المحتل يعيد النظر في سياسته الحربية ؟!!

قد مضى أربعة عشر عاما وأسبوع كامل على اليوم الذي شنت أمريكا الهجوم على وطننا الحبيب أفغانستان (السابع من أكتوبر 2001م) ومنذ ذلك الاحتلال الغاشم شرع شعبنا الغيور والمسلم والمجاهد في المقاومة الباسلة ضد الظلم والوحشية التي قام بها العدو وناضل الشعب الأفغاني في كل الميادين، والمجاهدون بفضل الله ونصره وبمثابرتهم وبتدبيرهم القوي وبدعم الشعب […]

قد مضى أربعة عشر عاما وأسبوع كامل على اليوم الذي شنت أمريكا الهجوم على وطننا الحبيب أفغانستان (السابع من أكتوبر 2001م) ومنذ ذلك الاحتلال الغاشم شرع شعبنا الغيور والمسلم والمجاهد في المقاومة الباسلة ضد الظلم والوحشية التي قام بها العدو وناضل الشعب الأفغاني في كل الميادين، والمجاهدون بفضل الله ونصره وبمثابرتهم وبتدبيرهم القوي وبدعم الشعب الأفغاني، قد أفشلوا كل مخططات الأعداء واستراتيجياتهم وكل مكائدهم الاستعمارية واحدة تلو الأخرى، وبفضل الله وببركة الجهاد فإن المحتل المعتدي قد ذل في العالم كما لحقت به هزيمة نكراء، ومن العجب العجاب أن المحتل يريد ومرة أخرى أن يراهن على بخت انتصاره!!.

بعد فتح المجاهدين لمدينة قندوز مركز مقاطعة قندوز الإستراتيجية في أوائل الشهر الحالي، أمريكا وحلف الشمال الأطلسي و حلفاءهم العملاء طفقوا منذ ذلك اليوم يدلون بتصريحات تركز على إبقاء القوات الدولية في أفغانستان حتى بعد عام 2016م، فقد قال آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي في اجتماع وزراء الدفاع لدول حلف الشمال الأطلسي والذي انعقد في بروكسل في (8 أكتوبر 2015م): قد بدأت بعض الدول والتي من بينها أمريكا تقييمات حول إبقاء القوات في أفغانستان بعد عام 2016م وسوف تعلن عن قرارها النهائي فيما بعد. وكان لوزير الدفاع الألماني والأمين العام لحلف الشمال الأطلسي تصريحات متشابهة.

ويعتقد الشعب الأفغاني والمجاهدون مسبقا أن مواعيد انسحاب القوات الدولية من الوطن الحبيب وإنهاء الحرب في البلاد ليست مواعيد ثابتة كما أنها ليست صادقة بل هي حلقة من حلقات تكتيكاتهم القتالية واستراتيجياتهم الحربية التي يتبعونها ويغيرون فيها بين حين وآخر وما هي إلا لمخادعة شعوبهم وخداع المجتمع الدولي ولانخفاض وتيرة اشمئزاز واستياء الشعب الأفغاني ضد الاحتلال والمحتل.

وعلى صعيد متواصل فإن حكومة كابل التي أجلستها أمريكا على سدة الحكم و آلت على نفسها بقاءها على هذه السدة، لا تحظى بأي دعم شعبي فإنها لا تعتمد حتى على الأشخاص الذين يعملون معها في دوائرها، وإن مسئولي هذه الحكومة انطلاقا من الغيرة الأفغانية لا يحترمون مشاعر وأحاسيس الشعب الأفغاني الإسلامية والشعبية، وكان هذا هو السبب في أن الفتوحات الجديدة التي قامت بها الإمارة الإسلامية قد أدت إلى ارتباك هذه الحكومة وبعد كل ضربة وجهها المجاهدون إليها ناشدت إدارة كابل العميلة القوات الأجنبية وطلبت منها البقاء واستمرار الاحتلال طويل الأمد. على سبيل المثال فإن الرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله قال في اجتماع الأمم المتحدة الأخير:.. أنا مطمئن من أن الجنرالات الأمريكيين والأفغان يعترفون بأن الجنود الأمريكان يجب أن يبقوا في أفغانستان بعد عام 2016م وهذا أمر ضروري.

تؤمن الإمارة الإسلامية بأن القضية الأفغانية ليس لها حل عسكري، وأن الاستمرار في الظلم والاحتلال ليس في صالح أحد، وأن الحرب وتعميل القوة ليس لها نتائج دون الخراب واضطهاد الشعب الأفغاني، وأن نار الحرب تأكل المظلومين والظالمين، في اعتقادنا فإن الرجوع إلى الفكر والعقل السليم والعدالة والإنسانية هو الطريق الأمثل لحل القضية الأفغانية، كما أن الاحتلال يخالف الفطرة السليمة وحضارة القرن الحادي والعشرين. ولن يقبل بالاحتلال -غير العملاء فاقدي الغيرة- اي إنسان عاقل ومتحضر.

وبالتالي وقبل كل شئ بداية يجب أن تقبل مطالبنا المعقولة: إنهاء الاحتلال، تشكيل حكومة إسلامية بحسب رغبة الشعب الأفغاني، إنهاء التدخل الأجنبي في شؤون أفغانستان، نحن مستعدون لإنهاء الحرب في البلاد و لخوض غمار المفاوضات مع الجهات المعنية بجدية كاملة، وفي اعتقادنا أن الشعب الأفغاني لو اطمأن من انتهاء الاحتلال وانسحاب الأجانب من البلاد فإن الحل سيمكن أن ينبع من رؤية أفغانية داخلية وأن المباحثات المتفغنة ستحل كل المعضلات وبسهولة. والله الموفق