الحفاظ على الإجلال الشعبي والكرامة الإنسانية مسؤولية شرعية وأخلاقية

تم نشر الأسبوع الماضي رسالة التهنئة لأمير الإمارة الإسلامية سماحة الملا / أختر محمد منصور-حفظه الله- بمناسبة عيد الأضحى المبارك للعام 1436هـ وقد حظي البيان بتعليقات تحليلات في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية وكان البيان في حقيقة الأمر وبالنظر إلى الأوضاع الراهنة في البلاد رسالة جامعة كما قد شمل على مواضيع كثيرة منها الجهاد، والصلح […]

تم نشر الأسبوع الماضي رسالة التهنئة لأمير الإمارة الإسلامية سماحة الملا / أختر محمد منصور-حفظه الله- بمناسبة عيد الأضحى المبارك للعام 1436هـ وقد حظي البيان بتعليقات تحليلات في وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية وكان البيان في حقيقة الأمر وبالنظر إلى الأوضاع الراهنة في البلاد رسالة جامعة كما قد شمل على مواضيع كثيرة منها الجهاد، والصلح ، والتعلیم، والسیاسة، وحاكمية الشريعة الإسلامية والقيم الشعبية، والحرية والاستقلال وكل موضوع من مواضيعه بحاجة إلى البحث والتحقيق والتأني معه.

ولكن مسألة الإجلال الشعبي والكرامة الإنسانية التي حوتها الرسالة، كانت بارزة وملفتة للنظر للغاية، تقول الرسالة إنّ الإمارة الإسلامیة لیست حركة إسلامیة وجهادیة فحسب، بل هي نظام یعمل بالتزام لتحقیق آمال نشر الوعي الإسلامي والتربیة الإسلامیة والأخذ بالناس إلی الرقي والذي یجب أن یُمّد إلیه ید العون في عملیة قیامه بإسعاد الشعب وتوفیر وسائل الرخاء والتقدم لیتحقق التعاون والتقارب والتنسیق القوي بین جمیع الأقوام وأصحاب الكفاءات الدینیة والعصریة.وأوضحت الرسالة أن أفغانستان بيت جميع الأفغانيين وأنه يجب الاستفادة من الاستعدادات الموجودة والحديثة في جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات ولجميع الأقوام والعشائر ويتم إعمارها بالحب والاتفاق والتعاضد والتناصر.

والشعبة الأخرى للكرامة الشعبية ترتبط بالعقيدة والفكر ومن حيث الأهمية لها مكانة الصدارة، فتنفيذ الشريعة الإسلامية والقوانين السماوية من مطالب شعبنا الحقة، حيث يدعمها الشعب بكل طاقته، بل من أجل نيل هذا الهدف هرع دائماً إلى ميدان الجهاد والتضحية بالنفس والمال، وحطم رؤوس عبدة الباطل والمعتدين بنصرة من الله تعالى وعونه، ومن نظر بعين الحقارة إلى عقيدة الشعب الأفغاني فإنهم لم يخسروا الحرب فقط؛ بل إنهم واجهوا العار والخزي والخذلان في العالم والمثال الحي الواضح لذلك هو الثورة الشيوعية والاعتداء الروسي على أفغانستان. وقد ورد هذا الموضوع في البيان بشكل واضح وطمأن  الشعب بشأن النظام الشرعي قائلاً: یحق لنا من جمیع النواحي ووفق جمیع القوانین أن ندافع عن عقیدتنا وأرضنا، وأن نكسب حرّیتنا، ونقیم النظام الشرعي الذي یستوعب الأفغان وتُؤمّنُ في ظله كل الحقوق الحقة لجمیع الشعب.

والجانب الآخر من التقدير الشعبي هو حماية نفس ومال وعرض الشعب وتوفير البيئة الآمنة لحياة المواطنين والدفاع عن حقوقه وهو من أهم أبواب الكرامة الإنسانية وقد تم التأكيد مراراً على هذه المسألة وقد أرشدت الرسالة في طرف منها المجاهدين بأن يكونوا منتبهين لأن لا يتم إراقة دماء الأبرياء وعامة المواطنين أثناء العمليات العسكرية . یجب أن یحتاط المجاهدون في أوقات العملیات العسكریة كثیراً لكي لا تُراق دماء الأبریاء، لأنّ إمارة أفغانستان الإسلامیة لن تسمح بالتهاون في الحفاظ علی أرواح الناس وأموالهم. وفي جزء آخر من الرسالة ذكر بأن الحفاظ على الكرامة الشعبية من الأهداف العليا للجهاد، وأعتبرت من المسؤولية العظمى ” يجب على الإخوة المجاهدين أن يقوم بالجهاد من أجل إعلاء كلمة الله ، و لرقي المواطنين المنكوبين وبنية الخدمة لهم، وأن يعتبروا حفظ أنفس وأموال والمكانة الإنسانية للشعب  مسؤوليتهم الشرعية والأخلاقية، وأن يتعاملوا مع الشعب بالعطف والترحم والود.

وكذلك الجانب الآخر من الإجلال الشعبي هو إشراك الشعب في المسائل المهمة للبلد وفي اتخاذ التصاميم والقرارات، ومن الواضح كوضح الشمس بأن العلماء الكرام ووجهاء الأقوام، والخبراء والمتخصصين لهم دور كبير جداً في أمن البلد ورقيه، والحفاظ على وحدة الأفغان، من لم يأخذ بمشورة الشعب، ولم يستمع لقرارات وتصاميم الشعب، هؤلاء أضروا بأنفسهم والبلد معاَ، لذا شددت الرسالة بأن يحل المجاهدون مشاكلهم ومشاكل عامة المسلمين بالتشاور والتفاهم مع العلماء الكرام ووجهاء الأقوام وأهل الخبرة، وأن يتعاموا مع الشعب ليس كحاكم بل كخادم.

بجانب ما ذكر فقد أُعتبر الفصيل المتعلم في البلد، والتجار الوطنيون معماروا البلد، يجب تقدير مواهبهم، والحفاظ على ثرواتهم، وأن توفر لهم فرصة الخدمة. من جهة أخرى اعتبرت الرسالة المنشئات للنفع العام ثروات شعبية، يجب صونها وحفظها من كل أنواع الضرر والتخريب، كما تم الترحيب بفعاليات المؤسسات الخيرية المسالمة وغير مغرضة، وفي الرسالة توجد عبارات كثيرة أخرى أيضاً تهدف إلى ازدهار الشعب الأفغاني ورقيه ورفاهيته، حيث تثلج صدور القراء بها عند قراءة الرسالة حتماً. والله الموفق،،،.