لماذا العالم ساكت على مجازر المدنيين الأخيرة ؟!

إن قتل عامة المدنيين وإيذائهم واضطهادهم ليس مقبولاً لدى أي إنسان عاقل، وتأتي هذه الأعمال في رديف الجنايات ضد الإنسانية والجرائم الكبرى، وتخلق تشنجات واضطرابات في المجتمع، وتهيئ عوامل التنافر والغضب. إن العالم، والأمم المتحدة وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان أيضاً تولي اهتماماً بالغاً لمسألة ضحايا المدنيين – حسب زعمها – وكذلك هي تتحدث دائماً […]

إن قتل عامة المدنيين وإيذائهم واضطهادهم ليس مقبولاً لدى أي إنسان عاقل، وتأتي هذه الأعمال في رديف الجنايات ضد الإنسانية والجرائم الكبرى، وتخلق تشنجات واضطرابات في المجتمع، وتهيئ عوامل التنافر والغضب. إن العالم، والأمم المتحدة وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان أيضاً تولي اهتماماً بالغاً لمسألة ضحايا المدنيين – حسب زعمها – وكذلك هي تتحدث دائماً عن احترام قوانين الحرب، وتلك حقيقة معترف بها على مستوى الدولي أن حماية المدنيين العالقين في الحروب مسؤولية إنسانية ووجدانية لطرفي الصراع.

ولكن خلافاً لجميع الأصول فإن سوق القتل الجماعي للمدنيين الأبرياء وغير المسلحين وإيذائهم محتدم جداً هذه الأيام، وأن أوباش إدارة كابول الهشة، وميليشياتها ومسلحوها الوحوش يحصلون على الترقيات والمداليات والجوائز بقتل عامة المدنيين العزل، وفق تقارير صحفية فإن وزارة الدفاع الأفغانية العميلة أعلنت فقط في السادس من سبتمبر الجاري عن بدء عشرين عملية عسكرية (تخريبية) في 14 ولاية أفغانية، وأعربت عن سرورها وفرحتها بقتل وإصابة العديد من المدنيين والتضييق عليهم، كما تحدثت عن 58 طلعة للقوات الجوية في أرجاء أفغانستان.

وتعقدت طريقة العمليات العسكرية ووتيرتها منذ تشكيل حكومة أشرف غني فاقدة الصلاحية والعميلة المرتزقة؛ فإن عمليات قواتها العسكرية في حقيقتها هي بمعنى الانتقام من الناس المدنيين؛ فإنهم مدركين لهذه الحقيقة بأن الشعب يقف إلى جانب الإمارة الإسلامية ويدعم المجاهدين دعما قوياً، وأن الناس ويؤون المجاهدين في مناطقهم، لذا يجب أن يُستهدفوا من قبل قوات الحكومة المرتزقة دون هوادة أو رحمة. وما نقوله ليس اتهاماً ولا دعاية، بل تناولت بعض وسائل الإعلام يوم أمس صورة ما يجري في منطقة زرغون شهر بمديرية محمد آغه بولاية لوجر في جملة مقتضبة: (اللوجريون لا يجدون فرصة دفن قتلاهم)!.

 (صورة أخرى) شنت قوات إدارة كابول العملية في الشتاء القارس المنصرم في منطقة سنجين بولاية هلمند ودمرت مئات من منازل المواطنين وقتلت عامة المدنيين و أبكت الأمهات والأباء، وقامت بأعمال وحشية وبربرية حيث علقت عليها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية بكثافة الأمر الذي  حير المحتلين.

وحين تمكن مجاهدو الإمارة الإسلامية قبل قرابة أسبوعين من الاستيلاء على مديرية (موسى قلعة) في ولاية هلمند وفتحها نتيجة عمليات عسكرية ناجحة، منذ ذلك الحين يتعرض أهالي موسى قلعه العزل لغارات جوية عمياء وقصف صاروخي عشوائي، وكان كاتب ومحلل من ولاية هلمند صور الوضع في موسى قلعة في مقالة له يوم أمس بمأساوي وتأسف له كثيراً.

وفي يوم الخامس من الشهر الجاري أُعلن عن بدء عمليات عسكرية جديدة باسم (الأمل) والتي يشارك في هذا الحشر العسكري علاوة على قوات فيلق ميوند مسلحو الإدارة العملية من قندهار وهيرات وكابول والقوات الجوية أيضاً، وبما سيتحمل الشعب الأفغاني من خسائر ومتاعب ومشاكل ويصعب التكهن والتنبؤ به مسبقاً.

ولو يُلتفت إلى أحداث القتل الجماعي لعامة المواطنين والشعب خلال فترة عشرة أيام ماضية؛ فإن ذلك يعطي الصورة الحقيقية لمشاكل ومتاعب ومآسي الشعب وعلى سبيل المثال فإن 15 مدنياً قتلوا بطريقة عشوائية في ولاية بلخ وتسممت مئات طالبات المدارس في سلسلة أحداث منفصلة في ولاية هرات وسقطت قذيفة صاروخ على منزل للأهالي في ولاية كونر ما تسبب في مقتل أم وثلاثة أطفالها، وقتل سيدة أفغانية وزوجها في عملية عشوائية نفذتها القوات الأفغانية الخاصة في ولاية خوست ومثل ذلك كثير.

تحدث هذه الأحداث الدموية في حين يتفرج عليها المحتلون، والشعب الأفغاني لا حول له ولا قوة، والعالم مستغرق في نوم الغفلة، أم أنه ساكت لدلائل ومبررات خفية. والله المستعان.