انتشار الفساد الخُلقي، ومخاوف سكان المدن تجاهها

أفادت وسائل الإعلام المحلية يوم الجمعة الماضية بأن العاصمة كابول شهدت وفاة سبعة شباب من مدمني المخدرات في يوم واحد نتيجة الإفراط في استخدام المخدرات، ومن بين هؤلاء امرأة وثلاثة شباب تم إخراج أجسادهم من إحدى الحاويات، في حين أنه قبل فترة تم الحصول على جسد رئيس إحدى القنوات التلفازية الخاصة في حالة مماثلة. لا […]

أفادت وسائل الإعلام المحلية يوم الجمعة الماضية بأن العاصمة كابول شهدت وفاة سبعة شباب من مدمني المخدرات في يوم واحد نتيجة الإفراط في استخدام المخدرات، ومن بين هؤلاء امرأة وثلاثة شباب تم إخراج أجسادهم من إحدى الحاويات، في حين أنه قبل فترة تم الحصول على جسد رئيس إحدى القنوات التلفازية الخاصة في حالة مماثلة.
لا تخلو مدينة ولا مجتمع من وجود جرائم في العموم، لكن ماهية الفساد الخُلقي ونوعية الجرائم في المناطق التي تخضع لحكم إدارة كابول مختلف جداً ويستدعي القلق، فإن المواطنين الشرفاء لم يشهدوا في السابق أحداثاً فظيعة من الفساد الخلقي كهذه! وما يتكرر وقوعه من الأحداث بشكل يومي في المناطق التي تحكمها إدارة كابول لم تكن تقع في الماضي خلال سنين.
وإضافة على الفساد الخُلقي، فإن بقية الجرائم كالقتل، والنهب، والسرقة، والاختطاف، وغيرها قد زادت إلى حدٍ جعلت سكان كابول وغيرها من المدن في حالة خوف وقلق.
ولو أتينا إلى عوامل هذه المآسي، ربما نجد أن العامل الرئيسي في ذلك انعدام نظام إسلامي عادل، فإن صلاح المجتمعات إنما تبدأ بصلاح حكامها وأولي الأمر فيها، فالناس على دين ملوكهم، وبما أن بلادنا بسبب الاحتلال الغاشم قد استحوذ عليها العملاء، واللصوص، وقطاع الطرق، والفسدة، والساقطون! لذا فإن هذه الجرائم الأمنية والخلقية تسربت إلى مجتمعاتنا، والتي عرَّضت حياة الشعب بأسره وخاصة سكان المدن للمخاطر والمصائب.
ولا شك أن نسبة هذه الجرائم أكثر بأضعاف مما يتم نشره في وسائل الإعلام، فوسائل الإعلام لا تركِّز كثيراً على هذه المواضيع لأنها تسيء سمعة إدارة كابول، وإن من أكبر أضرار الاحتلال والفساد المنتشر في البلاد هو انحراف الجيل الناشئ وانفلاته وانخلاعه، والذي سيعاني الشعب من ذلك إلى أمد طويل.
إن العلاج الوحيد لهذه المصائب والمآسي هو إقامة نظام إسلامي عادل وواقعي في البلد، حتى يضيء المجتمع بأنوار الشريعة الإسلامية، ويتربى الشباب والجيل الناشئ على التعاليم الدينية والتربية الإسلامية، وحتى يستقيم نظام الحكم وثقافة البلد واقتصاده وجميع شئونه على النهج الإسلامي القويم. وإننا على يقين بأن صلاح المجتمع لا يتحقق إلا في ظل نظام إسلامي، وهذا ما سار عليه سلف الأمة، ويقول الإمام مالك: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)، وأول هذه الأمة إنما صلحت بتطبيق أحكام الدين وتحكيم شرع الله في جميع شئونها.
تصر إمارة أفغانستان الإسلامية وتؤكد على النظام الإسلامي؛ لأن السعادة الدنيوية والأخروية إنما تكمن فيه، ففيه حل لجميع المشاكل والأزمان، وهو السبيل الوحيد للخلاص من جميع الفجائع والمآسي والمفاسد التي يعاني منها العباد والبلاد.