أملنا من علماء الأمة الإسلامية

صرح ما يدعى بمجلس الشورى للسلام في كابل عن محاولاته لإعداد مؤتمر لعلماء الدول الإسلامية، ظناً منه أن  ذلك سيلعب دوراً مهماً ومؤثراً في إعادة الأمن والسلام في أفغانستان، وإقناع المخالفين المسلحين على ترك القتال. لكن هذه المحاولة الماكرة من قبل إدارة كابل في الحقيقة تنبع من تخطيط الجنرال (بترياس) القائد العام للقوات الأمريكية وحلف […]

صرح ما يدعى بمجلس الشورى للسلام في كابل عن محاولاته لإعداد مؤتمر لعلماء الدول الإسلامية، ظناً منه أن  ذلك سيلعب دوراً مهماً ومؤثراً في إعادة الأمن والسلام في أفغانستان، وإقناع المخالفين المسلحين على ترك القتال.

لكن هذه المحاولة الماكرة من قبل إدارة كابل في الحقيقة تنبع من تخطيط الجنرال (بترياس) القائد العام للقوات الأمريكية وحلف الناتو بأفغانستان في عامي 2010-2011، فقد كان الأخير يعتقد أن الدعاية والبروباغندا عن طريق أطياف المجتمع المختلفة، وإقناع المخالفين بأن الحرب المستمرة ليس جهاداً، بل صراع للحصول على السلطة فإن المقاومة المستمرة ستنتهي  سريعاً، لذلك أسس المذكور إذاعات داخل القواعد الأمريكية في أفغانستان، ووزع مذاييع مجانية على عامة المدنيين، وعن طريق تلك الإذاعات كانت تنشر دعاية ضد الجهاد والمجاهدين، وتصدر فتوى في هذا الصدد، لكن بفضل الله تعالى بمرور الزمن باءت جميع هذه المحاولات بالفشل.

وبما أن الدول الاحتلالية في أفغانستان وعملائهم المحليين قد فقدوا السيطرة على مناطق كثيرة من البلد، ومعنوياتهم القتالية في أرض المعركة منهارة، لذا تسعى ضمن هذا المخطط المخادع استغلال العلماء الذين دائما ما صدعوا بالحق وقدموا التضحيات في سبيله واستخدامهم لتحقيق مصالحهم الخبيثة؛ لكن هؤلاء المحتلين وعملاءهم نسوا بأن أفغانستان الآن دولة محتلة، فأرضها وسماؤها، وشئونها العسكرية والسياسية في يد المحتلين، وقد أفتى ألف خمسمائة من العلماء الكرام بالجهاد ضد هذا الاحتلال.

إن علماء الأمة الإسلامية الكرام يعرفون الوضع الحالي في أفغانستان حتماً، وإلاّ نتمنى أن يعرفوا بأن القوات المحتلة هنا يشنون غارات عشوائية ومداهمات ليلية على الشعب الأفغاني، وفي نتيجتها يُقتل يومياً عشرات الرجال والنساء والأطفال، ولا أحد يجرؤ على مساءلتهم.

فقد ملئوا سجون البلد من المواطنين، حيث يبلغ عددهم 35000 سجيناً، 12 ألف منهم سجنوا بتهمة كونهم من حركة طالبان أو لهم صلة بتلك الحركة أو هم أقارب لأعضاء الحركة، من بين هؤلاء شيب بلغوا التسعين من أعمارهم، جميعهم يقضون حياتهم في السجون دون أي مصير معلوم، لأنهم لا يستطيعون دفع الرشاوي للقضاة.

كما أنهم يقومون بمحاولات مدروسة منظمة للقضاء على الثقافة الإسلامية في البلد، وفتحوا أبواب الانحراف الأخلاقي على مصراعيها.

الوزراء وحكام الولايات أغلبهم يحملون جنسيات الدول الأجنبية، ويتم تعيينهم بطلب من قبل أمريكا وبقية الدول الاحتلالية، هذا هو الوضع الحالية في أفغانستان، وفي ضد هذا قام الشعب الأفغاني  دفاعاً عن دينه وعقيدته ووطنه، ويقدمون التضحيات في سبيل ذلك؛ لذا فإننا نقول لعلماء الأمة الإسلامية الأفاضل بأن الوضع في أفغانستان معقد للغاية، هنا دائماً تنظم مؤامرات ودسائس استخباراتية من قبل الدوائر الاستخباراتية للدول الاحتلالية، عليكم أن تدركوا وضع أفغانستان جيداً كي لا تصبحوا – لا سمح الله – بشكل لا شعوري جزءاً للاحتلال الأمريكي ودسائس العملاء الداخليين، ولكي لا يصدق عليكم قوله تعالى:

وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ . سورة هود .(113)

وجدير بالذكر بأن إمارة أفغانستان الإسلامية جعلت خيار تحرير البلد وإنهاء الاحتلال من خلال الطرق السلمية مفتوحاً، لكن الدول الاحتلالية تسعى بتخطيطاتها الماكدة صرف أنظار العالم والمواطنين عن الحل الواقعي لمسألة أفغانستان في اتجاه آخر.