الشعب الأفغاني لا يثق بتعهدات المحتلين

سجَّـل تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أحداث المكر والغدر والخيانة التي لا تعد ولا تحصى، الأمريكيون هم أبطال المكر والخدعة على مستوى العالم برمته ولا يحسون بالخجل والعار في هذا الشأن بل يفتخرون بذلك، على سبيل المثال أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المحتلة باراك أوباما في الأيام الأخيرة من العام ۲۰۱۴م بغية خدغة الأفغانيين بكل الصرامة والافتخار […]

سجَّـل تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أحداث المكر والغدر والخيانة التي لا تعد ولا تحصى، الأمريكيون هم أبطال المكر والخدعة على مستوى العالم برمته ولا يحسون بالخجل والعار في هذا الشأن بل يفتخرون بذلك، على سبيل المثال أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المحتلة باراك أوباما في الأيام الأخيرة من العام ۲۰۱۴م بغية خدغة الأفغانيين بكل الصرامة والافتخار أن مهمتنا القتالية قد انتهت في  أفغانستان.

ولكن مع مرور خمسة أشهر من ذلك الإعلان لازالت معارك الأمريكيين وغاراتهم الجوية وقتلهم للمدنيين وإيذائهم بطرق هجمية مستمرة.

فقد أسفرت الغارة الجوية التي نفذتها طائرة أمريكية بلا طيار في الساعة 12:45 من ظهر يوم الجمعة الماضي 5-6-2015م على مراسم جنازة في قرية (بتي) بمديرية عليشر، بولاية خوست الواقعة في أقصى جنوب شرق البلاد عن استشهاد وإصابة عشرات من المدنيين الأبرياء، وهذا أحدث دليل ثابت  للغدر والوحشية الأمريكية  وكان الحادث مأساوي للغاية لعدة أسباب منها: لأنه  كان في وضوح النهار  واستهداف مراسم الجنازة  وقتل عامة  المدنيين  وقعود ذويهم على مراسم الحزن والعزاء ظلما وعدواناً ، لكل ذلك لا يمكن أن يقوم به إلا مجرمو الحرب الوحوش الظالمون وهو حادث غير مبرر وغير قابل للتحمل لأي إنسان عاقل بل ولمطلق الإنسان.

وقبل الحادث الأخير بيومين فقط أعلنت منظمة (هيومان راتيش واتش)  العالمية ومنظمة  العفو العالمية (امنیستي انترنشنل)  صراحة في ردهما على الحادث البشع الذي أدى إلى مقتل 9 مدنيين عاملين في منظمة إغاثية في ولاية بلخ  الأفغانية: أن قتل المدنيين (غير عسكريين) الأفغان جريمة حرب  وقال باحث في  منظمة (هیومان رایتس واتش) :  إن ذلك الحادث حقاً كان هجوم وحشي، وإن قلقنا مرتبط بتلك الحقيقة حيث يبدو بأن المدنيين يُستهدفون عمداً، وتباعاً  لتصريحات المذكورين على حادث ولاية بلخ نشرت وسائل الإعلام أحاديث ومقالات وتحليلات كثيرة، وأتعبت نفسها في هذا المجال وأظهرت عن إخلاصها في الدفاع عن المدنيين!!!

ولكن للأسف الشديد فإن قتل البدو (المدنيين الأفغان) عمداً، واستهداف مراسم جنازة في وضوح النهار، وإلقاء القنابل الحارقة عليهم من الجو لم تجلب انتباه أحد من هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان العالميين كما صممت منظمتا (هيومان راتش واتش) ومنظمة (العفو الدولية) آذانها، لذا مرت وسائل الإعلام  بالحادث مرور الكرام ولم تعلق عليه كثيراً. أما إدارة خوست المحلية العميلة قد اعتبرت هؤلاء المدنيين إرهابيين، واعتبرت قتلهم حق للولايات المتحدة الامريكية، أما الإدارة العميلة في كابل وذات رأسين ترحب بأي قرار  صادر من أمريكا وتشكرها مائة مرة على قتل الأفغان والمضايقة عليهم.

ولا شك في أن جميع الأفغان المؤيدون والمعارضون والعالم بأثره يعلمون أن المسؤولين الأمريكيين في صدر قوائم مجرمي الحرب على المستوى العالمي، هم يعاملون بني آدم معاملة الوحوش في الغابة بل وأعنف منها، ومن أكبر وحشتهم هو اعتدائهم على حرية الشعوب واستقلالهم، وهم قد فتتوا نظام العالم رعاية  لمصالحهم الخاصة ، غير منقادين أي قانون  ولا يلتزمون بأي وعد أو عهد أو ميثاق ولا يعتبرون التراجع عن التزامهم بالوعود والمواثيق عيباً!!

فكيف يثق الشعب الأفغاني على تعهدات المحتلين تكون تصريحات صباحهم ومسائهم متضاربة ومتاقضة فيما بينها، أعمالهم مخالفة لأقوالهم، يقولون يوماً : نحن ننسحب من أفغانستان وقد أنجزنا أعمالنا  وانتصرنا ويقوولون يوما آخر:لا، بل نبقى، لا نترك أفغانستان، ويقولون مرة: الحرب قد انتهت  ويقولون حينا:  الحرب متواصلة.

فرسالتنا الأولى والأخيرة للمحتلين هي : أن لدى الأفغان وَصْفة طبية مجرَّبة لمحو فيروس الاحتلال ألا وهي: دوام الجهاد المقدس، وإن الجهاد المقدس هو علاج كاف وشاف لغدر العدو  ومکره، ودسائسه، وظلمه وللقضاء على كافة فيروساته الخطيرة. والله ولي التوفيق،،،.