سيطرة المجاهدين علی 130 نقطة عسكرية للعدو في ولاية (أرزگان)

كتبه: حبيب مجاهد ولاية (أرزگان) من الولايات المركزية في أفغانستان، تتصل في الشرق بولايتي (غزني) و(زابل)، وفي الغرب بولاية (هلمند)، وتقع في شمالها ولاية (دايكندي) ، وأما في الجنوب فهي تتآخى مع ولاية (قندهار) وجزء من ولاية (زابل). مركز هذه الولاية هو مدينة (ترينكوت). تبلغ مساحة هذه الولاية 12640 كيلو متراً مربعاً، ويقدّر عدد سكانها […]

كتبه: حبيب مجاهد

ولاية (أرزگان) من الولايات المركزية في أفغانستان، تتصل في الشرق بولايتي (غزني) و(زابل)، وفي الغرب بولاية (هلمند)، وتقع في شمالها ولاية (دايكندي) ، وأما في الجنوب فهي تتآخى مع ولاية (قندهار) وجزء من ولاية (زابل).

مركز هذه الولاية هو مدينة (ترينكوت). تبلغ مساحة هذه الولاية 12640 كيلو متراً مربعاً، ويقدّر عدد سكانها بـ 400 ألف نسمة.

ظلت هذه الولاية، ذات الطبيعة الجبلية، مسرح تحولات سياسية هامّة في السنوات الأخيرة حيث كان بدء العمل لتأسيس الحكومة العميلة بيد الأمريكيين من هذه الولاية، وكان (حامد كرزاي) الذي عيّن فيما بعد رئيساً للحكومة العميلة بدأ مساعيه ضد الإمارة الإسلامية من المناطق الجبلية في هذه الولاية.

ومع أنّ المجاهدين كانوا يتواجدون منذ سنوات في ولاية (أرزگان) إلا أنّ حضورهم فيها كان ضعيفاً؛ بسبب التركيز الأمني والعسكري للعدوّ علی هذه الولاية، وكان زمام المبادرة في هذه الولاية يُعتبر بيد العدوّ، وكان قد أحكم سلطته علی المناطق الريفية البعيدة والشعاب والمناطق الآهلة بالسكان إلی جانب سيطرته القوية علی مركز الولاية ومراكز المديريات في هذه الولاية. وكانت الدعامة القوية في تمكن العدو من فرض سيطرته علی هذه الولاية هي وجود العدد الكبير من المليشيات المحلّية.

ولكن علی خلاف الأعوام السابقة، حقق المجاهدون انتصارات كبيرة في ولاية (أرزگان)، إلى جانب انتصاراتهم في بقية مناطق أفغانستان مثل (بدخشان) و(كندز) و(بغلان) و(فارياب) ومناطق أخری، وتغيّر الوضع بشكل أساسي في هذه الولاية، وتحرّرت مناطق كثيرة من سيطرة العدوّ وخضعت للمجاهدين.

وكانت الضربة القاصمة للعدوّ في هذه السنة في ولاية (أرزگان) هي مقتل أقوی شخصية عسكرية له وهو قائد الأمن العام للولاية (مطيع الله خان) الذي كانت له صلات قوية مع المحتلين الأستراليين والأمريكيين، وكان قد كوّن آلافاً من قوّات المليشيا المحلية الظالمة، ولقوة شبكة مليشياته الكثيرة كان قد تحوّل منذ الثلاث عشرة سنة الماضية إلی ملك غير متوّج لولاية (أرزگان) إلی درجة أنّه كان يعيّن الولاة والموظّفين الحكوميين العسكريين والمدنيين. فقد قضی المجاهدون علی هذا الطاغية في هجوم تكتيكي عليه في هذا العام في ولاية كابل.

كان لمقتل (مطيع الله خان) أثر سلبي كبير علی معنويّات قوات العدوّ في ولاية (أرزگان)، وتدهورت معنويات قوات العدوّ مرّة أخری حين قُتل نائب (مطيع الله خان) أثناء هجوم تكتيكي عليه في هذه الولاية.

