الشعب الأفغاني يريد انتهاء الاحتلال

تحليل الأسبوع: بما أن الحكومة الجديدة برئاسة “جو بايدن” تولت حكم البيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية، وتريد تقييم الأوضاع لرسم سياستها الجديدة تجاه أفغانستان. وتزامنا مع ذلك تعالت الأصوات من أوساط الشعب الأفغاني، والتي تطلب من الحكومة الأمريكية الجديدة بإنهاء احتلال أفغانستان وفق اتفاقية الدوحة. فخلال الأيام الأخيرة، رفع مختلف أطياف الشعب الأفغاني داخل […]

تحليل الأسبوع:
بما أن الحكومة الجديدة برئاسة “جو بايدن” تولت حكم البيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية، وتريد تقييم الأوضاع لرسم سياستها الجديدة تجاه أفغانستان. وتزامنا مع ذلك تعالت الأصوات من أوساط الشعب الأفغاني، والتي تطلب من الحكومة الأمريكية الجديدة بإنهاء احتلال أفغانستان وفق اتفاقية الدوحة.
فخلال الأيام الأخيرة، رفع مختلف أطياف الشعب الأفغاني داخل البلاد وخارجه أصواتهم، مطالبين بخروج القوات الأمريكية من أفغانستان، كما أن اتحاد كلمة الشعب تجاه إنهاء الاحتلال في مواقع التواصل الاجتماعي كان منعدم النظير، وأقوى من أي وقت مضى، حيث شارك فيه جميع أطياف الشعب رغم اختلاف أعراقهم، وألسنتهم، وقبائلهم وجهاتهم…، وبذلك أثبت الشعب الأفغاني مرة أخرى وقوفه الشامل ضد الاحتلال.
إن الموقف الموحَّد للشعب الأفغاني ضد الاحتلال، إن كان يثبت اتفاق شعبنا ووحدته حيال القضايا المهمة من جهة، إلا أنه من جهة أخرى يحمل رسالة خاصة إلى الجانب الأمريكي، وهي أن معارضة الاحتلال ومخالفته لا يتعلق بحركة سياسية أو جماعة خاصة، بل إن الشعب بأسره يعارض الاحتلال ويعاديه وذلك بناءً على القيم والتعاليم الإسلامية، ويعتبره أصل كل المآسي والمصائب، ويريد إنهاء الاحتلال عاجلاً.
على حكومة “جو بايدن” ألا تثق بما يقرره مخططوا الاستراتيجيات، ولا على تقييمات العملاء من مسئولي إدارة كابول، بل عليها أن تراعي مطالب الشعب الأفغاني وتحترم موقفه الموحَّد؛ والتجارب التاريخية تثبت أن شعب البلد إذا عادى العدو المحتل وعارض القوات الغازية، فعند ذلك مهما استخدمت من طاقة وقوة، فإن النهاية تبوء بهزيمة المحتل وانتهاء الاحتلال.
بالإضافة إلى أن مسئولي البيت الأبيض قيَّموا أوضاع أفغانستان مراراً، وكانت نتيجة جميع هذه التقييمات أن قضية أفغانستان ليس لها حلاً عسكرياً.
إن مصلحة الطرف الأفغاني والأمريكي تكمن في حل القضايا عن طريق المحادثات، والبُعد عن استخدام عنصر الضغط والقوة، ونتيجة للتقييمات المتتابعة التي قام بها الحكام السابقون للبيت الأبيض، بدأت المحادثات المباشرة مع الإمارة الإسلامية في العاصمة القطرية “الدوحة”، والتي انتهت بعد سلسلة طويلة من المفاوضات إلى نتيجة اتفق عليها الطرفان.
هذه الاتفاقية التي نصت على إنهاء احتلال أفغانستان، وعدم توجه أي تهديد من أفغانستان لأمريكا، تعتبر الحل الأمثل لأزمة أفغانستان، وحظيت ترحيباً ودعماً دولياً، ويعتقد الشعب الأفغاني أيضاً بأن هذه الاتفاقية هي أفضل حل لقضية أفغانستان، وغيرها من المحاولات ليست إلا تكراراً للتجارب القديمة الفاشلة.