تبليغات العدو المنهزم

حينما هاجمت أمريكا على أفغانستان عام 2001 م وتحالفت معها 54 دولة أخرى وعلاوة على ذلك تجهز محبي الاستعمار الداخليين للعمالة، فكر الاحتلاليون بأنه حان الوقت لضرب روحية الإسلام والحرية لدى الأفغان. كانوا متيقنين بأن لا أحد سينتفض ضدهم مهما ارتكبوا من جنايات وجرائم. لكن توقعاتهم هذه كانت مبنية على أسباب ظاهرية فقط كون المجاهدين […]

حينما هاجمت أمريكا على أفغانستان عام 2001 م وتحالفت معها 54 دولة أخرى وعلاوة على ذلك تجهز محبي الاستعمار الداخليين للعمالة، فكر الاحتلاليون بأنه حان الوقت لضرب روحية الإسلام والحرية لدى الأفغان. كانوا متيقنين بأن لا أحد سينتفض ضدهم مهما ارتكبوا من جنايات وجرائم. لكن توقعاتهم هذه كانت مبنية على أسباب ظاهرية فقط كون المجاهدين كانوا هذه المرة خالي الأيدي ولم يكن معهم مساندة العالم، ولا أية مساندة إعلامية، ومادية، وسياسية خلافا على الجهاد ضد القوات السوفيتية. لم يكن للمجاهدين حتى أماكن للتدريب ولا إمكانات لعلاج جرحاهم. كل هذه الأسباب جعلت الاحتلاليين شجعاء، مغرورين وحمقى. فنسوا شعاراتهم الكاذبة التي تدعي محبة البشر وحرية الإعلام. وملئوا سجون ومعتقلات غوانتنامو، باغرام وبلتشرخي من الأفغانيين الأبرياء وقتلوا وجرحوا آلاف المدنيين من دون تهم، وعلاوة على ذلك سلطوا على الشعب نظاما فاسدا ظالما ليذيقوا الشعب الأفغاني جزاء جهادهم ومقاومتهم ضد الاحتلال.

لكن الشعب الأفغاني المجاهد انتفض ضد الاحتلال الغربي الغاشم بعزم راسخ متيقنا بهذه الآية الكريمة من كتاب الله الحكيم:

(قال الذین یظنون انهم ملاقو الله کم من فئة قلیلة غلبت فئة کثیرة باذن الله، والله مع الصابرین) (البقرة 249).

قريبا ستظهر نتائج هذه الآية الكريمة. لقد فشلت جميع الأسلحة المتطورة وتكنولوجيات المحتلين وحلفائهم، وفشلت جيوشهم وكثرة جنودهم، وتبليغاتهم، ومكائدهم الاستخباراتية، وكشف كذب معلوماتهم التي كانوا يقدمونها للعالم. لم يتمكن الاحتلاليون وعملائهم مع كل وسائلهم وامكاناتهم من صد تقدم المقاومة الجهادية للشعب الأفغاني.

الآن وبعد مضي عقد ونصف من الجهاد، تقع أكثر مناطق أفغانستان بشمول عدد كبير من مراكز المديريات ما عدا المدن الكبيرة في سيطرة الإمارة الإسلامية. يستخدم المجاهدون الآن الأسلحة التي تمتلكها قوات العدو. ينضم عدد كبير من جنود إدارة كابل يوميا للمجاهدين بعد درك الحقائق. ويتشجع عدد كبير من المواطنين للانضمام في صفوف مجاهدي الإمارة الإسلامية نتيجة حسن تعامل المجاهدين وأخلاقهم الرفيعة وكفاحهم المقدس لتحرير البلاد. كل هذا التقدم والفتوحات الأخيرة للإمارة الإسلامية أربكت الأعداء الداخليين والأجانب. لذلك فإن ادعاء الناطق باسم قوات حلف الشمال الأطلسي بأن طالبان ضعفت، أو تقسمت، أو ادعاء إدارة كابل العميلة بأن طالبان تستهدف المنشئات العامة والبنية التحتية، كلها تشير إلى حالة يأس العدو، هذه الادعاءات عارية عن الصحة وخلافا للحقائق الميدانية.

نقول للاحتلاليين وعملائهم الداخليين بالكف من التبليغات الجوفاء والدسائس. وبدل ذلك استلام الحقوق المشروعة للشعب الأفغاني المجاهد، فهذا هو الحل للمعضلة، وإلا فإن دسائسكم الحالية وتبليغاتكم ومساعيكم ستفشل مثل الماضي بإذن الله بنصر الله، ثم بمساندة الشعب وفراسة المجاهدين إن شاء الله.