يعظم الشعائر الإسلامية فقط في البلد الإسلامي

أقامت إدارة كابل العميلة ذات الرأسين وفاقدة الصلاحية الاثنين الماضي احتفالات كبيرة بمناسبة يوم النوروز الموافق لليوم الأول من العام الشمسي (۱۳۹۵هش) في العاصمة كابول ومدينة بلخ ومدن أخرى في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تحديات ومشاكل كثيرة، ويصارع الشباب مع الغرق والموت خلال هجرتهم للدول الأخرى نتيجة البطالة والأوضاع السيئة في البلاد، ولا تكتحل […]

أقامت إدارة كابل العميلة ذات الرأسين وفاقدة الصلاحية الاثنين الماضي احتفالات كبيرة بمناسبة يوم النوروز الموافق لليوم الأول من العام الشمسي (۱۳۹۵هش) في العاصمة كابول ومدينة بلخ ومدن أخرى في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تحديات ومشاكل كثيرة، ويصارع الشباب مع الغرق والموت خلال هجرتهم للدول الأخرى نتيجة البطالة والأوضاع السيئة في البلاد، ولا تكتحل أعين المواطنين نساءً وشيوخاَ وأطفالا بالنوم حتى الصباح بسبب العمليات الليلية التي تنفذها قوات العدو على منازلهم ونتيجة القصف العشوائي الأعمى هنا وهناك، كما أن سكان القرى والبلدات يعانون أنواعاً من المشاكل والمتاعب بسبب عمليات الشرطة المحلية أو ما تسمى بالمليشيات والمجموعات المسلحة المرتزقة، وانعدام الأمن وعدم الثبات إلى جانب مخاطر النهب والسرقة في كل مكان.

الاحتفال بيوم النوروز أو بعيد رأس السنة عمل غير إسلامي بمعنى الكلمة حسب تعاليم الدين الإسلامي، وهو عيد المجوس ومن شعائر دين عباد النار. لا جواز للاحتفال بهذا اليوم في بلد إسلامي مثل أفغانستان، على المواطنين العيش وفق القيم والأصول الإسلامية وعدم تقليد أحد، أيام الأفراح والأعياد معروفة في الإسلام وهي أيام عيد الفطر وعيد الأضحى، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاحتفال بعيد النوروز والمهرجان بشكل صريح: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: (مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟) قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ) رواه أبو داود والنسائي.

وقال مؤلف كتاب (عون المعبود) شرح سنن أبي داوود – رحمه الله تعالی – في شرح هذا الحديث إن أبا حفص کبیر الحنفية يقول: ( من أهدى في النيروز بيضة إلى مشرك تعظيما لليوم فقد كفر بالله تعالى وأحبط أعماله) وقال القاضي أبو المحاسن الحسن بن منصور الحنفي: (من اشترى فيه شيئا لم يكن يشتريه في غيره أو أهدی فيه هدية إلى غيره فإن أراد بذلك تعظيم اليوم كما يعظمه الكفرة فقد كفر وإن أراد بالشراء التنعم والتنزه وبالإهداء التحاب جريا على العادة لم يكن كفرا لكنه مكروه كراهة التشبه بالكفرة حينئذ فيحترز عنه. قاله علي القاري. عون المعبود (ج ۳ ص ۳۴۱- ۳۴۲).
كما قال الفقهاء الآخرون إن التهاني وتبادل الهدايا في هذا اليوم يوجه المسلم مع أخطار كبيرة: (والإعطاء باسم النيروز والمهرجان لا يجوز) أي الهدايا باسم هذين اليومين حرام (وإن قصد تعظيمه) كما يعظمه المشركون  (يكفر…) ولو أهدى لمسلم ولم يرد تعظيم اليوم بل جرى على عادة الناس لا يكفر وينبغي أن يفعله قبله أو بعده نفياً للشبهة ولو شری فيه ما لم يشتره قيل إن أراد تعظيمه، كفر وإن أراد الأكل والشرب والتنعيم لا يكفر. الدر المختار وحاشیته (ج۶ ص ۷۵۴- ۷۵۵) و تبیین الحقائق (ج۶ ص ۲۲۸).

وسعادة المؤمنين في الدنيا والآخرة هي في تعظيم شعائر الله {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج- ۳۲) وبالعکس فإن الاحتفال بإحياء تقاليد الكفار يوجه المؤمنين مع أخطار الإيمان ويخرجهم من دائرة الدين، وكلما يكون المسلم مطيعا لأوامر الله جل جلاله وملتزما بها ويبتعد من الأمور المنهية وينهى منها أهله ومجتمعه ويبذل كل ما في وسعه لتطبيق الأوامر الإلهية، سينال سعادة الدنيا والآخرة وحينما يبتعد الإنسان من تعاليم الشريعة الإسلامية ويتجه صوب الحضارة الغير الإسلامية فإنه سيواجه معيشة ضنكا حياة صعبة {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (النحل – ۹۷). والله الموفق