اللحظات التاريخية والمسؤولية العامة

  تحليل الأسبوع يَمُرُّ شعبنا المؤمن والبلد الغالي مرة أخرى من اللحظات المصيرية عبر تاريخهما الذهبي، بحيثُ يجتمع ممثلو الإمارة الإسلامية-كممثلين عن الشعب الأفغاني- مع كبار مسؤولي الولايات المتحدة، لتوقيع اتفاقية خروج القوات الأجنبية من أفغانستان، والتي استمرت من أجلها المفاوضات منذ ثمانية عشر شهراً من العام الماضي. تحدثُ نادراً ما مثل هذه الوقائع في […]

 

تحليل الأسبوع

يَمُرُّ شعبنا المؤمن والبلد الغالي مرة أخرى من اللحظات المصيرية عبر تاريخهما الذهبي، بحيثُ يجتمع ممثلو الإمارة الإسلامية-كممثلين عن الشعب الأفغاني- مع كبار مسؤولي الولايات المتحدة، لتوقيع اتفاقية خروج القوات الأجنبية من أفغانستان، والتي استمرت من أجلها المفاوضات منذ ثمانية عشر شهراً من العام الماضي.

تحدثُ نادراً ما مثل هذه الوقائع في تاريخ الأممم، لذلك يجب على جميع مواطنينا أن يدركوا أهمية هذه اللحظات وخصوصيتها، وأن يتعاملوا معها كما يليق بشأنها.

لقد ذاق شعبنا المؤمن مرارة العديد من الابتلاءات والمشقات، وكانت ضمن هذه الابتلاءات العظيمة هو الاحتلال الأمريكي الذي استمر لعقدين من الزمن؛ ل كان هذا من فضل الله وكرمه، أن نَصَرَ هذا الشعب الصامد وثَبًّتًه وصَبَّرَه في هذه الظروف الصعبة إلى أن تطرقوا أبواب النصر خلال نضالهم المقدس والذي لم يكن أحد يتخيله.

في ضوء ذلك، وقبل كل شيءٍ يجب على جميع المواطنين أن يسجدوا لله شاكرين على نعمائه، وأنهم يشهدون هذه اللحظة التاريخية والفخورة، ويوطدوا فيما بينهم علاقات الأخوة والصداقة والحب والوحدة أكثر. وأن يتمسكوا بحبل الله المتين بدلاً من التعلق بالفتن المعاصرة والأفكار الفاسدة وعوامل النفاق، وأن يتخذوا خطوات محكمة ومتينة نحو مستقبل سلمي ومزدهرٍ.

يتوجب علينا نحن الأفغان كشعب أن نحمل المسؤولية الكاملة للقضية الأفغانية بعد خروج القوات الأجنبية، كما يجب علينا في هذا المنعطف الحرج أن نتعلم من التجارب التاريخية، وأن يسعى الجميع لتحقيق الرغبة المشتركة للشعب الأفغاني، وهي إقامة نظامٍ إسلاميٍ، كما ينبغي للمواطنين أن لا يسمحوا لأحدٍ أن يضيع هذه الفرصة التاريخية من أجل المكاسب الشخصية.

لقد أدت الإمارة الإسلامية مسؤوليتها أداءً حسناً في كفاحها من أجل كسب استقلال البلاد، وأيضاً في عملية التفاوض لإنهاء الاحتلال إلى يومنا هذا، حيثُ شهد الشعب الأفغاني والعالم كله جميع هذه المراحل، وها هو اليوم نحن في صدد تحقيق هدف –أفغانستان الإسلامية والحرة-، كما تلتزم الإمارة الإسلامية بنفس الالتزام لتحقيق آمال شعبها المؤمن، وستتخذ خطوات أكثر نجاحاً وحسماً في هذا الصدد.