سلام الله على روح الملا عبد السلام

محمود أحمد نويد سلام عليك يا قائد الإسلام الرشيد! حيث طهّرت -بفضل الله سبحانه وتعالى- ثم بفضل رفاقك المجاهدين المخلصين وبحماية المؤمنين الصادقين مدينة قندوز، مدينة الأمجاد، من لوث المحتلين وأذنابهم العملاء، ورفرفت راية الإمارة الإسلامية البيضاء المزينة بكلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في مركز المدينة. سلامٌ عليك يا قائد الإسلام الشجاع! […]

محمود أحمد نويد

سلام عليك يا قائد الإسلام الرشيد!

حيث طهّرت -بفضل الله سبحانه وتعالى- ثم بفضل رفاقك المجاهدين المخلصين وبحماية المؤمنين الصادقين مدينة قندوز، مدينة الأمجاد، من لوث المحتلين وأذنابهم العملاء، ورفرفت راية الإمارة الإسلامية البيضاء المزينة بكلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في مركز المدينة.

سلامٌ عليك يا قائد الإسلام الشجاع!

فمنذ أن وطأت أقدام جنودك مدينة قندوز، علّموا البشرية معنى الصفح الجميل، والعطف والحنان والرحمة، فبدلاً من الثأر؛ فتحوا أحضان الحنان والمحبة للجميع، وأثبتوا أننا أمة نريد السلام والودّ والمحبة، وأننا رحماء بالمسلمين ونقمة وعذاب من الله سبحانه وتعالى على القوم الظالمين المحتلين وأذنابهم العملاء، وأننا الخدّام الذين يريدون إعلاء كلمة الله وعزة المسلمين وكرامتهم.

سلام عليك أيها الوفي للجهاد والمقاومة!

فمع دخول جنودك المدينة، وقبل أي شيء، أخذوا يتفحصون ويبحثون عن المرضى والمعوقين في المستشفيات لمساعدتهم ومواساتهم والحنان بهم، ويطلبون منهم أن يدعوا لهم بالنصر المبين، ثم كانوا يوصون الأطباء أن يهتموا بالمرضى والجرحى بشكل أفضل.

سلام عليك أيها القائد الفاتح!

فعندما دخل جنودك المدينة فاتحين، هرعوا إلى سجن المدينة، وأنقذوا الأسرى المنكوبين والمضطهدين، وأثلجوا صدور آبائهم والمؤمنين بهذا العمل البطولي، ليرى العالم معاملة المجاهدين الفاتحين للشعب والمواطنين.

سلام عليك أيها الفاتح المتواضع!

فبدل أن تركن إلى المنصب والجاه، خضت المعارك وكنت في خط النار الأول مع جنودك وزملائك، وبذلك كنت تشحنهم وترفع معنوياتهم، وتعلّمهم الإخلاص والتضحية، وكنت تذكّرهم بما عند الله، وتنفّرهم من زخارف الدنيا وأمتعتها البرّاقة.

سلام عليك يا ابن خالد وعمر وصلاح الدين!

فعندما واجهتَ الجنود المدججين بالسلاح الذين كانوا يقاتلون جنودك، والذين استسلموا فيما بعد ورفعوا أيديهم إشارة منهم للأمان، لم تعاملهم معاملة الناقمين، ولم تفتك بهم، بل عاملتهم بالحنان الإسلامي، ولما أعلنوا توبتهم من أعمالهم السالفة المشينة بششت في وجوههم وعفوت عنهم ليعرف العالم كيف يعامل القائد الفاتح للإمارة الإسلامية الأسرى.

سلام عليك يا ابن الإسلام الرشيد!

كنت قائداً ضرغاماً فاتحاً، لم تفت عضدك جعجة الدعايات الزائفة التي سادت العالم، ولم توهن من عزمك المتين، بل كنت تبغي الحسنيين إمّا النّصر أو الشهادة، واستقرّ حبّ الشهادة في سويداء قلبك، فناضلت الصليب وعبّاده وأذنابه، وكنت تنفخ في جنودك روح البسالة والشجاعة والإقدام.

أيها القائد الشجاع والفاتح!

لا شك بأنّ نصر الله حليفك وحليف أتباعك وجنودك المخلصين، ولن يقدر العدوّ الجبان على هزيمتكم، وعمّا قريب سيلوح النصر التام في الأفق بأيدي قاداتك الفاتحين النبلاء على الأعداء المحتلين المدججين بأفتك أنواع الأسلحة، وسيكونون نماذج صالحة لبقية المجاهدين في شتى بقاع الوطن، وستستمرّ هذه الفتوحات التي خطوتم أنتم أولى خطواتها.

وفي نهاية المطاف، نرجو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم تضحياتكم المباركة، واستشهادكم يا أسد الإسلام ويا ضرغام الشمال.