غياب العدالة دفع أفغانستان نحو الخطر

غياب العدالة والإنصاف عرض بلدنا العزيز للخطر والتهديد. كما ازداد اشتعال فتيل الحروب فيه لظلم المحتلين وجورهم، حيث قسّم المحتلون الشعب إلى أقسام متعددة، ووجهوا الدعاية ضد الجزء الأكبر من تلك الأقسام (الإمارة الإسلامية) التي تتمتع بدعم ونفوذ شعبي، فهم يعدونه عدواً لوطنه وبرأيهم يجب قتله وتصفيته. أما القسم الآخر من تلك الأقسام فلا شعبية […]

غياب العدالة والإنصاف عرض بلدنا العزيز للخطر والتهديد. كما ازداد اشتعال فتيل الحروب فيه لظلم المحتلين وجورهم، حيث قسّم المحتلون الشعب إلى أقسام متعددة، ووجهوا الدعاية ضد الجزء الأكبر من تلك الأقسام (الإمارة الإسلامية) التي تتمتع بدعم ونفوذ شعبي، فهم يعدونه عدواً لوطنه وبرأيهم يجب قتله وتصفيته.

أما القسم الآخر من تلك الأقسام فلا شعبية له ولا شرعية، بل فرضه المحتلون على الشعب وقدموا له الأسلحة والعتاد ودربوه للحرب وربوه على روح العداوة لأخوته الأفغان بهدف صرف أنظارهم عن العدو الأصلي والأساسي وهو المحتل إلى جهة أخرى. ومن المظالم الأخرى للمحتلين هي أنهم يلعبون بمصيرنا، وعلى سبيل المثال يستغلون مجلس الأعيان (اللويا جيرغا) لأهدافهم الاستعمارية، وقد أساؤوا إلى اعتبار ومكانة هذا المجلس الوطني التقليدي، كما قد افتُضح تدخلهم السافر بعملية انتخاب الزعيم الوطني ومجلس الأعيان التقليدي الذي كان الشعب يذعن لقراراته وتعليماته، والذي كان ينقذ البلاد بتعيين الزعيم، وكان الشعب يتطلع إليه في حل المشاكل والأزمات والخلافات الكبيرة، فبتصرفاتهم غير العادلة جعلوه بلا اعتبار وبلا أهمية. والجانب الخطير الآخر من ظلم المحتلين وحلفائهم وأصدقائهم هو جعل مجتمعنا الأفغاني مجتمعاً كتلياً، يبدو اليوم مجتمعنا الأفغاني مقسماً بل هو سائر نحو مجتمع غير متجانس كتلي، حيث إن طبقة واحدة تتمتع بكل تسهيلات المعيشة مثل توفير البيئة التعليمية الاستثنائية، ووسائل النقل والمواصلات المفضلة، وتوفر المياه الصالحة للشرب، والطاقة، والمستشفيات والصيدليات وحتى الملاعب ومثل ذلك كثير من أسباب المعيشة المرفهة ولكن الآخرين محرومون من أدنى وسائل المعيشة الأساسية، ولا يجدون المدارس حتى الابتدائية ولا المراكز الطبية، ولا يجدون حتى المياه الصالحة للشرب. جيد بأن يتمتع بعض مواطنينا بحياة رغدة وسعيدة، ولكن السؤال الأساسي الذي نطرحه هنا هو ما السر في حرمان القسم الكبير من الشعب من أدنى وسائل المعيشة؟ ولماذا تم دفع مجتمعنا الموحد نحو هاوية التصادم الكتلي والطبقي المخيف؟ ومن أشكال الظلم الكبير الآخر الذي يمارسه المحتلون هو الحيلولة دون إقامة نظام إسلامي، فهم لا يريدون قيام النظام الإسلامي في أفغانستان المسلمة بالرغم من المسلّمات المعترف بها على مستوى العالم وهي أن من حق كل شعب إقامة نظام في بلده وفق رغباته، وميثاق الأمم المتحدة موافق لذلك. المحتلون في حين يعلمون جيداً أكثر من غيرهم أن الأفغان يريدون إقامة نظام إسلامي مستقل في بلدهم، فهم يغضون الطرف عن ذلك، ويدركون أيضاً بأن الأفغان لا يقبلون إدارات وحكومات طلبية أقامها الأجانب في بلدهم. ومن حسن الحظ أنه لا توجد خلافات قومية ولسانية في وطننا العزيز بين السنة والشيعة والبشتون والطاجيك، ومجتمعنا مجتمع إسلامي منظم ومتزن وقائم على الاعتدال، وذلك بالرغم من تكون شعبنا من أقوام وقبائل وعرقيات وأثنيات مختلفة؛ ولكن تماسكه الديني سبب في وحدته وتعايشه كالإخوة وأفراد العائلة الواحدة، ولا يزال موحداً وهذا بالرغم من أن المحتلين حاولوا ولا يزالون يحاولون الإضرار بمجتمعنا الموحد وتفريقه لكي يصطاد في الماء العكر؛ ولكن ولله الحمد باءت كل محاولاتهم بالفشل مع أن مخططاتهم طويلة المدى وعميقة ولهذا السبب الشعب الأفغاني بحاجة إلى يقظة وتنبه وحذر {.. وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ.. } (فاطر-۴۳). والله ولي التوفيق،،،.