كيف يثق الأفغان بتعهدات المحتلين بعد اليوم؟!

كانت الأيام الأخيرة لشهر ديسمبر من عام 2014م حيث تصدر فيها الاعلانات من قبل المحتلين في أفغانستان بانتهاء الحرب، اشتدت وتيرة التصريحات والأحاديث من واشنطن إلى كابل بهذ الخصوص، اقيمت مؤتمرات، وانعقدت اجتماعات رسمية بهدف انهاء العمليات العسكرية، وكان يتم إنزال رايات الاحتلال القذرة واحدة تلو أخرى، وكانت الدعاية جارية من أجل خداع الشعب الأفغاني، […]

كانت الأيام الأخيرة لشهر ديسمبر من عام 2014م حيث تصدر فيها الاعلانات من قبل المحتلين في أفغانستان بانتهاء الحرب، اشتدت وتيرة التصريحات والأحاديث من واشنطن إلى كابل بهذ الخصوص، اقيمت مؤتمرات، وانعقدت اجتماعات رسمية بهدف انهاء العمليات العسكرية، وكان يتم إنزال رايات الاحتلال القذرة واحدة تلو أخرى، وكانت الدعاية جارية من أجل خداع الشعب الأفغاني، والشعب النبيل الذي كان يراقب تحركات المحتلين يساوره الشك والتردد، فمن جهة، الخوف من دسائس العدو الماكر، ومن جهة أخرى بشرى الحرية والاستقلال.

كان الخبراء العسكريون والسياسيون يقولون منذ البداية إن الولايات المتحدة الأمريكية في خضم هزيمتها وفشلها تسعى حسن التخلص والفرار ووضع أنف من العجين لها ، و رز التراب في أعين الشعب الأمريكي والعالم ، وهي لا تستطيع إدارة أفغانستان مباشرة، لذا فهي الآن تريد بدء لعبة جديدة وهي تسخير البلد من خلال عملائها.

وقد أثبت تحركات عسكرية هجمات وغارات لقوات الاحتلال في ثمانية شهور ماضية ـ من بداية يناير العام الجاري وحتى نهاية شهر أغسطس المنصرم ـ هنا وهناك وفي معظم الأقاليم والمناطق الأفغانية ومشاركتها في العمليات العسكرية أن العدو ليس صادقاً في تعهداته ولا يريد الالتزام بها وليس لديه الإرادة في الرحيل من بلادنا العزيزة طواعية، وإنما ينتظر قوة سيوف المجاهدين مثل بقية المحتلين في تاريخ أفغانستان.

أزاحت عمليات المجاهدين الناجحة الأخيرة في مديرية موسى قلعة بولاية هلمند في السادس عشر من شهر أغسطس/ آب المنصرم  والتي أدت إلى فتح المديرية، أزاحت الستار عن سياسة المحتلين المزدوجة ونسفت الدعايات الفارغة إزاء انتهاء الحرب في أفغانستان.

وقد أعلن المتحلون قبل فتح موسى قلعة بكل وقاحة أنهم قاموا بالقصف الجوي وبتعاون مع العملاء للحيلولة دون سقوط تلك المديرية، وأنهم وقتلوا عدداً كبيراً من المجاهدين .

ها هو لليوم السادس تقوم القوات المحتلة والعميلة بهجمات اقتحامية برا وجواً  وتلقي القنابل بشكل عشوائي على الأهالي العزل وعلى المنازل والنساء والأطفال، والغريب في الأمر أن أفواه هؤلاء الاحتلاليين الحربين كانت قد انتفخت قبل ثمانية أشهر بسبب التغني بانتهاء الحرب في أفغانستان، لكنهم اليوم بشكل فعلي يسبون الزيت على نار الحرب.

فكيف يكمن للشعب الأفغاني والإمارة الإسلامية بعد اليوم أن تثق بتعهدات ووعود المحتلين ؟ هم كانوا يقولون: نعمر أفغانستان ولم يعمروها، ونرسي الأمن والاستقرار ولايزال الأمن والاستقرار مفقودين في هذا البلد حتى اليوم ، نشكل حكومة جديدة، وفشلوا في تشكيلها وتكوينها، وكانوا يقولون: ننسحب في نهاية العام ۲۰۱۴م ولم ينسحبوا ولم يرحلوا، وكانوا يقولون: أنهت مهمتنا القتالية ولكنهم لا يزالون يواصلون المهمة القتالية وهم متواجدون في الخطوط الأمامية للقتال ؟!!.