الذكرى السنوية الثانية من وفات المجاهد الكبير (جلال الدين “حقاني”)

في الثالث عشر من شهر سنبلة، ستكون الذكرى السنوية الثانية لوفاة المجاهد الكبير والشخصية العملية والمناضلة العظيمة في أفغانستان، ألا هو المولوي/ جلال الدين “حقاني”. المولوي جلال الدين “حقاني” شخصية معروفة على مستوى البلد والعالم، وقد أدى دوراً تاريخياً مهماً في قيام الإمارة الإسلامية، واستمرار حكمها، ثم في الجهاد المقدس ضد الاحتلال الأمريكي. لقد كان […]

في الثالث عشر من شهر سنبلة، ستكون الذكرى السنوية الثانية لوفاة المجاهد الكبير والشخصية العملية والمناضلة العظيمة في أفغانستان، ألا هو المولوي/ جلال الدين “حقاني”.
المولوي جلال الدين “حقاني” شخصية معروفة على مستوى البلد والعالم، وقد أدى دوراً تاريخياً مهماً في قيام الإمارة الإسلامية، واستمرار حكمها، ثم في الجهاد المقدس ضد الاحتلال الأمريكي.
لقد كان انهيار الاتحاد السوفييتي في القرن العشرين، تحولاً عظيماً غَيَّر مجرى التاريخ وقواعد النظم الدولية، ومن أهم الأسباب الرئيسية – إلى جانب العوامل الأخرى – التي أدت إلى سقوط الاتحاد السوفييتي وتمزقه هو الجهاد المقدس في أفغانستان الذي قام به شعبنا المجاهد، والذي استمر 14 عاماً وراح ضحيته مليون ونصف المليون شهيد.
وكان المولوي جلال الدين حقاني ذلك الزعيم الجهادي الذي كان له دورٌ بارز ومصيري في الجهاد ضد الشيوعيين، وكان واحداً من الزعماء الجهاديين الذين لم يمنعهم منصبهم وزعامتهم من القتال ضد المحتل الشيوعي في الصفوف الأمامية، وكان يتولى قيادة المعارك المباشرة مع الشيوعيين حتى النهاية، وقد أصيب في ذلك السبيل مرات عديدة، وواجه حالات عسيرة جداً.
على القدر الذي كان المولوي حقاني رجل ميدان وجهاد وعمل، بذاك القدر كان ينفر من الشهرة والمناصب والمصالح المادية، فحينما تحقق النصر في الجهاد ضد الشيوعية لم يسع المولوي خلف أي امتياز أو منصب رغم كونه من أكثر القادة والزعماء تأثيراً وفعالية، وكان كل هدفه تنبيه زعماء الأحزاب وتوجيهم إلى أهداف الجهاد السامية، والقضاء على الفتنة التي انتشرت بينهم، والتمهيد لإقامة نظام إسلامي نزيه في البلد.
ونتيجة ذلك تأسست إمارة أفغانستان الإسلامية، حيث رحب بها المولوي حقاني بإخلاص وصدق، وأعلن ولاءه التام للإمارة الإسلامية، وأوقف جميع ما معه من رجال وإمكانيات في خدمة الإمارة الإسلامية.
إن إخلاص المولوي حقاني في الجهاد، ونفوره عن الشهرة والمناصب والماديات، وحبه الخير للناس، ومواقفه في التضحية والإيثار من أجل الدين تجسد لنا شخصية المجاهد الحقيقي، وتبين لنا مواصفات المناضل في سبيل الله، فشخصيته تنير الطريق لمن يريد حقاً خدمة هذا الدين وإعلاء كلمته.
وكما كان للمولوي حقاني دوراً حيوياً في هزيمة الاحتلال الشيوعي، فإنه قد حظي أيضاً – في أواخر حياته – شرف الجهاد المقدس ضد الاحتلال الأمريكي، وبذلك فقد خُلِّد اسمه في تاريخ الإسلام، وعُرِف كأحد المجاهدين العظماء.
إن إمارة أفغانستان الإسلامية تنتهز الذكرى السنوية الثانية لوفاة المغفور له بإذن الله المولوي جلال الدين حقاني، وتُذَكِّر جميع المسلمين وخاصة المجاهدين بأن يدعو لهذا المجاهد العظيم وغيره من المجاهدين والشهداء الذين قضوا نحبهم في سبيل الله؛ لأن لهم فضل على الأمة الإسلامية، فإنما مثلهم كمثل الشموع التي تحرق نفسها لتضيء الحياة للآخرين، فهم ضحوا بأرواحهم وأموالهم من أجل أن ينجو شعبنا من الكفر، والفسق، والعبودية، والأسر، والخنوع.
فلتهنأ أرواح أبطال الجهاد الذين قضوا نحبهم في سبيل إعلاء كلمة الله وإقامة حكمه في أرض، ولتعِشْ ذكرياتهم إلى الأبد.