الإدارة الأمريكية الجديدة، وقضية أفغانستان

انتقل الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية من إدارة ترامب إلى إدارة جديدة برئاسة “جوبايدن” وذلك في العشرين من شهر يناير من السنة الميلادية الحالية. يعتبر جوبايدن الرئيس الأمريكي الرابع الذي تقع على عاتقه إلى جانب بقية القضايا والمسئوليات، مسئولية حرب أفغانستان، وذلك في حين أن شعبه يأمل انتهاء هذه الحرب التي استمرت 20 سنة. لقد […]

انتقل الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية من إدارة ترامب إلى إدارة جديدة برئاسة “جوبايدن” وذلك في العشرين من شهر يناير من السنة الميلادية الحالية.

يعتبر جوبايدن الرئيس الأمريكي الرابع الذي تقع على عاتقه إلى جانب بقية القضايا والمسئوليات، مسئولية حرب أفغانستان، وذلك في حين أن شعبه يأمل انتهاء هذه الحرب التي استمرت 20 سنة.

لقد أشعل “جورج بوش” فتيل هذه الحرب باحتلاله لأفغانستان، وعندما خلفه “باراك أوباما” بدلاً من أن يتعظ من التجارب الفاشلة والمرة لسلفه، أعلن في بداية حكمه عن خطة واستراتيجية عسكرية لأفغانستان، وزاد من عدد الجنود المحتلين في أفغانستان إلى أعلى حد، وكان يفكر أن بإمكانه حل القضية عسكرياً، لكن في أواخر أيام حكمه توصلت إدارة أوباما بأن قضية أفغانستان لا يمكن حلها عسكرياً، وإنما يجب التوصل إلى الحل عن طريق المحادثات والمفاوضات.

وحينما تولى “دونالد ترامب” مقاليد الحكم في أمريكا، كان المفترض أن يبني موقفه واستراتيجيته تجاه أفغانستان بناء على تجارب أسلافه، لكنه في البداية اختار استعراض القوة، فأعلن استراتيجية حربية لأفغانستان على دوي أنغام عسكرية، فبالإضافة على التصعيد في العمليات العسكرية، شن حرباً دعائياً، ومارس ضغطاً سياسياً ودينياً، كل ذلك من أجل أن يتمكن من الانتصار في ميدان الحرب، لكن كأسلافه ظهر فشل هذه الاستراتيجية سريعاً، وتوصلت إدارة ترامب إلى حقيقة، وهي أن هذه الأزمة يجب حلها سلمياً عن طريق المحادثات، وعلى إثر ذلك بدأت عملية المفاوضات في قطر، وفي (29/2/2020م) تم التوقيع على معاهدة إنهاء الاحتلال بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية.

والآن بعد أن تولت إدارة جديدة برئاسة “جوبايدن” الحكم في أمريكا، فإن ما يقتضيه العقل وتستوجبه التجربة هو أنه ينبغي ألا تُعاد تصرفات الرؤساء السابقين المثيرة للحرب، فقد كان “جوبايدن” مساعداً في إدارة “باراك أوباما”، ولديه معلومات تامة بفشل الاستراتيجية الحربية في ذلك الحين، لذا عليه أن يبني سياسته تجاه أفغانستان نظراً للتجارب السابقة، وأن يواصل العمل من النقطة التي توقفت عندها الإدارة السابقة.

علينا أن نقول بعد تجارب عشرين عام، بأن الحقيقة هي أن قضية أفغانستان ليس لها حل عسكري، وأن عملية المحادثات إلى الآن حققت نتائج إيجابية، وثبت أيضاً أنه إن وجدت إرادة حقيقة لحل النزاع فإن جميع المسائل يمكن حلها عن طريق المحادثات.

كما أن خير أفغانستان وأمريكا في خروج القوات الأجنبية من أفغانستان وفق اتفاقية الدوحة، حتى يرجع لبلادنا حريته وسيادته المغتصبة، وبذلك يتم الحل النهائي لهذه المعضلة.