اعتداء الاتحاد السوفيتي وهزيمته عبرة للمحتلين

اعتدت قوات الاتحاد السوفيتي السابق على الأراضي الأفغانية في السادس والعشرين من شهر ديسمبر عام 1979م واحتلت أفغانستان من خلال عملائها (حزبي الشعب والراية الشيوعيين) ووقع هذا الاعتداء الغاشم بعد نحو 20 شهراً من الانقلاب الشيوعي الدامي في ( السابع والعشرين من شهر ابريل عام 1977 حسب التقويم الهجري الشمسي) وأطاح المحتلون الروس بنظام عميلهم […]

اعتدت قوات الاتحاد السوفيتي السابق على الأراضي الأفغانية في السادس والعشرين من شهر ديسمبر عام 1979م واحتلت أفغانستان من خلال عملائها (حزبي الشعب والراية الشيوعيين) ووقع هذا الاعتداء الغاشم بعد نحو 20 شهراً من الانقلاب الشيوعي الدامي في ( السابع والعشرين من شهر ابريل عام 1977 حسب التقويم الهجري الشمسي) وأطاح المحتلون الروس بنظام عميلهم «حفیظ الله امین» بطريقة وحشية وأتوا بنظام عميل آخر برئاسة «ببرك كارمل» ـ تماماً مثل إدارة كابول الحالية ـ وبدأت الحرب الوحشية ضد الإسلام والشعب الأفغاني.

واستخدم الجيش الأحمر الوحشي آنذاك كل أنواع الأسلحة المتطورة لتسخير أفغانستان المسلمة ولطخت القوات الروسية جبال ووديان هذا الوطن بدماء الشعب الأفغاني و وأد الجنود الروس الكثير من معارضي الاحتلال الغاشم بطريقة وحشية وقتلوا وشردوا الكثير من العلماء والمشائخ، والأشراف وزعماء الأقوام كما أعدموا الكثير من المجاهدين دون المحاكمة واستشهدوا مئات الآلاف من عامة المواطنين وثكلوا الكثيرات من الأمهات وقتلوا أزواج الكثيرات ويتَّموا الكثير من أطفال هذا الوطن إضافة إلى تدمير الحرث والنسل وتخريب جل من المنشآت الاقتصادية .

واحتلت القوات السوفيتية أفغانستان لمدة 9 سنوات و51 يوماً، وارتكبت خلال هذه الفترة جرائم وحشية وبشعة يعجر القلم عن كتابتها واللسان عن قراءتها وفي النتيجة فشلت القوات السوفيتية الاحتلالية أمام الجهاد الأفغاني وأرغمت على الرحيل من البلاد في الخامس عشر من شهر فبراير من عام 1989م وحملت معها الخزي والعار وخلفت وراءها حكومة عميلة ضعيفة برئاسة العميل «نجيب» والتي واجهت الهزيمة وسقوط بسرعاً .

ها هو الآن يواجه الاحتلال الأمريكي الظالم بعد 14 عاما و3 شهور ظروفاً مستعصية مثل نظيره الروسي وفقدت أمريكاً الطريق نتيجة التخبط  والهلع، وبدأت الآن تستعمل استراتيجية الكذب والخدعة، تتغنى يوما بالصلح وفي يوم تالي تقول شيئا غيره؛ فقد أعلنت في هذه الأيام من العام الماضي وبالتحديد في (۲۸- ۱۲- ۲۰۱۴م) وبكل تشدق وتشديد إنهاء مهمتها القتالية في هذا البلد؛ لكن لا تزال تمتص دماء الأفغان البريئة حتى اليوم، ومتورطة ومنخرطة في مباشرة في القتال وتقوم بالمداهمات الليلية هنا وهناك.

بالنسبة لأفغانستان الاتحاد السوفيتي وأمريكا كلاهما متجاوزان ومحتلان بفارق أن المحتلين السابقين أدركوا سريعاً بأن هذا الوطن لا يرضخ لحكم الآخرين، فالتزموا بوعدهم بعد 9 سنوات و3 شهور وانسحبوا من هذا البلد المسلم وأنهوا احتلالهم، ولكن أمريكا لا تزال لا تفهم بعد مرور 14 عاما و3 شهور كيف تتخلص من هذه الورطة والتخبط؟ فتعلن يوما الرحيل، ويوما آخر ترسل قواتها العسكرية الوحشية إلى الخطوط الأمامية للقتال.

إن إمارة أفغانستان الإسلامية تطمئن شعبها المسلم بأنها بفضل الله ونصرته أولاً، ثم بدعم من شعبها ستواصل الجهاد المقدس ضد المحتلين والمعتدين إلى حين رحيل القوات الاحتلالية الغازية من وطننا، وإرساء النظام الإسلامي وفق رضى الشعب. وتجدِّد الإمارة الإسلامية دعوتها لهؤلاء الأفغان الذين تعاونوا ولا يزالون يتعاونون مع الأمريكيين المحتلين في احتلالهم الغاشم بأن ينضموا إلى صف الإمارة الإسلامية، أو على أقل التقدير أن يتركوا صف الكفر والمحتل، ويحافظوا على مكانتهم وهويتهم الإسلامية والأفغانية ويحرروا أنفسهم من خزي الدنيا والآخرة. والله الموفق.