وأخيراً… الاتفاقية يتم تطبيقها بنجاح

رغم أن الاتفاقية التي أبرمت بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الاحتلال وخروج القوات الأجنبية قد تعرضت في البداية لسلسلة من العقبات والتأخير، لكن من الجيد أن تلك العقبات قد أزيلت إلى حد كبير، وجميع الأفغان الآن باتوا يشاهدون تطبيق بنود الاتفاقية بشكل عادي. ففي غضون الأسابيع الماضية تم الإفراج عن عدد كبير من […]

رغم أن الاتفاقية التي أبرمت بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الاحتلال وخروج القوات الأجنبية قد تعرضت في البداية لسلسلة من العقبات والتأخير، لكن من الجيد أن تلك العقبات قد أزيلت إلى حد كبير، وجميع الأفغان الآن باتوا يشاهدون تطبيق بنود الاتفاقية بشكل عادي.
ففي غضون الأسابيع الماضية تم الإفراج عن عدد كبير من السجناء من الطرفين، كما وعد الطرف المقابل بالإفراج عن (2000) من السجناء المتبقين في القريب العاجل، ومن جانبه فقد صرح المتحدث باسم المكتب السياسي للإمارة الإسلامية السيد/ سهيل شاهين بأن الإمارة الإسلامية مستعدة لدخول المفاوضات الأفغانية بعد إتمام عملية الإفراج عن السجناء.
إن إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام في البلاد أمنية الشعب الأفغاني برمته، لذا فإنهم يرجون من جميع الأطراف المعنية بأن يواصلوا السير نحو الهدف المنشود، وأن يتخذوا خطوات واقعية وفق البنود المتفق عليها في اتفاقية الدوحة، والذي يقلق الشعب في هذه المرحلة هو ما يتم نشره بين فينة وأخرى من الدعاءات والترهات الكاذبة من قبل بعض الشخصيات أو الجهات، والتي تعكر صفو هذا المشروع النزيه.
ومن نماذج ذلك: ما نشرته الأمم المتحدة قبل فترة، حيث قامت بنشر تقرير اتهمت فيه الإمارة الإسلامية بتهم كاذبة لا حقيقة لها أصلاً، وبعدها بأيام قام القائد العام للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال/ فرانكلين ميكينزي بإعادة نفس تلك الترهات والاتهامات، فإن مثل هذه التصرفات ليس من ورائها أي طائل سوى عرقلة مشروع السلام المستمر.
وعلى الصعيد المحلي فقد أدلى بعض المسئولين في إدارة كابل بتصريحات قبل الأوان، فإن تلك التصريحات أيضاً تضر بأجواء الثقة التي بدأت تعم الوضع، لذا فيجب في مثل هذه المرحلة أن تراعى المصالح العليا للشعب والبلد وأن توضع نقطة النهاية للمناورات والمناوشات السياسية.
كما أن استهداف المساجد واغتيال الأئمة والعلماء وسط مدينة كابل ليست إلا مؤامرة خبيثة لأعداء الدين والوطن، الذين يسعون من وراء هذه الجرائم المتصدرة للعناوين أن يعرقلوا مسيرة العملية التي بدأت لتحقيق السلام وإنهاء الاحتلال، ولذلك فكلما ترتكب مثل هذه الجرائم والاغتيالات سرعان ما يبادر بعض المسئولين والصحف المغرضة بإلقاء اللوم على الإمارة الإسلامية؛ لكن الإمارة الإسلامية أعلنت دائماً براءتها عن مثل هذه الأعمال التي تناقض تعاليم الإسلام، ونددتها بأشد العبارات.
وإننا على يقين بأن مواطنينا يعلمون مخططي هذه الجرائم والاغتيالات ومرتكبيها، أولئك الذين أراقوا دماء الشعب الأفغاني بأوامر وتوجيهات الأجانب طيلة العقدين الماضيين، والآن يريدون أن يستمروا في سفك الدماء البريئة لكن تحت غطاء آخر ومسمى جديد.
وفي الأخير يجب أن نقول بأن تقييم الإمارة الإسلامية للوضع الحالي إيجابي، وترجو أن تتم المراحل القادمة بنجاح أيضاً، حتى ينعم الشعب –بإذن الله ومشيئته- بنظام إسلامي وأفغانستان مستقلة، تلك الأمنية التي ينتظرها الشعب منذ أربعين عاماً.