الشهيد منصور، بطل الحرب والسياسة

كان الشهيد البطل، أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور تقبله الله زعيمًا خبيرًا محنّكا، واعترف العدوّ بشجاعته الفائقة، وقدراته الجهادية. لم يكتف الشهيد الفاضل بجانبٍ واحدٍ من المقاومة الجهادية ضدّ الصليبيين، بل وسّع دائرة المقاومة، وبادر بالعمل الدبلوماسي بجانب القتال الشديد، ونجح في إقناع العالم بعدم مشروعية احتلال أمريكا لأفغانستان، وأنّ المقاومة الشعبية بقيادة الإمارة […]

كان الشهيد البطل، أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور تقبله الله زعيمًا خبيرًا محنّكا، واعترف العدوّ بشجاعته الفائقة، وقدراته الجهادية. لم يكتف الشهيد الفاضل بجانبٍ واحدٍ من المقاومة الجهادية ضدّ الصليبيين، بل وسّع دائرة المقاومة، وبادر بالعمل الدبلوماسي بجانب القتال الشديد، ونجح في إقناع العالم بعدم مشروعية احتلال أمريكا لأفغانستان، وأنّ المقاومة الشعبية بقيادة الإمارة الإسلامية ضد المحتلين؛ حق عادل للشعب الأفغاني.

لقد كان للشهيد منصور رحمه الله إبداعات شتى في المجال العسكري، لا سيما في المعسكرات التي قامت لتربية المجاهدين تربية بدنية وفكرية. حيث أوجد القطاعات العسكرية الخاصة، ووسّع دائرة المقاومة لتشمل المدن -إلى جانب حرب العصابات- حتى استطاع المجاهدون فتح مركز ولاية قندوز لأول مرّة بعد الاحتلال الأمريكي للبلاد. كما استطاع المجاهدون السيطرة على 90% من أراضي هلمند، و70% من أراضي ولاية فراه. كما نجح المجاهدون تحت قيادته -رحمه الله- في تطهير معظم أراضي بغلان، وفارياب، وسربل، وبادغيس، وغور، وبدخشان، وننجرهار، ولوجر، وميدان وردك، وغزني، وزابل، و… من لوث العدوّ وجعلها تحت راية الإمارة الإسلامية.

وبدأ الفقيد مشواره السياسي في زمنٍ عصيب جدًا؛ ففي عهد نيابته لأمير المؤمنين الملا محمد عمر رحمه الله أنشأ مكتباً سياسياً للإمارة الإسلامية في قطر، واستطاع المجاهدون عن طريق هذا المكتب إعلان مواقفهم في مؤتمرات سياسية عدة؛ أحرزوا خلالها تقدماً ملحوظاً في كسب تأييد المشاركين فيها.

 

وفي عهد إمارة الملا اختر محمد منصور رحمه الله، استطاع المجاهدون إحراز تقدم واضح في المجال الإعلامي والدعوي، حيث أوجدت برامج للدعوة والإرشاد للعملاء في إدارة كابل، وأوجدت في عهده إدارة لمنع الخسائر المدنية. كما تم التطوير في مجال المعارف والتربية والتعليم حيث أُعيد تنشيط المدارس التي عُطلت لسبب من الأسباب وبدأت نشاطاتها من جديد، كما أنشأت المدارس في كثيرٍ من الولايات.

ووقف الفقيد رحمه الله بكل شجاعة وبسالة أمام فتنة الدواعش وبغيهم، ومنع -بفضل الله- انشقاق صفوف الإمارة الإسلامية، واستهدف المحتلين بهجماتٍ ضارية وقوية. واتخذ قرارات حاسمة، لو لم يتخذها وقتئذ؛ لتبدّلت أفغانستان إلى أوضاع أكثر مأساوية من سوريا، ولكان هناك تناحر وقتال.

وأصدر الأمير منصور -رحمه الله- لوائح عامة تسير على ضوئها جميع اللجان التابعة للإمارة الإسلامية. كما أن زعامة الإمارة الإسلامية تراقب جميع الأمور العسكرية والمدنية بعد الفينة والأخرى، وتطبّق المكافآت والمجازاة لأفرادها.

وقد أدرك العدوّ حنكة الأمير اختر منصور وقياديته الفريدة؛ فسعى بمختلف الطرق للنيل منه، وبكل الحيل للقضاء عليه، إلا أنّ الله سبحانه وتعالى نصره في كل مجال ومضمار، وقد أدرك منصور جميع المكائد التي كانت تحاك ضدّه من قبل العدوّ، إلا أنه كان يقول: إنّ الحفاظ على مبادئنا وأهدافنا أولى من الحفاظ على أرواحنا ورؤوسنا.

آهٍ على فراق زعيمنا الراحل الذي تحمّل المشاق في زحمة المدلهمات والخطوب، ولم تكتمل آمالنا بأن يكون بيننا أكثر ونرى نشاطاته الواسعة.

نعم؛ لقدر رحل بطل ميدان المقاومة والسياسة، وزعيم الجهاد والسلام، الشهيد أمير المؤمنين منصور رحمه الله، رحل من بيننا قبل 3 أعوام في مثل هذه الأيام في غارة جبانة للعدوّ ونال ما كان يتمنى من الفوز بالشهادة في سبيل الله.

نسأل الله سبحانه وتعالى بأن يحشره مع الصديقين والشهداء والصالحين، آمين يا رب.