جرائم بعضها فوق بعض

سيف الله هروي احتلال أفغانستان جريمة، وقصف مدنها جريمة أخرى، وقصف المدنيين من أشنع الجرائم، وقصف المرضى والجرحى من أبشعها؛ إنها جرائم بعضها فوق بعض، جرائم لا يقدر على ارتكابها في عالمنا إلا القوى الاستعمارية وأذنابها، جرائم تتعمد القوى الاستكبارية فعلها لإيذاء المسلمين، فهي صنعت الطائرات والقنابل، ولم تصنعها إلا لهذه الغايات الخبيثة الماكرة، ولحرب […]

سيف الله هروي

احتلال أفغانستان جريمة، وقصف مدنها جريمة أخرى، وقصف المدنيين من أشنع الجرائم، وقصف المرضى والجرحى من أبشعها؛ إنها جرائم بعضها فوق بعض، جرائم لا يقدر على ارتكابها في عالمنا إلا القوى الاستعمارية وأذنابها، جرائم تتعمد القوى الاستكبارية فعلها لإيذاء المسلمين، فهي صنعت الطائرات والقنابل، ولم تصنعها إلا لهذه الغايات الخبيثة الماكرة، ولحرب صليبية على الإسلام والمسلمين.

احتلت الولايات المتحدة وحلفائها “أفغانستان” بأعذار واهية وذرائع باطلة، وقصفت مدنها ولازالت تقصفها، قصفت حفلات العرس ولازالت تقصفها، قصفت المشافي والمستشفيات ولازالت تقصفها بأعذار واهية مخجلة.

الصليبيون الجدد سلطوا حكومة فاسدة على الشعب الأفغاني تعيث فساداً، ولازالت تتمادى في الفساد والطغيان، وهي من أفشل الحكومات في تاريخ أفغانستان، حكومة عاجزة عن تقديم أدنى شيئ من أساسيات العيش، وعن توفير الأمن والكرامة والعزة للمواطن الأفغاني المسلم منذ أول يوم فرضها الاحتلال الصليبي، ثم أدامها بانتخابات مزورة مزيفة.

الاحتلال بحد ذاته جريمة وفقا لكافة المواثيق الدولية، فإنه لا يُسمح لدولة باحتلال بلد ذا سيادة، أوالتدخل في شؤونه. ثم قصف المدن جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال؛ فإذا كان المحتلون وعملاؤهم يعادون الإمارة  الإسلامية كما يدعون، فلماذا يهربون من مواجهة جنود الإمارة على الأرض كالجرذان ثم يلجأون إلى القصف العشوائي على المدنيين العزل؟.

قصف الأبرياء جريمة أخرى، وقصف المرضى والجرحى جريمة وحشية همجية نكراء، إنها جرائم تحدث ويعترف بها المحتلون قبل غيرهم، والغريب أن بعد كل جريمة يظهر قرد من قرود الحلف الصليبي أو كلب من كلابهم ليظهر أسفاً مفتعلاً كاذباً للعالم في الإعلام، ويعطي وعوداً كاذبة، فيصفق له العملاء والسفهاء والمغفلون في العالم الإسلامي قبل غيرهم.

هذه هي الديموقراطية التي أتوا بها، وهذه هي الإنسانية التي يدّعونها والتي تطبل لها العصبة العميلة في “كابول”، والتي تقصف الجرحى والمرضى، فسحقا لهذه الإنسانية وسحقا لمن تعاون، وتعاطف معها بلسان أو قلم أو قلب.

كعادتهم السابقة صب الصليبيون بعد الهزيمة في المعارك في “قندوز” غضبهم على المرضى والجرحى والأطباء في مستشفى “قندوز” الذين هم أبعد خلق الله عن الحروب، هكذا يشفي عبدة الصليب غليلهم بالقصف العشوائي، وإقامة المجازر بحق أبناء الشعب الأفغاني.

لاشك أن مثل هذه الجرائم إذا لم تحرك ضمائر من تتعالى أصواتهم ضد كل قضية تافهة يضخمها الإعلام  الغربي في العالم ، فماذا توقظ ضمائرهم إذن!

والأسوأ من ذلك تلك الأصوات التي تعلو ضد المجاهدين بسبب تهم مزيفة مكذوبة يروجها الإعلام العلماني دائما، فنرى الكثير من الأقلام  تتتبع أخطائهم، والكثير من الحناجر فوق المنابر تقع في أعراضهم، بل وتتهمهم أحياناً بما لو اتهم به أحدهم لاستشاط غضبا ومات كمداً !

وفي المقابل يغض الطرف عن هذه الجرائم، عن جرائم القصف، بل قصف الجرحى والمرضى، ولا يعلو لأحد صوت!

مخجل أن يتعاطف البعض من أبناء الأمة مع جرذان يهربون من المواجهة مع جنود الإمارة الإسلامية على الأرض، ويغطّون هزائمهم بقصف المشافي والمستشفيات؟!

ومخجل أن يستعين مسلم بمن لم يعرف للإنسانية معنى، بل إن إنسانيتهم تتجلى في قصف المرضى والجرحى.

فهل هذا التعاطف والاستعانة لأجل لذة المنصب وحب الدنيا، وكراهية الموت؟ أم لأجل العصبية العرقية أو الحزبية؟

أيا كانت فكلمة الله هي العليا، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والعزة كل العزة لمن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وهو لاشك في سبيل الله، وغيره ممّن يقاتلون لعصبية عرقية، أو وطنية نتنة، أو غيرها من الغايات الزائلة الفانية، وتحت رايات الضلال والبغي والعدوان، لاشك أنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت، والله ولي الذين آمنوا والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت.