الذكرى المائة لنيل الاستقلال من الاحتلال الإنجليزي

في 28 من شهر أسد من السنة الشمسية الجارية (الموافق لـ 19/اغسطس/2019م) تكتمل مائة عام على استقلال أفغانستان من الإحتلال الإنجليزي، فقبل قرن استطاع أسلافنا المؤمنون المجاهدون – بعد عناء ومقاومة طويلة – نيل استقلالهم من الاحتلال الإنجليزي، وبذلك نفثت أفغانستان في الشعوب المضطهدة روح الحرية ونيل الاستقلال من الاستعمار الغربي. الحرية أوالاستقلال السياسي حق […]

في 28 من شهر أسد من السنة الشمسية الجارية (الموافق لـ 19/اغسطس/2019م) تكتمل مائة عام على استقلال أفغانستان من الإحتلال الإنجليزي، فقبل قرن استطاع أسلافنا المؤمنون المجاهدون – بعد عناء ومقاومة طويلة – نيل استقلالهم من الاحتلال الإنجليزي، وبذلك نفثت أفغانستان في الشعوب المضطهدة روح الحرية ونيل الاستقلال من الاستعمار الغربي.

الحرية أوالاستقلال السياسي حق مسلَّم لكل شعب، والشعب يعد ندا لأقرانه إذا امتلك استقلاله السياسي، رغم أن بعض الناس في هذا الزمن يجرون خلف المصالح المادية ولا يلقون اهتماماً كبيراً للقيم المعنوية كالحرية، والاستقلال، والحكم الذاتي…؛ لكن الحقيقة هي أن القيم المعنوية هي الثروة العظمى للمجتمعات الإنسانية، وبفضل هذه القيم فاق الإنسان وامتاز على بقية الدواب، وإلا فإن الجانب المادي لم يمنح الإنسان أي امتياز على غيره.

إن شعبنا المسلم متخلف عن غيره في الجانب المادي بسبب تعرضه لهجمات واعتداءات أجنبية متتابعة، إلا أنه غني جداً بالثروة المعنوية، وذلك مبدأ فخره وعزته.

شعبنا العظيم له قدم السبق في الحصول على الاستقلال من الاحتلال الإنجليزي، وليس ذلك فحسب! بل له الفضل بعد الله في هز عروش الإتحاد السوفيتي والتحرر من قيود الشيوعية وتحطيمها وذلك مسجل في تاريخ إنجازات هذا الشعب، وهاهم الآن في القرن الواحد والعشرين على مشارف تحقيق الحرية والاستقلال من الاحتلال الأمريكي.

والآن إذ تكتمل مائة عام على نيل الاستقلال من الاحتلال الإنجليزي، فعلى الجيل الشاب أن يستغل هذه الفرصة، ويدرس تاريخ أسلافه المجاهدين بدقة، ليعلم أن الاستقلال والحرية نعمة ثمينة جداً، وأن أسلافنا ناضلوا طويلا لأجل نيل استقلالهم من الإنجليز.
وبما أن أبناء هذا الشعب الغيور قد حمل اليوم رؤوسه مرة أخرى فوق أكفه وتقدم إلى ميادين التضحية والفداء، فذلك لأنه يعلم بأنه لن يعيش شعب مسلم في عزة وكرامة إلا إذا كان حراً ومحصناً من آثار الغزو الكفري.

يجب أن يعرف شبابنا بأن الوضع الحالي هو تكرار لنفس الوضع الذي كان قبل مئة سنة، فقد غزى المحتلون بلادنا مرة أخرى، وسلبوا حريتنا وسلامة أراضينا، وحمَّلوا عملاؤهم أمثال شاه شجاع على هذا الشعب، واستولوا على جميع شئون بلادنا، ولا فارق بين الحالتين إلا في الأسماء والأشكال.

وتؤمن الإمارة أفغانستان بأن نيل الحرية والاستقلال اليوم كالأمس بحاجة إلى الجهاد في السبيل الله، والتضحية، ودعم الانتفاضة الشعبية، وعلى جميع أطياف الشعب الأفغاني المجاهد أن يؤدوا مسؤوليتهم الإيمانية والوجدانية في هذا الصدد، وأن يقفوا بقوة والإخلاص إلى جانب المجاهدين، ويدعموا المقاومة الجهادية المحقِقة للحرية واللاستقلال، حتى يُخرِج الله عز وجل المحتلين من أرضنا، وينعم شعبنا بحرية حقيقية صادقة