البرلمان… معرض الفضائح

عادة تمثل كل حكومة أو دولة إرادة شعبها، وتحمل على عاتقها مسئولية تحقيق مصالح شعبها ووطنها، والحفاظ على عزها ومكانتها، ويجب أن تكون على قدر من المسئولية تجاه البرامج التي يعود إليها تطبيقها وتنفيذها، بحيث يمكنها تأمين العدالة وتحقيق مصالح الشعب على المستوى الداخلي، وعلى المستوى الخارجي تكون سبباً في علو الوطن ورفعته وتقدمه وازدهاره. […]

عادة تمثل كل حكومة أو دولة إرادة شعبها، وتحمل على عاتقها مسئولية تحقيق مصالح شعبها ووطنها، والحفاظ على عزها ومكانتها، ويجب أن تكون على قدر من المسئولية تجاه البرامج التي يعود إليها تطبيقها وتنفيذها، بحيث يمكنها تأمين العدالة وتحقيق مصالح الشعب على المستوى الداخلي، وعلى المستوى الخارجي تكون سبباً في علو الوطن ورفعته وتقدمه وازدهاره.

ومن يدعي قيادة شعب وبلد ويكون غير مؤهل لتمثيل شعبه، وغير قادر على القيام بمسئوليته على المستوى الوطني والدولي، وعلاوة على فشله يكون سبباً في جلب العار والفضيحة لشعبه ووطنه، فلا يحق لمثل هذا النظام في أي قانون أن يستمر في اغتصاب السلطة ومواصلة حكمه الجائر.

وتعد الإدارة الفاسدة التي نصبها الاحتلال الأجنبي في أفغانستان أنموذج حي لنظام متناثر، ممزق، فاشل، مفتضح، حيث حصدت إلى الآن أرقاماً قياسية عالمية في الفساد، والغصب، والاختلاس، والجرائم الحربية، وغيرها من الأعمال غير المشروعة.

لو ألقينا نظرة منصفة إلى جزء من هذا النظام العميل (القوة التشريعية أو البرلمان)، نجد أولاً أن انتخاباتها قد تأخرت لثلاثة أعوام، وواصل النواب السابقون وظائفهم من غير مسوغ قانوني، بعدها بدأت مهزلة الانتخابات، وامتدت الحملات الانتخابية المكتظة بالمشاكل إلى شهور، ويوم الاقتراع قاطع الشعب الانتخابات، واستمرت تمثيلية الانتخابات مصطحبة معها آلاف الشكاوي، ورغم هذا كله لم تنته حلقات فضائح الانتخابات، بل استغرقت عملية عد الأصوات وما تعلق بها من المشاكل سبعة أشهر كاملة، وما إن أعلنت نتائج التصويت إذ نشب الاختلاف على رئاسة البرلمان، ورغم مرور عدة أسابيع على اندلاعها مازالت الاختلافات مستمرة حتى يومنا هذا.

إن الوضع الذي آل إليه الاختلاف على رئاسة البرلمان، وما ينعكس من آثاره في وسائل الإعلام؛ لا شك أنه مؤسف ومفتضح للغاية، وهذه الفضيحة تؤكد صحة دعوانا بأن حكام القصر الرئاسي “أرك” في ظل الاحتلال لا يمثلون هذا الشعب الوقور، وليسوا حكاماً واقعيون، ولا لديهم الأهلية المعنوية والأخلاقية لتمثيل هذا الوطن وهذا الشعب الأبي.

إن إمارة أفغانستان الإسلامية تنادي شعبها مرة أخرى بأن الحل الوحيد للخلاص من هذه المآسي، والمجازر، والمفاسد، والفضائح إنما تنحصر في إزالة العوامل الخارجية والداخلية التي جلبت المآسي والويلات لشعبنا.

كما نعلن لمواطنينا وجميع العالم بأن الأعمال السيئة لهذه الإدارة العميلة – كبرلمان العار وغيره – لا تمثل أفغانستان الأبية، ولا يليق أن يؤاخذ الشعب الأفغاني الغيور بهذه التصرفات الدنيئة التي يرتكبها شرذمة من سفهاء الوطن، فإن مسئولية جميع هذه الفضائح تؤول إلى أولئك المحتلين الذي قدموا هذه الدمى العميلة إلى الساحة، ويستعملونهم من أجل تحقيق مصالحهم.