سكات ميلر.. في دور وزير الدفاع

انعقد يوم أمس فعالية تغيير قائد فيلق شاهين (209) في ولاية بلخ، وغالبا ما يحضر لمثل هذه المناسبات العسكرية المهمة في الدول المستقلة والأنظمة القائمة وزير الدفاع أو رئيس الأركان أو ورئيس الأمن الوطني ومن شابههم من أصحاب من المناصب العسكرية العليا، لكن في مزار شريف كان الجنرال “سكات ميلر” قائد القوات الأمريكية أكبر ضيف […]

انعقد يوم أمس فعالية تغيير قائد فيلق شاهين (209) في ولاية بلخ، وغالبا ما يحضر لمثل هذه المناسبات العسكرية المهمة في الدول المستقلة والأنظمة القائمة وزير الدفاع أو رئيس الأركان أو ورئيس الأمن الوطني ومن شابههم من أصحاب من المناصب العسكرية العليا، لكن في مزار شريف كان الجنرال “سكات ميلر” قائد القوات الأمريكية أكبر ضيف عسكري رفيع المستوى حضر الفعالية!
إن حضور الجنرال الأمريكي “سكات ميلر” ورعايته لمثل هذه الفعالية العسكرية المهمة في أفغانستان يبطل جميع تلك الشعارات التي يستخدمها نظام كابول في دعاياته والتي يدعي فيها استقلاليته ويرفض خضوعه وإذعانه للتأثير الأمريكي، ومن هذا المنطلق الكاذب يسعى للتشكيك في الجهاد المقدس والمقاومة الشعبية ضد الاحتلال.
حينما يقوم جنرال القوات الاحتلالية بدور وزير الدفاع في عزل وتنصيب مسئولين عسكريين ذوي المناصب الرفيعة، فهذا يعني أن إدارة أشرف غني كما أنها مرتبطة في الجهات الأجنبية من ناحية الدعم والتمويل، فهي كذلك تحت سيطرة المحتلين من جهة الإجراءات العسكرية والأمنية، ويتصرفون كما يشاؤون.
وهناك نقطة مهمة أخرى أيضاً، وهي أن الطرف الأمريكي وبعض الدول والجهات الدولية تعترض دائما على الإمارة الإسلامية بأنها لم تخفض نسبة عملياتها العسكرية بعد اتفاقية الدوحة، في حين أن الإمارة الإسلامي لم تتعهد في اتفاقية الدوحة لبند من هذا القبيل، لكن في المقابل فإن الطرف الأمريكي كما أنه بدأ فعلاً في تقليل عدد قواته، كان يتوجب عليه أيضاً أن يحدد من فعالياته العسكرية، ومن غاراته الجوية، ومن تصرفات سكات ميلر الاحتلالية التي لا مسوغ لها بتاتاً، لكن للأسف فإن استمرار مثل هذه التصرفات الاحتلالية تعتبر اعتداء على استقلالية بلادنا الأبية وتعني عدم الاحترام لحمى أرضنا وحريمه.
إن الإمارة الإسلامية تعيد إعلان موقفها مرة أخرى، وذلك أن العامل الرئيسي لمعضلة أفغانستان هو الاحتلال الأجنبي، وفي هذا الصدد يتوجب على المحتلين وحلفائهم أن ينهوا الاحتلال، وأن يؤدوا مسؤوليتهم في هذا الجانب.
تطلب الإمارة الإسلامية من المواطنين والشعب المحب للسلام بأن يلتفتوا إلى الحقائق الواقعية بدل الضجة الدعائية الكاذبة، ويجب أن يَنظروا إلى تصرفات إدارة كابول – التي تدعي الاستقلالية – بدلا من الاستماع إلى دعاياتها وترهاتها الجوفاء، فحينما يتولى قائد القوات الاحتلالية مسئولية عزل وتنصيب قادة الفيالق العسكرية؛ فذلك يعني أن الوضع على ما هو دون أي تغيير، وأن جميع الشئون المدنية والعسكرية ما زالت في يد المحتلين وتحت سيطرتهم، ومسئولي إدارة كابول يعترفون بأنفسهم أنهم يرابطون في الخطوط الأمامية للحرب من أجل الحفاظ على سلامة أمريكا وأمنها.