الاستقلال … أملٌ ومبدأ مشترك للشعب

قبل أيام احتفل شعبنا بالذكرى (101) لاستعادة الاستقلال من الاحتلال الإنجليزي، لقد كان الاستعمار الإنجليزي أكبر مشروع احتلال على المستوى العالم في القرن التاسع العشري، وبدأت بمداخلاته الاستعمارية في أفغانستان عام (1839م)، ومنذ هذا العام إلى تاريخ استعادة الاستقلال عام (1919 م) تتابعت محاولات الاستعمار الإنجليزي لضم بدلنا التاريخي إلى قائمة الدول المستعمرة، واستخدم النار […]

قبل أيام احتفل شعبنا بالذكرى (101) لاستعادة الاستقلال من الاحتلال الإنجليزي، لقد كان الاستعمار الإنجليزي أكبر مشروع احتلال على المستوى العالم في القرن التاسع العشري، وبدأت بمداخلاته الاستعمارية في أفغانستان عام (1839م)، ومنذ هذا العام إلى تاريخ استعادة الاستقلال عام (1919 م) تتابعت محاولات الاستعمار الإنجليزي لضم بدلنا التاريخي إلى قائمة الدول المستعمرة، واستخدم النار والمال والبطش والذهب من أجل تحقيق ذلك.
لكن الشعب المؤمن من أسلافنا الغيورين أظهروا ثباتهم وصمودهم في وجه ذلك الاستعمار، واستمروا 80 عاماً في المقاومة ضد القوة الإنجليز التي كانت أعتى قوة عالمية وقتها، واستطاع الشعب بإفشال جميع حملات العدو وإبطال كل مكائده، وأخير بفضل الله  ثم بفضل الجهاد في سبيله تم استعادة الاستقلال التام من العدو.
إن شعبنا ووطنا اليوم يواجه مرة أخرى نفس تلك الحالة، فإن الاستعمار العالمي وعملائه المحليين يسعون إلى صرف شعبنا عن مبدأ الاستقلال والحرية، فأحياناً يحاولون تحقيق ذلك عن طريق الخطط العسكرية، والقصف والغارات، وإلقاء الرعب في نفوس الشعب، وأحيانا أخرى يريدون استمالة الشعب بواسطة شعارات براقة عن إعادة البناء، والديمقراطية، والتطور والازدهار وما شابهها من الهتافات، حتى يتمكنوا بذلك من مساومتنا على استقلالنا الذي ورثناه أباً عن جد.
لكن المحتلين وعملاءهم من أمثال أشرف غني الذين يترجون المحتلين للبقاء، عليهم أولاً أن يطالعوا تاريخ شعبنا، ويتعرفوا على نفسياته وثقافته، ويجب أن يدركوا بأن الشعب ينظر إلى الاستقلال نظرة تقدس لا يساومها شيء، ولا يمكن له أن يتراجع عن هذا المبدأ بحال من الأحوال.
ولو كان شعبنا المؤمن يساوم على الاستقلال لساوم عليه الإنجليز قبل قرن من الزمان، ولرضي بثقافة الإنجليز ولحصل كبقية الدول المستعمرة على التطور والازدهار المادي مقابل التنازل عن استقلاله واندثار هويته واضمحلال آثاره.
إلا أن شعبنا المتدين أثبت دوماً بأن القيم المعنوية أعظم من المنافع المادية، وأن الحاكمية الإسلامية، والثقافة الإسلامية، والاستقلال والحرية في الإرادة هي الأهم عنده؛ لأن هذه المبادئ والقيم المعنوية هي سبب عزة الإنسان وشرفه.
نحن على يقين بأن الاستقلال حقنا الفطري والديني، وهو أمل مشترك عند جميع الشعب، وعلى العملاء الذين يسعون لتمديد فترة الاحتلال ويترجون القوات المحتلة للبقاء في أفغانستان، أن يعلموا بأن موقفهم هذا معارض لإرادة الشعب ومطالبه، وإصرارهم على موقفهم سيخلد في التاريخ عمالتهم، لذا عليهم أن يتراجعوا عن الموقف المخزي، ألا يفضحوا أنفسهم أكثر من هذا.
 وفي الختام نبشر المواطنين بأن اليوم الذي سيستعيد فيه بلادنا استقلاله الشامل مرة أخرى، ويحكمه نظام إسلامي قد بات قريباً، إن شاء الله.