تحكيم شرع الله وإنهاء الاحتلال طريق لثبات الوطن

شهدت عاصمة البلاد العزيزة في الآونة الأخيرة (18 ديسمبر 2015م) سلسلة تحركات؛ حيث أعلن بعض من يسمى بالمجاهدين السابقين وعدد من المسئولين في الحكومة العميلة السابقة، عن تشكيل مجلس باسم شورى الحراسة والثبات واقترحوا لثبات أفغانستان حزمة من المطالب وأكدوا أن ثبات البلاد واستقراره منوط في إصلاح النظام الانتخاباتي والقطاع الأمني ومكافحة الإرهاب بجدية – حسب زعمهم – غير أن أصحاب الرأي والمراقبين يرون بأن الغاية من تشكيل هذا الشورى هي تأمين المصالح الخاصة وتمديد الاحتلال.  يلاحظ […]

شهدت عاصمة البلاد العزيزة في الآونة الأخيرة (18 ديسمبر 2015م) سلسلة تحركات؛ حيث أعلن بعض من يسمى بالمجاهدين السابقين وعدد من المسئولين في الحكومة العميلة السابقة، عن تشكيل مجلس باسم شورى الحراسة والثبات واقترحوا لثبات أفغانستان حزمة من المطالب وأكدوا أن ثبات البلاد واستقراره منوط في إصلاح النظام الانتخاباتي والقطاع الأمني ومكافحة الإرهاب بجدية – حسب زعمهم – غير أن أصحاب الرأي والمراقبين يرون بأن الغاية من تشكيل هذا الشورى هي تأمين المصالح الخاصة وتمديد الاحتلال.

 يلاحظ في تشيكل هذا المجلس وجوه أمضوا أكثر سنوات أعمارهم في صراع الوصول إلى السلطة والقدرة، وبذلوا دوماً الجهود لنيل المناصب الحكومية والسلطة، ويعتبرون ذلك حقهم المسلم، ويستخدمون كافة السبل والوسائل المشروعة وغير المشروعة للوصول إلى الحكم والهيمنة، ويمدون أيديهم إلى كل غث، ولا يراعون الأصول الشرعية ولا الموازين الأخلاقية. 

المشاكل والمصائب التي أثارها هذا الشورى في جلسته الأولى، أكثرها كانت موجودة بكثرة في الحكومة السابقة مثل المشاكل الانتخاباتية والأمنية والاقتصادية، والأخلاقية، والإدارية، وبقية الأنظمة كانت فاسدة،  بل هي كانت مثل الإدارة الحالية ذات رأسين فاقدة الصلاحيات إدارة فاقدة النظام، ولم تكن تتمتع بالشرعية ولا الأهلية التشغيلية، وقد احتلت تلك الحكومة المرتبة الأولى في الفساد على مستوى العالم؛ وبما أن هؤلاء السادة كانوا على رأس الحكم آنذاك؛ فكانوا يرون كل شيء على أنه صحيح وعلى ما يرام، لكن اليوم لما فقدوا المناصب والسلطة، بدؤوا يعربون عن قلقهم حيال الوضع العام في البلاد.

هذه حقيقة مسلمة بأن الوضع الحالي للوطن مثير للقلق، في حين أن بلادنا العزيزة بحاجة إلى إعادة الاعمار، والشعب يواجه مشاكل كثيرة، والشباب في الدوامة للبحث عن العمل والشغل في البلدان الأجنبية، اضطر الكثيرون من المواطنين لترك موطنهم ومسقط رأسهم، والمحتلون لا يزالون يداهمون منازل الناس، ينفذون عمليات ليلية تلقائية ويقصفون الأبرياء بالقنابل هنا وهناك، من جهة أخرى لا إرادة لدى إدارة كابول العميلة في حماية أموال وأنفس وعزة المواطنين، ولا تملك قدرتها.

فعلينا نحن الأفغان قاطبة بأن نفكِّر في إخراج البلاد من حالتها المتأزمة، ونعمل سويا لثبات واستقرار بيتنا المشترك ، وإن أطروحة المجلس المذكور آنفاً غيرمؤثرة لثبات واستقرار البلاد؛ لأن القيام بالإصلاحات غير ممكنة في ظل تواجد الاحتلال، وإنْ افترضنا حصول الإصلاحات؛ فلا يمكن استتباب الاستقرار في البلد؛ لأن الشعب الأفغاني لا يقبل سلطة الأجانب.

فالطريق الأمثل للخروج من الحالة الراهنة هو ترحيل الأجانب وطرد المحتلين من البلاد أولاً، والأمر الثاني والمهم هو أن نتحد ونجتمع تحت مظلة حكومة إسلامية، والأمر الثالث ترجيح وتغليب المصالح الوطنية والعامة على المصالح الشخصية والحزبي، الأمر الرابع والأخير أن نبدأ التعايش المشترك دون التعصب اللساني والقومي والجهوي والله الموفق.