من يتحمل مسئولية استمرار الحرب؟

تحليل الأسبوع: الغزو الأمريكي لأفغانستان والحرب المفروضة على شعبنا المؤمن تستكمل عامها الثامن عشر، وطيلة هذه الأعوام استخدم ثلاثة رؤساء أمريكيين (بوش وأوباما وترامب) أساليبهم الحربية وحربهم العسكرية؛ فقاموا بتنفيذ خطط متنوعة، من تغيير الجنرالات وتبديلهم، ومضاعفة عدد القوات، وتطبيق المؤامرات الاستخباراتية والدعائية، والضغوطات السياسية والدينية وغير ذلك من الخطط؛ لكن جميع هذه الجهود ذهبت […]

تحليل الأسبوع:
الغزو الأمريكي لأفغانستان والحرب المفروضة على شعبنا المؤمن تستكمل عامها الثامن عشر، وطيلة هذه الأعوام استخدم ثلاثة رؤساء أمريكيين (بوش وأوباما وترامب) أساليبهم الحربية وحربهم العسكرية؛ فقاموا بتنفيذ خطط متنوعة، من تغيير الجنرالات وتبديلهم، ومضاعفة عدد القوات، وتطبيق المؤامرات الاستخباراتية والدعائية، والضغوطات السياسية والدينية وغير ذلك من الخطط؛ لكن جميع هذه الجهود ذهبت سدىً، فالمقاومة الجهادية للشعب الأفغاني ازدادت قوة، وكثرت الخسائر المادية والبشرية في صفوف المحتلين، وتضررت مكانتهم السياسية أكثر عن أي وقت مضى.
عندما يعطيك أحد النماذج نتائج سلبية خلال ثمانية عشر عاماً على التوالي فهذا يعني أن النموذج المستخدم غير صحيح و يجب تعديله او استخدام نموذجا آخر مكانه.
لقد تنبهت القيادة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا لهذه النقطة، وبعد فشل الاستراتيجية العسكرية اختار ترامب طريق العقل والتفاوض، أما إمارة أفغانستان الإسلامية فقد أكدت دوما على إيجاد حل سلمي للقضية، حتى أنها أبدت عن رغبتها واستعدادها للمفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية قبل الغزو الأمريكي، والآن أيضاً فقد تقدمت بإرادة صافية لعملية المفاوضات، حيث عينت وفدا مناسباً ومعتبرا لذلك، وخلال الأشهر التسعة الماضية تعقبت تلك العملية بشكل جيد.
وخلال الأشهر التسعة وبعد تسع جولات من المفاوضات، حيث تم فيها الانتهاء من نص الاتفاقية أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الاتفاقية غير مقبولة له، وأوقف عملية التفاوض رغم أن الإمارة الإسلامية قد بذلت كل قواها لنجاح المفاوضات التي بدأت لإنهاء الحرب، و راعت هذه العملية بكل حزم و إخلاص، فيتبين من ذلك أن الإمارة الإسلامية لديها التزام حقيقي للسلام، لكن في المقابل فإن اللوم موجه الطرف الأمريكي، فهو من بدأ الحرب والعدوان العسكري، كما أن على عاتقه مسئولية استمرار القتال وسفك الدماء وإدارة ترامب تتحمل النصيب الأوفر من هذه المسئولية.
إن المنظمات ووسائل الإعلام والأفراد الذين يستغلون الحرب كقضية عاطفية، ويهتفون بشعارات الإنسانية، وينسبون مسئولية استمرار الحرب والخسائر المدنية إلى الإمارة الإسلامية، عليهم الآن أن يسندوا جميع عواقب الحرب و الدمار للرئيس الأمريكي، لأن الشعب والعالم أجمع قد رأى بأم عينه كيف خيب آمال الشعب الأفغاني والأمريكي الذي كانت تطمح لإنهاء الحرب، بل أصر على الاستمرار في أطول حرب تخوضها أمريكا في التاريخ.
لقد بذلت إمارة أفغانستان الإسلامية جميع جهودها من أجل رفاهية شعبها وسلامته، وعملت كل ما في وسعها لإنجاح عملية التفاوض؛ لكن إلغاء عملية التفاوض من جانب واحد وبدون أي سبب معقول، يوضح للجميع أن بادئي الحرب يتحملون مسئولية استمرارها، فهم كما بدأوها لا يريدون إنهاءها.