وأخيرا ترجل فارس المنابر!

في الآونة الأخيرة فقدنا الأخ العزيزالعالم الجليل الإمام الفذ والخطيب البارع المفوه فارس المنابر وحافظ القرآن الكريم ذو أخلاق فاضلة مولانا حافظ احمد الله شقيق أمير المؤمنين حفظه الله والذي كنا نعرفه عن كثب وطالما اقتدينا به في صلاة القيام خلال شهر الصيام فكان يجمع بين الكرم والحياء والتواضع والوفاء والشرف والسخاء، يحب الشجاعة ويعشق […]

في الآونة الأخيرة فقدنا الأخ العزيزالعالم الجليل الإمام الفذ والخطيب البارع المفوه فارس المنابر وحافظ القرآن الكريم ذو أخلاق فاضلة مولانا حافظ احمد الله شقيق أمير المؤمنين حفظه الله والذي كنا نعرفه عن كثب وطالما اقتدينا به في صلاة القيام خلال شهر الصيام فكان يجمع بين الكرم والحياء والتواضع والوفاء والشرف والسخاء، يحب الشجاعة ويعشق العلياء ويكره الدنية ويمقت الإستخذاء لا يسجد إلا لخالقه، ولا يذل جبهته إلا لمولاه، كانت خطبه النارية مثل صواعق على رؤس الكفرة والعملاء ولايخاف في الله لومة لائم اغتالته يد الغدر والخيانة يد الظالم المستكبر يد عدو الاسلام والبشرية اغتالته في أشرف الأماكن ومن علي منبر الدعوة والإرشاد كان ذلك يوم الجمعة المباركة من الشهر المبارك 15 ذي الحجة سنة 1440هـ هجرية تقبله الله شهيدا في زمرة شهداء المحراب.

اغتاله عملاء الكفرة والغزاة المعتدين مظلوما تاركا ورائه الأهل والأبناء البررة حفاظ كتاب الله المجيد واخوانا مفجوعين نسأل الله تعالى لهم الصبر والسلوان.

صدق من قال إن شيمة الكفرة ومواليهم المكر والحقد والخديعة إنهم يفّجرون المساجد يقتلون العلماء يحرقون المصاحف يقصفون البيوت وينسفون المنازل وينهشون بكلابهم العضوضة النساء والأطفال وانهم يهاجمون الآمنين بغارات وحشية ومداهمات مرعبة ليلية لاشك إنها اعمال شائنة اجرامية بكل ما في الكلمة.

إن العدو الجبان الذي ارتكب جريمة قتل هذا الداعي الشجاع البطل المقدام قد أهرق دماء طاهرة زكية ونحن نؤمن إن الله يريد غير ما يريد الظالم ; ويقدر غير ما يقدر الطاغية وإن الله غالب على أمره.

لقد اخطأ القاتل الظالم بظنه قتل العلماء والخطباء والشيوخ العظام كسب الحرب واذاقة الهزيمة بالمقاومة الاسلامية لآن المقاومة الاسلامية ليست عبارة عن شخص ما بل هي معنى العقيدة الراسخة في قلوب الشعب بأكمله، وإن شعبنا العزيز هو” شعب مسلم قدم الكثير من التضحيات وبذل ضرائب غالية للإحتفاظ بإبائه، حتى لا يحني هامته لمعتد ولا يطأطئ عنقه لعاصفة فأصبحت العزة جزء من كينونته والكرامة تجري في عروقه، ولن يخضع للطواغيت وسينتصر بإذن الله قريبا. فسبحان الذي أوجب على نفسه نصر المؤمنين ; وجعله لهم حقا , فضلا وكرما. وأكده لهم في الصيغة الجازمة التي لا تحتمل شكا ولا ريبا حيث قال: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) القائل هو الله القوي العزيز الجبار المتكبر,القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير يقولها سبحانه معبرة عن إرادته التي لا ترد , وسنته التي لا تتخلف , وناموسه الذي يحكم الوجود لاشك ان الله تعالى لايخلف الميعاد وقد آن اوان نصره. والفجر من خلف الدياجي مقبل.

ونحن إذ نرثي صديقنا الغالي فبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نتقدم بخالص التسلية وصادق المواساة الى حضرة أمير المؤمنين حفظه الله واخوانه وإلى أبناء الفقيد وأهله ونسأل الله أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

إنا لله وإنا اليه راجعون.