أزمة كورونا والتعامل المسؤول للإمارة الإسلامية تجاهها

لقد تحول فايروس كورونا إلى أزمة عالمية، فلم تبق بقعة على وجه الأرض وإلا وانتشر فيها آثار هذا الوباء، وتضررت بسببه حياة البشر على نحو لم يشهد له مثيل في العقود الأخيرة، واعتبرته الأمم المتحدة أكبر أزمة عالمية في تاريخها، فقد تأثر بسببه الاقتصاد، والمعاملات، والنقل والسفر، والتعليم والثقافة، حتى الرياضة والسياحة لم تكن على […]

لقد تحول فايروس كورونا إلى أزمة عالمية، فلم تبق بقعة على وجه الأرض وإلا وانتشر فيها آثار هذا الوباء، وتضررت بسببه حياة البشر على نحو لم يشهد له مثيل في العقود الأخيرة، واعتبرته الأمم المتحدة أكبر أزمة عالمية في تاريخها، فقد تأثر بسببه الاقتصاد، والمعاملات، والنقل والسفر، والتعليم والثقافة، حتى الرياضة والسياحة لم تكن على مأمن منه، وجميع عناوين الأخبار في وسائل الإعلام تتحدث عن هذا فايروس.
وبما أن منع انتشار هذا الفايروس والإصابة به يتعلق إلى حد كبير بالتوعية العامة واتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية، لذا يجب على الحكام والمسئولين بأن يقوموا بتوعية الشعوب للأخذ بالإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من هذا المرض والمنع من انتشاره.
وفي أفغانستان فإن أكثر المناطق تخضع لحكم الإمارة الإسلامية، والإمارة الإسلامية ترى من واجبها حماية شعبها جسدياً وإيمانياً، ولذا فإنها تولي هذا الجانب اهتماماً بالغاً، ومنذ اندلاع هذه الأزمة قامت الإمارة الإسلامية بخطوات جادة في مجال التوعية العامة، فأوصت المجاهدين بشكل عام ومسئولي اللجنة الصحية بشكل خاص حتى يقوموا بالتنسيق مع المؤسسات واللجان الخيرية بحملات توعوية في المجتمع، وأن يستمروا في توعية الناس تجاه هذا المرض.
وفي البيان التي نشرته الإمارة الإسلامية بهذا الخصوص كان التركيز على نقطتين مهمتين، الأولى: إيقاظ الروح الإيمانية لدى الشعب المؤمن، فيرضى بقضاء الله وقدره، ويعتبر هذا الوباء ابتلاء منه عز وجل، فيبادر إلى التوبة، ويكثر من الاستغفار، ويداوم على الدعاء والتضرع له سبحانه. والثانية: الالتزام بالتوجيهات الطبية، وتطبيق الإجراءات الاحترازية بكل جدية، حتى يُمنع انتشار المرض في المجتمع.
وعلى هذا النمط فإن حملات التوعية العامة تجاه فايروس كورونا بدأت في مختلف أرجاء البلد، حيث لازالت مستمرة بشكل متواصل، وخلال هذه الحملات يتم توضيح الخطوات الوقائية لمنع الإصابة بهذا الفيروس بشكل مفصل وعملي، ويتم توزيع اللوازم الطبية والوقائية على المواطنين بقدر الوسع والإمكان.
كما أن الإمارة الإسلامية ناشدت عن طريق بيان رسمي المنظمات الإغاثية والصحية العالمية حتى تؤدي مسؤولياتها في إيصال الأدوية واللوازم الطبية والمساعدات إلى المناطق التي تقع تحت سيطرتنا، وتعهدت الإمارة بأنها ستمهد لهم جميع السبل وستضمن سلامتهم.
ولكون أكثر سكان القرى والأرياف في أفغانستان يعيشون تحت خط الفقر، فهم أكثر الناس حاجة للمساعدات الإنسانية، وقد أسست الإمارة الإسلامية في المناطق التي تحكمها إدارة تمتاز بالشفافية والدقة في الحسابات، وهي منزهة عن كل أنواع الاختلاس والفساد، لذا على المنظمات الخيرية ألا تتجاهل هذا الجزء الكبير من الشعب الأفغاني.
في حين أن إدارة كابل وإن كانت دعاياتها في وسائل الإعلام كثيرة، إلا أن إجراءاتها وخطواتها العملية ضعيفة جداً وغير مؤثرة بتاتاً، فلم تتمكن إدارة كابل حتى الآن أن تحجر المصابين بالمرض في أماكن آمنة، لذا نسمع مراراً عن حوادث هروب المصابين، وإضافة على ذلك فإن المسؤولين الفاسدين في الغالب هم المسيطرون على أسواق التموينات، وجلهم في هذه الأيام أقدموا على الاحتكار، ما أدى إلى ارتفاع فاحش في أسعار الأمتعة الأولية، وعامة سكان المدن يواجهون مصاعب جمة.
تنادي الإمارة الإسلامية مرة أخرى جميع الجهات بأن تؤدي مسئولياتها بالشكل الصحيح خلال هذه الأزمة، حتى لا يضطهد شعبنا المظلوم أكثر من هذا -لا سمح الله-.