من هم الإرهابيون ومن هم المناضلون من أجل الحرية؟

  يُعتبر الإعلام والتقدم فيه من أكبر إنجازات العصر الحديث والعقود الأخيرة، ومع اختراع وانتشار هذه الظاهرة المؤثرة كان يتوقع أن من خلالها سيتم تنوير أذهان الناس وتوجيههم إلى الصواب، وسيفرق بها بين الصدق والكذب، والحق والباطل، والبريء والمذنب، وسيكون الحق ظاهراً للجميع مثل الشمس في وضح النهار. لكن المؤسف أن هذه الوسيلة المؤثرة (الإعلام) […]

 

يُعتبر الإعلام والتقدم فيه من أكبر إنجازات العصر الحديث والعقود الأخيرة، ومع اختراع وانتشار هذه الظاهرة المؤثرة كان يتوقع أن من خلالها سيتم تنوير أذهان الناس وتوجيههم إلى الصواب، وسيفرق بها بين الصدق والكذب، والحق والباطل، والبريء والمذنب، وسيكون الحق ظاهراً للجميع مثل الشمس في وضح النهار.

لكن المؤسف أن هذه الوسيلة المؤثرة (الإعلام) سقطت منذ البداية في أيدي القوى العظمى الغاصبة، وهم بدلاً من أن يستخدموها في تبصير الناس وتوجيههم إلى الصواب، بدأوا استغلالها في تضليل الناس وتغشيش أذهانهم، ثم حاولوا تقليب الحقائق ووضع تعريفات خاطئة للظواهر والترويج لها، وبذلك أضاعوا على الناس الطريق وشوشوا أذهانهم، ثم أساؤوا استغلال هذه التشويش العام.

على سبيل المثال: احتلت القوات الأمريكية وطننا، ويقوم شعبنا المؤمن بالجهاد المسلح ضد المحتلين، وفي السنوات الأولى من هذا الاحتلال كانت وسائل الإعلام الأمريكية تطلق على حرب أمريكا على أفغانستان اسم (عملية الحرية الدائمة)، واعتبروا القوات الأجنبية المحتلة المناضلين من أجل حرية أفغانستان، وفي المقابل وصفوا المجاهدين الأفغان الذين كانوا يناضلون من أجل حرية أوطانهم بالإرهابيين، وإلى يومنا هذا تقوم وسائل الإعلام بترويج هذه المصطلحات والدعاية لها.

لكن لو نظرنا إلى أرض الواقع نجد أن الأمر على خلاف ذلك، لأنه حسب العرف العالمي فإن وصف الإرهابي يطلق على من ينشر الخوف بين عامة الناس من أجل تحقيق أهدافه السياسية، ونحن نرى الآن بأن القوات الأجنبية المحتلة وعملاؤهم الداخليون ينشرون الخوف بين الناس من أجل السيطرة على الحركة الجهادية، وفي كل ليلة يقومون بعمليات وحشية واعتداءات بشعة فقط من أجل تخويف الناس وترهيبهم، ويقتلون الناس (رجالاً ونساءً وأطفالاً) بطرق شنيعة، والعامل الأساسي وراء ارتكاب هذه الجرائم هو تفكيرهم الإرهابي، حيث يسعون من خلال هذه الجرائم تخويف المجاهدين، وخلاصة القول بأن هذه العمليات الجائرة، والعمليات العمياء على عامة الشعب أوضح نموذج للإرهاب وأكثره ملامسة للواقع.

وفي المقابل فإن المجاهدين هم المناضلون من أجل الحرية، وذلك لأن المحتلين الأجانب قد اعتدوا على بلادهم، فهم يقومون بالكفاح ضدهم، تماماً مثل الحركات المناضلة التي قامت من أجل استعادة حرياتهم من الإحتلال الأجنبي في القرن الثامن عشر، والتاسع عشر، والعشرون، وأكثر الدول المستعمرة آنذاك حصلت على حرياتها نتيجة هذه الحركات، وأولئك المناضلون الذين حرروا بلادهم وكانت القوى المستعمرة في ذلك الزمن تعدهم إرهابيون هم اليوم أبطال وطنيون بالنسبة لشعوبهم.

إن إمارة أفغانستان الإسلامية على يقين بأن كفاحنا من الناحية الشرعية جهاد وفرض عين، ومن ناحية العرف العالمي فهو من أشرف أنوع النضال وأعزها، فمجاهدو الإمارة الإسلامية ليسوا إرهابيون، بل هم مجاهدو طريق الحق وأبطال الحرية والاستقلال، وهذه الحقيقة الآن يعلوها غبار دعايات العدو، لكن التاريخ سينفث الغبار عن هذه الحقيقة ويظهرها، وستفتخر الأجيال القادمة بمجاهدي الإمارة الإسلامية مثل الأبطال الذين جاهدوا ضد الاحتلال البريطاني وحفظوا البلاد من احتلالهم الدامي.