سانحةُ الأيامِ – بقلم: الجبـــــوري

تبكيـــكَ سانحةُ الأيامِ يا عُمــــرُو يشتكـي لكَ منكَ الليلُ و القمـرُتبكيـــكَ سانحة الأيام غربتُهــــاقد أتعبتك و لما ينقضـي السفــرُو أنت تختطُّ فيها رسم عـِزَّتِهــاعلى القلوب و لما ينمحي الأثـريا فارساً في ذرى الأفغان منبتـُهو من سناهُ إليها النـور ينتشـــــرهذا الذي طاول الكفــار يغلبهــمحتى رأينــا عُتاةَ الروم تندحــــرو قبلها جرب السوفيت غضبتـهفبعثرت زمرٌ من خلفهــا زمـــرُتبكي […]

تبكيـــكَ سانحةُ الأيامِ يا عُمــــرُو يشتكـي لكَ منكَ الليلُ و القمـرُتبكيـــكَ سانحة الأيام غربتُهــــاقد أتعبتك و لما ينقضـي السفــرُو أنت تختطُّ فيها رسم عـِزَّتِهــاعلى القلوب و لما ينمحي الأثـريا فارساً في ذرى الأفغان منبتـُهو من سناهُ إليها النـور ينتشـــــرهذا الذي طاول الكفــار يغلبهــمحتى رأينــا عُتاةَ الروم تندحــــرو قبلها جرب السوفيت غضبتـهفبعثرت زمرٌ من خلفهــا زمـــرُتبكي الأسود على أطلال أمتهــاو لا تكل إلى أن يُقــدر القـــــدرُفإن تكن ميتة فالموت مطلبــهافلا تبالـــي بعيش جلــــــه كــدرمن فقد دار تلف الحزن أنجمهـاحزن المريدين من قوم بها غدرواتحمي ذراها أخلاء لكم صمـدواو أخوة للقاء الخصم قد صبرواو أخوة دونكم سلوا السيوف بهــاو أخوة دونهم في حِجرها كبــرواو أخوة ركبوا الأهوال أعظمهــــاو أخوة جربوا الأحداث و انتصرواتجري مياهك في كل البقاع هوىعذبا ليشرب من نبعك لك المطـرُفيشرق الغد منها و هي تبصــرهفجرا فيُوقظ أحباباً لك السحــــرُفما رأتك عيون القوم تخطفهــــاإلا و أنت عليها شامخ حــــــــذرُو ما رأوك بثوب الملك تلبســـهو ما رأوك بتاج الملك تفتخـــــربل كنت أفقر خلق الله مغنمـــــةو كنت أكرمهـــم للبذل تحتكـــرمدافعا عن حياض الدين تحفظهاو حاملا همها في الحرب تنتصرتلفُّك الأرض في أحضانها قمراًفيطلب القرب منك الماء و الحجرو أنت فيها أخو الأبطال فارسهــاو أنت فيها أخـــو علــم له أثـــــرُكـــــل لميتَتِهِ يمشــي ليُدركهــــاو كل عبدٍ له من عمره سفـــــــرُو كل حيٍّ يُلاقي ما جناه بهــــــاو كل وازرة من وزرها تَــــــزِرُفبين من لف حول الموت مئزرهو بين من جاء يوم الجد يعتـــــذرقد كنت تزأر في حوماتها أســـدايعلو علاها و يرقاها و يقتــــــدرُجردت صدرك فيها للقــاء فـــإننالتك جارحــــة جاءتك تختبـــــررأتك تجري إليهـــا في منازلـــةو كنت تجري بها سيفا و تشتهــرو كنت تعلو على القامات ترفعهاو كنت فيها ليوم الفــوز تبــــتــدريا باسطاً كفـــه العُـليا ليمنحهــــاكفــاً تَمـُــدُّ لتعطي ما بها قصــــرو كفُّ شهمٍ ليوم الحرب تطلبــــهأهل الجهـــاد إذا استسقته تمَّطِـــرو من إذا ندبت أخت يسير لهـــــاو من اذا استنصرته الدار ينتصـرو قلبه مثلهــــا شوقاً يرف لهــــاو قلبهــــا قلب أم كــــــاد ينفطــرو شوقها شوق أخت حين يسالهاأخ محبٌ فتخفي حزنها الصــورو تسقط الدمع من عين تودعـــهو تجرح الخد من دمع لها الدُّررُتبوح سراً له لمــــا تفــارقـــــــهو لا تـــزال له بالبــاب تنتظــــرعشرٌ و لما ترى عينيه تبصرهاو خلفها عبرات صمتهــا عِبَــــرُو بعض أحداثها التاريخ يذكرهاو بعض أيامها من حسنها غُـرركم سار فيها وحيداً و هي ترمقهبعين عاشقة أحلامهــا ســفـــــريلفها بجنــــاح القلب يلثمهــــــاأنى يغيبُ إليها يــرجـع البصــرفطاف في حجــــرها أم تقبلــــهو ودعته يداها و هي تحتضــــرليكسر القلب من أم يبـــر بهــــافلا يزال عليها القلب ينفطــــــريا فارسا ملك الدنيا و طلقهـــــاو قاطعاً سيفه في الحق لا يــذرو شامة في جبين المجد كحلهـاشوق الصبابة فيها حين ينتصـرأجريت شريان شوق في مرابعهافاينعت لك غاب عودها نضـــرو سافرت بك أقوام تجاهد فــيكل البلاد لها في سعيكم خبــــراخو أسامة من آواه من ضنــكو لم يبال بــأقــوام به مكــــروافكان فيها كرمح في منـــازلـــةفي يوم فتح عزيز الشان يُنتظـرحزني عليك لأن القوم ما علمواأن الفتوة فيك اليــوم تُختصـــــرو أن حزني عليك اليوم أعلنــــهو أن قلبي عليك اليوم يُعتصـــريا من تهابك أمريكا و زمرتهـــاو من يهابك أشبــــاهٌ لهم أخـــــرو كل من بغرام الغرب قد فتنواو غيرهم بعيون الغرب قد سحرواو أسلموا بلد الأفغان حين غـوتأرض العروبة من كأس بها سكرواشاهت وجوه رجال لا تقر لكــــمفضلاً و شاهت لأعداءٍ لكم صـورليعلم النـــاس أن الله يرفـــع مـنقوم و يخفـــض أقواماً و يختبــرفمن أطال بها عهداً تطـــول بــهو من أراد لهـــا زجرا ستنزجـــرالناس تمضي و يطوي الدهر ذكرهمو أنت تبقى تباهـي ذكرك السِّيـَرعالٍ سنامُك في الفرسان منزلــةو ذكر عزمك في الآفاق ينتشـــريا فارساً مسَّ قلبي حين أذكـُــرُهو فارسا بك رغم الموت أفتخـــرأزجي لك الشعر ملكوما و أقرضهوفي هواك ربوع الشعر تزدهـــرو حين أرثوك يحني الشعر قامتـهو حين أبكيك دمع الشعر ينهمــــرو حين تختال أبياتي أراك بهــــــاو يستطيل مداها حيــن أختصـــر