مشاركة المحتلين في معارك هلمند محاولة جديدة لعرقلة المصالحة!

يشهد الجميع أن المحتلين أعلنوا في نهاية العام 2014م أي قبل عام من الآن إنهاء مهمتهم القتالية في أفغانستان، وأنهم لا يقاتلون بعد اليوم في هذا البلد، وإنما سيباشرون حملة جديدة للمساعدة والدعم وكانوا يستخدمون كلمات مبهمة ومشكوكة لمهمتهم الجديدة، وشكك المحللون السياسيون في نية المحتلين آنذاك واعتبروا المرحلة المقبلة التي أعلنوا عنها باسم الدعم […]

يشهد الجميع أن المحتلين أعلنوا في نهاية العام 2014م أي قبل عام من الآن إنهاء مهمتهم القتالية في أفغانستان، وأنهم لا يقاتلون بعد اليوم في هذا البلد، وإنما سيباشرون حملة جديدة للمساعدة والدعم وكانوا يستخدمون كلمات مبهمة ومشكوكة لمهمتهم الجديدة، وشكك المحللون السياسيون في نية المحتلين آنذاك واعتبروا المرحلة المقبلة التي أعلنوا عنها باسم الدعم والمساعدات بأنها مرحلة جديدة لإراقة دماء المظلومين من الشعب الأفغاني.
وكان الكثير من الأفغان ينظرون إلى تعهدات أمريكا بعين استراتيجية الخدعة ولا يزالون على ذلك، ويرون أن الهجوم السافر للولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان في 7 أكتوبر العام 2001م أيضاً لم يحمل اسم المهمة القتالية، وإنما كان يسمى ويصحب بألقاب الإنقاذ، وإعادة الإعمار، والاستقرار والحرية وهي ألقاب استعمارية، ولهذا السبب سميت القوات الاحتلالية الوحشية والعاطشة لدماء البشر بـ (إيساف) ما يعني ( القوة العالمية لإعادة الأمن إلى أفغانستان) ثم رأى الجميع من هم وماذا يقولون وماذا يفعلون؟!
والآن وبعد مرور أكثر من عام بدأ المحتلون الحرب مرة أخرى خلاف التعهدات السابقة، وهم متورطون معارك ضارية ضد المجاهدين في هلمند خلاف تعهداتهم، ويقصفون المناطق السكنية في مارجه قصفا عشوائياً، وأُرسلت القوات الأمريكية البريطانية الوحشية إلى المنطقة، وقد هزت فعاليات القوات الاحتلالية الأفغان المظلومين؛ لأنها تتزامن مع نعرات الصلح اللا مفهومة هناك، في حين شرع المحتلون هنا معركة غاشمة جديدة؛ بل يستعدون لمزيد من المعارك، ها هم الآن أعلنوا إعادة انتشار نحو ۵۰۰ جندي محتل جديد في أفغانستان .
فقد صرح القائد الأعلى للقوات الاحتلالية الجنرال الأمريكي كميبل قبل نحو أسبوعين صرح في حديث لـ USA Today ) ) أنهم يريدون ابقاء قواتهم في أفغانستان لمدة طويلة، يبدو من ذلك بأن شرعت في مساعي جديدة من أجل دوام الاحتلال الغاشم.
إن اعتماد الأفغان على عملية المصالحة قد تضاءل بعد التباين في تصريحات المحتلين الذين يقولون شيئا في الصباح وشيئا آخر في المساء، نحن في حيرة فإن المشهد عجيب للغاية: فإن المحتلون قد قتلوا خلال فترة 14 عاما ماضيا عشرات الآلاف من الأفغان الأبرياء قتلاً وحشياً وضايقوا على الملايين المظلومين الآخرين ولا يزالون يواصلون ظلمهم وجناياتهم وجرائمهم، لكنهم من جهة أخرى على رأس المجالس التفاوضية ويريدون أن تكون عملية الصلح بالكامل في أيديهم؛ فهم قتلة ويبحثون عن الأفغانيين بيتا بيتاً وبأيديهم أسلحة ويعتبرون أنفسهم ورثة الأفغان بحيث يتوقعون أن تكون خيارات أجواء وأراضي أفغانستان بأيديهم كما أنهم قضاة ويجب أن يحكموا في جميع قضايانا صغيرها وكبيرها.
لإمارة أفغانستان الإسلامية رسالة واضحة للمحتلين هي: أن الشعب الأفغاني دحر المحتل مرات وطرده من أرضه ووطنه، وأفشل مخططاته الاستعمارية واستراتيجياته، ولهذا السبب فإن المحتلين اليوم يواجهون الفشل، ثانياً: فإن الشعب الأفغاني ليس خطراً على أحد بما فيه أمريكا ولا ينوي العداوة والحرب مع أحد وإنما يناضل فقط بهدف الدفاع عن أرضه فحسب، ثالثاً: لا يقبل الأفغان غير النظام الإسلامي وباختصار فإن إنهاء الاحتلال وإقامة النظام الإسلامي صلح وسلام وحل، وهو أمن واستقرار وأمل للشعب الأفغاني. والله الموفق