مقاطعة الشعب للانتخابات … رسائل ودلالات

قامت الإدارة العميلة يوم السبت الماضي الموافق لـ (28من شهر سبتمبر) بإجراء انتخابات رئاسية التي كانت تروج وتستعد لها منذ شهور، لكن رغم ذلك فلم يتم التصويت إلا في المدن الرئيسية التي تسيطر عليها الحكومة العميلة، أما أطراف المدن والقرى والأرياف التي تشكل (80%) من مجموع المناطق الأفغانية ويسكنها غالبية السكان فلم تجر فيها عملية […]

قامت الإدارة العميلة يوم السبت الماضي الموافق لـ (28من شهر سبتمبر) بإجراء انتخابات رئاسية التي كانت تروج وتستعد لها منذ شهور، لكن رغم ذلك فلم يتم التصويت إلا في المدن الرئيسية التي تسيطر عليها الحكومة العميلة، أما أطراف المدن والقرى والأرياف التي تشكل (80%) من مجموع المناطق الأفغانية ويسكنها غالبية السكان فلم تجر فيها عملية التصويت، لأنها تخضع لحكم الإمارة الإسلامية، والمناطق المتبقية التي تشكل (20%) فقد بقيت فيها مئات مراكز التصويت مغلقة بسبب تعرضها لأنواع مختلفة من المشاكل والعقبات.
ومن تلك العقبات: النقص في التمويل، والمشاكل البرمجية، وصعوبة العملية وعدم وضوحها، عدم تجربة الموظفين وغيرها الكثير من المشاكل التي كانت عقبات جدية أمام استمرار عملية التصويت وإتمامها، أما العامل الذي أثبت تزييف هذا المشروع وعدم اعتباره فهو المقاطعة الشاملة للشعب ورفضهم التام لمشروع الانتخابات.
ويتفق المراسلون، ووسائل الإعلام، والمنظمات المراقِبة بأن هذه الانتخابات كانت الأقل اعتباراً والأضعف مشاركة خلال السنوات الثمانية عشر الماضية، وقد أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها كيف كانت مراكز التصويت يوم الانتخابات خاوية، ومن يشاهد في بعض المراكز فأغلبهم مندوبو المرشحين أو المراقبون، وبسبب انخفاض عدد المشاركين وقلة الأصوات اضطر مدعو الديمقراطية ملء الصناديق بأصوات مزيفة حفظاً لماء وجههم وصوناً لمكانتهم.
إن مقاطعة الشعب الأفغاني لمهزلة الانتخابات الكاذبة صفعة قوية على وجه جميع تلك الجهات التي تريد أن تطبق خططها الباطلة على الشعب الأفغاني عن طريق القوة، والثروة، والتزوير، وأن تحمله المشاريع الاحتلالية، كما أن هذه المقاطعة الشاملة تحمل رسالة للمحتلين، وذلك أنكم تواجهون شعباً يقظاً فطناً أبياً شجاعاً، ذاك الشعب الذي لا يتبع إلا مبادئه وأصوله فحسب، ولا يستطيع كائن من كان أن يستخدمه من أجله مصالحه وأهدافه.
كما أن مقاطعة الشعب للانتخابات أظهرت للعملاء أن الشعب قد يئس من عمالتكم وتصرفاتكم، وأنه لا يعترف بتلك المشاريع والمكائد التي تمهد السبيل أمام بقاء الاحتلال واستمراره، فالشعب يعتقد بأن الانتخابات في ظل تواجد المحتلين بلا فائدة وبلا جدوى، لأن القرار النهائي يملكه من يتولى تمويلها ورعايتها.
لقد أعربت إمارة أفغانستان الإسلامية في بيان رسمي عن شكرها لشعبها المؤمن لمقاطعته هذه الانتخابات، وتفتخر على الإدراك السياسي العالي للشعب، وتعتبر ذلك دليل هزيمة المحتلين وعملائهم الداخليين، كما تنادي الإمارة الإسلامية المحتلين بأن يكفوا عن محاولاتهم الفاشلة ضد هذا الشعب، فمحاولاتكم طيلة السنوات الثمانية عشر الماضية كلها تعرضت للفشل والانهيار، فهي لن تجدي بعد ذلك شيئاً، ويجدر بكم ألا تتوقعوا منها أية فائدة.