الجنرالات الأمريكيون في مواجهة الشعب الأمريكي

تحليل الأسبوع لقد بلغت النظرية السلبية تجاه احتلال أفغانستان والتدخل العسكري الأمريكي فيها إلى ذروتها في بين أوساط الشعب الأمريكي، والأكثرية الغالبة من عامة الأمريكيين وممثلي أطياف المجتمع المختلفة بدأوا يطالبون بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان. لكن في المقابل فبعض الجنرالات في البنتاجون مازالوا يصرون على استخدام التجارب الفاشلة، ويطالبون بمواصلة مهمتهم الفاشلة والمكلِّفة في […]

تحليل الأسبوع

لقد بلغت النظرية السلبية تجاه احتلال أفغانستان والتدخل العسكري الأمريكي فيها إلى ذروتها في بين أوساط الشعب الأمريكي، والأكثرية الغالبة من عامة الأمريكيين وممثلي أطياف المجتمع المختلفة بدأوا يطالبون بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان. لكن في المقابل فبعض الجنرالات في البنتاجون مازالوا يصرون على استخدام التجارب الفاشلة، ويطالبون بمواصلة مهمتهم الفاشلة والمكلِّفة في أفغانستان.
وأحدث نموذج لهذه المواجهة (الجنرالات ضد الشعب)، هي تصريحات رئيس الأركان الأمريكية التي صرح بها في مقابلة مع قناة (ABC)، حيث ذكر خلال مقابلته بأن البنتاغون غير مستعد حتى الآن لإخراج قواته من أفغانستان؛ وعلل ذلك بأن مهمة القوات الأمريكية في أفغانستان لم تنته بعد – على حد زعمه -، إلا أنه لم يذكر ماهية مهمة القوات الأمريكية في أفغانستان، والتي لم تحقق خلال ثمانية عشرة سنة، رغم الخسائر الجسدية، والمالية، والجرائم الحربية، والفضائح، والمتاعب!
يتفوه الجنرال الأمريكي باستمرار الحرب في أفغانستان، في حين أن الرئيس الأمريكي، وأكثر أعضاء الكونغرس، والأغلبية الساحقة من عامة الأمريكيين، يعتقدون بأنه آن لأمريكا أن تنهي تلك الحروب التي لا نهاية لها ولا طائل من ورائها، والتي لم تحقق أي هدف ولا تطور رغم التجارب والمحاولات المكررة لأعوام وأعوام.
إن موقف الشعب الأمريكي عقلاني ووجيه، وذلك لأن لفحة نار الحرب في أفغانستان لا تصيب وجوه كبار مسؤولي البنتاغون، وإنما تلتهم أبناء عامة الشعب الأمريكي، وميزانية الحرب تعصر من الضرائب التي يدفعها عامة الأمريكيين، وعلى هذا فإن ضرر الحرب كله منصب على الشعب الأمريكي. وإضافة على ذلك فإن استمرار احتلال أفغانستان ليس له توجيه منطقي أو خلقي، وإن كان الجنرالات الأمريكيون يخشون تعرض أمريكا لهجمات من أفغانستان مرة أخرى، فإن هذا احتمال بعيد جداً عن واقع عالمنا اليوم، كما أن إمارة أفغانستان الإسلامية مستعدة في حال انتهاء الاحتلال أن تقدم ضمانات بأن أرض أفغانستان لن تستخدم ضد أي أحد.
لقد سلك مسئولو البنتاغون قبل نصف قرن تقريباً مسيراً مخالفاً لمطالب الشعب الأمريكي خلال حرب فيتنام، فكانت النتيجة فضيحة عارمة وهزيمة منكرة، والآن إن لم يصغ جنرالات البنتاغون لنداء الشعب ومطالبه فإن ما ينتظرهم أكثر عاراً وفضيحة مما هم فيه الآن، وسيكون مصيرهم إلى الهزيمة والفرار.
وموقف إمارة أفغانستان الإسلامية هو أن أفغانستان بلدنا، وهي أرض عاشت حرة أبية دائماً، ولم تخضع للاحتلال حتى في المرحلة الاستعمارية خلال قرني (19 و20)، وكما أن شعبنا قد أبلى بلاءً حسناً في صموده وجهاده ضد الاحتلال طيلة السنوات الثماني عشرة الماضية، فإنه بعون الله ونصره ثم بشهامة هذا الشعب وغروره سيبقى صامداً كالجبال الرواسي لا يزحزحه شيء، وسيواصل جهاده ونضاله حتى خروج آخر محتل من هذه الأرض. إن شاء الله.