وبالتزامن مع الهجومين المؤثرين علی أهمّ قادة العدوّ في هذه الولاية، أطلق المجاهدون هجمات علی العدوّ في مديريتي (چارچينو) و(خاص أرزگان) ومناطق أخری أيضا، كما كثّفوا من جهود دعوة جنود العدوّ إلی الانضمام إلی المجاهدين. وبهذه الجهود الشاملة استطاع المجاهدون بفضل الله تعالی أن يحرزوا تقدّماً وانتصارات كبيرة في هذه الولاية.

يقول المسؤول الإعلامي للمجاهدين في ولاية (أرزگان) الأخ محمد آصف بأنّ المجاهدين استطاعوا منذ انطلاق عمليات (العزم) في هذه الولاية أن يسيطروا علی 130 نقطة عسكرية وأمنية للعدوّ، وحرّروا معظم ساحات مديريات هذه الولاية.

وحدث أثناء سيطرة المجاهدين علی مراكز العدوّ، أنّ المجاهدين قد سيطروا علی بعض الثكنات عن طريق القتال، وحين رأی بقية جنود العدوّ في الثكنات الأخری عدم قدرتهم علی مواجهة المجاهدين، تركوا مراكزهم وولّوا هاربين.

ففي هذه العمليات سيطر المجاهدون على 27 نقطة عسكرية للعدو في مديرية )دهرواد)، وكان من ضمن هذه المراكز المركز القوي والكبير لجنود العدوّ في منطقة (سپينه قرارگاه).

ومديرية (چارچينو) التي قسّمتها الحكومة العميلة إلی وحدتين إداريتين باسم مديريتي (شهيد إحساس) و(خارخو) طهّر المجاهدون فيها معظم ساحات الأخيرة من تواجد المليشيات المحلّية، وبات مركزها تحت حصار المجاهدين. وفي المستقبل القريب سيفتح المجاهدون بإذن الله تعالی مركزها أيضاً.

وأمّا مديرية خاص (أرزگان) التي تشمل مناطق واسعة، فقد سيطر المجاهدون علی 16 نقطة عسكرية للعدوّ، كانت تقع علی الطريق الممتدّ إلی هذه المديرية. وعلاوة ً علی ذلك، حرر المجاهدون منطقتيّ (شالي ناوه) و(سلطان محمد ناوه) الواسعتين أيضاً من سيطرة العدوّ.

وبالإضافة إلی تحرير المجاهدين لمناطق واسعة في مديرية (خاص أرزگان) فقد سيطر المجاهدون علی نقاط عسكرية وأمنية كثيرة في مديريات (چنارتو) و(چوره) و(شهيد إحساس) أيضاً، وغنموا فيها مئآت القطع من الأسلحة الثقيلة والخفيفة مع كميات من الذخيرة ومختلف المعدات العسكرية.

وكما أنّ للعمليات العسكرية دوراً قويّاً في التطوّرات الأخيرة في ولاية (أرزگان)، كان لبرنامج دعوة جنود العدوّ إلی الانضمام إلی المجاهدين أيضا دوراً في إضعاف صفوف العدوّ حيث استسلم للمجاهدين أكثر من 200 عنصر من عناصر الجيش والشرطة والمليشيات خلال الأشهر الأخيرة الماضية، وكان من بين هولاء المستسلمين أحد أشهر قادة العدوّ وهو (شمس الله). وكان لاستسلام جنود العدوّ للمجاهدين أثر قويّ في زعزعة صفوف العدوّ وانهيار معنويات جنوده أمام المجاهدين مما مهّد الطريق للفتوحات الأخيرة.

إن انتصارات المجاهدين في هذه الولاية المركزية لأفغانستان تحمل بشائر انتصارات وفتوحات أخری في هذه الولاية والولاِيات المجاورة لها؛ لأنّ هذه الولاية تعتبر منطلقاً عسكرياً نحو المناطق العسكرية الأخری أيضاً إن شاء الله تعالی.