من بدل عيد الشعب الأفغاني إلى مأساة؟

يعد عيد الفطر من الأيام المباركة التي تحمل الأفراح والمسرات للأمة الإسلامية جمعاء، وهي هدية ربانية يتلطف بها الله عز وجل على عباده بعد صيامهم شهر رمضان المبارك، ويسعى المسلمون جميعهم في إدخال السرور على غيرهم في هذه الأيام، ويؤدون الأحكام الخاصة بالعيد بمحبة وطيب نفس، ويتفقدون أحوال إخوانهم ويتبادلون تهانئ العيد، ويحيون هذه الأيام […]

يعد عيد الفطر من الأيام المباركة التي تحمل الأفراح والمسرات للأمة الإسلامية جمعاء، وهي هدية ربانية يتلطف بها الله عز وجل على عباده بعد صيامهم شهر رمضان المبارك، ويسعى المسلمون جميعهم في إدخال السرور على غيرهم في هذه الأيام، ويؤدون الأحكام الخاصة بالعيد بمحبة وطيب نفس، ويتفقدون أحوال إخوانهم ويتبادلون تهانئ العيد، ويحيون هذه الأيام بالأخلاق الإسلامية السامية كالمحبة، والرأفة، وصلة الرحم، والإحسان إلى الناس.

والشعب الأفغاني المظلوم منذ عقود يعيش أوضاع حربية مضطربة، وأكثر أيامه في السنة تمضي في المآسي والهموم، لذلك فإن أيام العيد تعد مناسبة فريدة وذو أهمية خاصة للشعب الأفغاني لأنه في هذه الأيام على الأقل يستطيع أن يشعر بالسرور والفرح بدل الهموم والنكد، ويستمتع الأطفال والنساء والشباب ببهجة العيد، ويزورون الأهالي والأصحاب ويقضون هذه اللحظات الرائعة في فعاليات متنوعة.

لكن في هذا العام لم يرض عدو ديننا وشعبنا بأن ينعم مواطنونا بهذه الفرحة المؤقتة، ففي مساء يوم العيد استهدفت طائرة مسيرة للعدو الأمريكي الغاشم سيارة للمدنيين في مديرية تشاربران بولاية بكتيكا، حيث راح ضحيته 7 مدنيين من بينهم نساء وأطفال، وفي نفس الليلة داهم جنود القوات المحتلة والعميلة سوق مديرية جيرو بولاية غزني وأحرقوا 13 دراجة نارية وسيارة للمدنيين، وهدموا عدة محلات، وضربوا أولئك المدنيين الذين جاؤوا للسوق لشراء ملابس ومستلزمات العيد، وأجبروهم على الهروب من السوق.

وفي اليوم الأول من العيد شنت طائرة مسيرة للعدو الأمريكي المحتل غارة جوية على المدنيين في قريتي “داود خيل، وعليزو” التابعة لمديرية تشارباران بولاية بكتيكا، والذي أدى إلى مقتل 8 مدنيين أبرياء.

وفي الليلة الثانية من العيد شنت القوات المحتلة والعميلة عمليات عسكرية في منطقة “جاني خيل” بمديرية جلريز بولاية ميدان وردك، وأسفرت عن استشهاد 10 مدنيين من بينهم أب ونجليه، وأسر عدد من الأبرياء.

وما ذكر ليس إلا غيض من فيض، فقد ارتكب العدو جرائم مماثلة في مختلف أرجاء البلد، حيث راح ضحيته أكثر من 30 شهيد، وإصابة عشرات الآخرين.

لقد أثبتت هذه الجرائم الوحشية للمحتلين وعملائهم بأنهم لا يحترمون أية مبادئ دينية ولا يعترفون بأية أصول إنسانية أو قانونية، فلا تهمهم قيم الشعب الأفغاني، وإنما يستخدمون هتافات الرفاهية والرقي والازدهار والسلام فقط كشعارات للدعاية، أما في المجال العملي فيسرقون الفرحة من شعبنا حتى في أيام العيد، ويبدلون سرورهم إلى مآسي وآلام.

إن إمارة أفغانستان الإسلامية قد هيأت جميع وسائل الفرحة والأمان لشعبها في أيام العيد، وحاولت جاهدة بأن يُحيي الشعب هذه المناسبة بأفضل شكل وأحسن حال، لكن الجرائم التي ارتكبها العدو الجبان في أيام العيد أنموذج حي لعنفه وقسوته وجريمة لا تغتفر، وإننا نادي الشعب الأفغاني والعالم بألا ينخدعوا بمجرد شعارات السلام والهدنة الجوفاء، بل عليهم أن ينظروا إلى مدى عداوة المحتلين وعملائهم لفرحة الشعب الأفغاني واستقراره وأمن وسلامه.