السابق أنها كانت تجبرهم على إغماض عيونهم، لكنه قال إن المعتقلين كانوا يتحايلون ويرون سجانيهم من خلال النظر عبر رموش العيون، وروى قصة عن سجان كان يزور السجناء في العنابر ويقول لهم خلسة “بفرجها الله يا شباب” ولكن تم اعتقاله بعد أشهر وتجريده وتعذيبه حتى الموت، في رسالة واضحة للسجانين حتى لا يتعاطفوا مع المعتقلين.

وقدر برو أعداد الذين دخلوا سجن تدمر بحوالي 22 ألف معتقل، معظمهم تحت تهم “إسلامية” وفي الغالب هي تهم ظالمة، مثل حضور درس قرآن أو قراءة جريدة، وأكد أن من ثبت تعاونه مع الإخوان المسلمين تتم محاكمته بالمادة 49 وتصفيته بشكل فوري.

وبشأن وجود نساء معتقلات، قال برو إن المعتقل كان به مهجع واحد فقط خاص بالنساء، وكانت أعدادهن أقل من الخمسين، وكانت تهمهن “إسلامية”.

ويمثل سجن تدمر -الواقع في الصحراء التي تحمل الاسم نفسه- واحدا من أشهر وأسوأ السجون السورية طوال فترة حكم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار.

وارتكبت في السجن سبع مجازر في فترة الثمانينيات وحدها، واعتقل فيه سوريون ولبنانيون خلال حقبة الوجود السوري في لبنان، ويقال إن مقابر جماعية لمعتقلين قتلوا في السجن توجد في صحراء تدمر.

المصدر: مفکرة الاسلام