احتلال السابع من أكتوبر… غلطة تاريخية

قبل ثمانية عشر عاماً، في السابع من شهر أكتوبر عام 2001 شنت الولايات المحتدة الأمريكية غزوها على أرض أفغانستان وحريمها بواسطة قواتها الجوية، وبذلك ابتدأت أطول حرب تخوضها أمريكا في التاريخ. لقد بدأ الغزو الأمريكي على أفغانستان بعد أسابيع من أحداث (11 / سبتمبر)، في ذلك اليوم نفذت هجمات في أمريكا بواسطة طائرات أمريكية، لكن […]

قبل ثمانية عشر عاماً، في السابع من شهر أكتوبر عام 2001 شنت الولايات المحتدة الأمريكية غزوها على أرض أفغانستان وحريمها بواسطة قواتها الجوية، وبذلك ابتدأت أطول حرب تخوضها أمريكا في التاريخ.
لقد بدأ الغزو الأمريكي على أفغانستان بعد أسابيع من أحداث (11 / سبتمبر)، في ذلك اليوم نفذت هجمات في أمريكا بواسطة طائرات أمريكية، لكن الأمريكيين بدل أن يعتبروا ذلك فشلهم الاستخباراتي، ويحققوا في الأسباب الرئيسية للوقوع الحادثة، قاموا دون أي تريث بإلقاء اللوم على عاتق أفغانستان، وكان تعامل المسئولين الأمريكيين في هذا الجانب مبني على العجلة وعدم التأمل، حيث أفادت التسريبات فيما بعد بأن رئيس وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) آنذاك (جورج تينت) صرح بعد خمس ساعات فقط! من وقوع الهجمات، بأنها نفذت من قبل مقاتلين تم تدريبهم في أفغانستان.
ومثل التصرف الأول المتحمس وغير المعقول، بقي المسئولون الأمريكيون متحمسين حتى النهاية، فبدأوا بعد الأحداث مباشرة بتهديد إمارة أفغانستان الإسلامية بالحرب، وشرعوا عملياً بالاستعدادات العسكرية، لكن في المقابل أصرت الإمارة الإسلامية بحل القضية عن طريق التعقل والحوار، وطلبت من المسئولين الأمريكيين بأن يعرضوا كل ما ليدهم من الدعاوي لمناقشتها وإيجاد الحل لها، لكنهم رفضوا ذلك وارتكبوا خطأ كبيراً إذ هاجموا على أفغانستان دون تقييم ذلك ومحاسبته بشكل دقيق.
وبعد مرور ثمانية عشر عاماً على الاحتلال الأمريكي أدركت الغالبية المطلقة من الشعب الأمريكية الآن بأن احتلال أفغانستان كان خطأ كبيراً، ويطالبون إخراج القوات الأمريكية منها.
فخلال هذه الأعوام الثمانية عشر الماضية انفقت أمريكا مليارات الدولارات في أفغانستان، وقتل فيها – حسب اعترافهم – آلاف الجنود، وعشرات الآلاف من الجنود أصيبوا بجروح، أو صاروا معاقين، أو مرضى نفسيين، وبعد هذه التجربة الحربية الطويلة أصبحت النظرية العامة لدى الأمريكيين بأن الحل السلمي التي طالبت به إمارة أفغانستان الإسلامية كان معقولاً، ويجب أن توضع نقطة النهاية لهذه الحرب عن طريق التفاوض والحوار.
وبما أن أكثر المسئولين الأمريكيين الآين يثقون بالحل السلمي، فإن ذلك تطور إيجابي، لكن من جهة أخرى فمازال هناك من يصر على استمرار الحرب في أفغانستان من الجنرالات وبعض المستثمرين الذين ترتبط مصالحهم المادية بالحرب، فلذلك يحاولون من حين لآخر عرقلة المفاوضات وإيجاد العقبات تجاهها، وأحياناً تنشر أخباراً كاذبة ودعايات خاطئة ضد الإمارة الإسلامية، وتريد أن تروج بأن أفغانستان بعد إنهاء الاحتلال ستشكل خطراً على العالم.
إن إمارة أفغانستان الإسلامية تنادي شعب أمريكا، ومسئوليها، وسياسييها، وجميع الجهات الدخيلة بأنه قد حانت الفرصة لتصحيح ذلك الخطأ التاريخي التي ارتكبه المسئولون الأمريكيون في السابع من أكتوبر قبل 18 عاماً، وتصحيح ذلك إنما يكون بإنهاء هذا الاحتلال الظالم لأفغانستان، وترك الشعب الأفغاني حتى يعيش في حرية وأمان مثل باقي شعوب العالم.