“عزم” أولو العزم..ومن لها غير الأفغان؟

  في بيان صادر عن مجلس الشورى الجهادي لإمارة أفغانستان الإسلامية، تم الإعلان عن بدء الموسم القتالي الجديد تحت مسمى “عزم”. وفي صياغة شديدة التركيز والوضوح، سرد البيان دستوراً متكاملاً للعمل الجهادي هذا العام، مشتملاً على الجوانب العسكرية والسياسية والقواعد المنظمة لنشاطات المجاهدين وعملياتهم، إضافة إلى توجيهات للشعب الأفغاني توضح له واجباته وحقوقه إزاء الإمارة […]

 

mujahedeen-3

في بيان صادر عن مجلس الشورى الجهادي لإمارة أفغانستان الإسلامية، تم الإعلان عن بدء الموسم القتالي الجديد تحت مسمى “عزم”. وفي صياغة شديدة التركيز والوضوح، سرد البيان دستوراً متكاملاً للعمل الجهادي هذا العام، مشتملاً على الجوانب العسكرية والسياسية والقواعد المنظمة لنشاطات المجاهدين وعملياتهم، إضافة إلى توجيهات للشعب الأفغاني توضح له واجباته وحقوقه إزاء الإمارة وأبنائه المجاهدين. جاء البيان كخطة مدروسة ومركّزة لعام قادم من الجهاد، فأوضح الخطوط العامة للعمليات العسكرية والقطاعات المعادية المستهدفة، مع أهم أساليب القتال المعتمدة، وأيضا آداب القتال وأخلاقياته، والقطاعات المدنية التي يُحظر على المجاهدين الإضرار بها، مع التأكيد على الحفاظ على أرواح المدنيين وأموالهم.

أوضح البيان الوضع الحالي في البلاد، والطبيعة المخادعة للعدو المحتل، الذي غيّر من شكل الحرب وأبقى على جوهر الاحتلال واستمرارية العدوان على الشعب والسيطرة على البلاد. وأوضح البيان الإصرار الكامل على تحرير البلاد تماماً وتحكيم شرع الله على أرض أفغانستان الطاهرة، مؤكداً على أن الجهاد هو السبيل إلى تحقيق ذلك.

يعكس البيان المذكور وضوح الرؤية والإصرار على تنفيذ الأهداف الكبرى وعدم الوقوع في كمائن ينصبها العدو بإستمرار، على أمل اقتناص نصر في اللحظات الأخيرة من الحرب مستغلاً غفلة قد تقع فيها القيادة أو خطأ في تقديرها للموقف.

أراد العدو إيهام المجاهدين بأن الحرب قد انتهت حتى يضعوا السلاح، ويشاركوا في مغانم السلام المتوهم، أو أن يركنوا إلى الدعة مستسلمين لوهم المشاركة في الحكم مع العملاء في كابول. أو الظن بأن زمن السلاح قد ولّى وجاء زمن التفاوض حيث أن معظم قوات العدو وجيوشه قد رحلت، وأن ما تبقى من مهام يمكن إنجازه على طاولة التفاوض وليس في ساحات المعارك. لكن بيان القيادة أوضح أن خدعة العدو قد فشلت وأن رؤية قادة المجاهدين ثاقبة وصحيحة ولم تتغير، وأن الهدف النهائي واضح والمسيرة نحوه تتم بثبات وإرادة قوية لقيادة خبيرة واعية لا يمكن خداعها.

لقد أيقن الأمريكيون أن هزيمتهم في أفغانستان مؤكدة ليس من الآن بل منذ عام 2006 على الأقل. إنما قلقهم الآن هو على مستقبل أطماعهم في أفغانستان والمنطقة كلها. هم يكسبون الوقت حتى يتمكنوا من تأسيس مرحلة جديدة في أفغانستان، مرحلة شعارها الخراب والفوضى، مع استمرار تدفق خيرات أفغانستان إلى الجيوب الأمريكية.

هم يكسبون الوقت إلى حين استحكام قبضة “إرهاب الدولة” على رقاب الشعب، فهكذا يكون الحكم الديموقراطي كما تريده أمريكا لمستعمراتها. إنه حكم الثالوث الشيطاني: جيش نظامي من المرتزقة، وشرطة من اللصوص، واستخبارات من المجرمين المتوحشين. ويطلق البخور على تلك الفظاعات جهاز إعلامي تديره عصابة من عدماء الضمير وعبيد الدولارات. فتلك هي ديموقراطية المستعمرات الأمريكية.

هم يكسبون الوقت حتى يعيدوا ترتيب أوضاعهم في الشرق الأوسط المضطرب، والذي يتفلت من بين أيديهم من شدة الفوضى والاضطرابات والفتن التي أشعلوا فتيلها بأنفسهم. لقد تصدّعت قوة أمريكا وانحطّت هيبتها وتقلص نفوذها نتيجة لهزيمتها في أفغانستان، فأوشك الشرق الأوسط أن يضيع من بين يديها، مثلما ضاع شرق أوروبا من أيدي السوفييت عند هزيمتهم في أفغانستان. لقد تجرأت بعض القوى الهامشية على منافسة الولايات المتحدة في أهم مناطق نفوذها في الشرق الأوسط، وسوف يحدث أشد من ذلك في ذات المنطقة وفي مناطق أخرى هامة خاصة في وسط آسيا وجنوبها.

هم يكسبون الوقت حتى يتمكنوا من إزاحة الامارة الاسلامیة من خريطة مستقبل أفغانستان، ويسعون إلى كسر صلابتها، قبل أن يعملوا على تجريفها وسحب البساط من تحت قدميها بخلق كيانات قتالية بديلة، فوضوية وهشّة، تثير التراب والعواصف في وجه الشعب ومجاهديه بسفك شلالات من الدماء المحرمة. بل ويسعون إلى سحب شباب أفغانستان صوب ميادين حروب وفتن خارجية بهدف خلط المفاهيم والتشويش على الأهداف الإسلامية العليا لشعب أفغانستان وفي مقدمتها تطهير البلاد من الإستعمار الأجنبي، واستبدال ذلك كله بسراب من الشعارات الجوفاء، لحرف المسار الأفغاني صوب الدمار والفتنة وليس إلى بناء مجتمع إسلامي صحيح ودولة إسلامية حقيقية ذات حضارة ورسالة للبشرية كلها.

هم يحاولون كسب الوقت، ولكن الوقت لا يعمل لصالحهم، ولن يجدي صراخ تلك العرائس الخشبية الجالسة فوق كراسي الحكم في كابول، ولن تفيد توسلاتهم لأوباما حتى يُبقي على قواته لحمايتهم. لقد افتضح أمر العملاء أمام العالم، وصاروا موضع سخريتة وهم يتوسلون إلى العدو حتى يديم احتلاله لبلادهم!!. بينما العدو نفسه يجلس فوق صفيح ساخن، غير قادر على البقاء، فكل ساعة إضافية يقضيها في أفغانستان تخصم أعواماً من عمر دولته وتسرع في فنائها.

لقد أتاهم قدر الله، وهو نافذ فيهم لا محالة، فتلك سنن الخالق التي لا تحيد أبداً. فسوف تشرق أرض أفغانستان بنور ربها، وتنقشع عنها الظلمة ويزول عنها الاحتلال وأعوانه. “أتى أمر الله فلا تستعجلوه”، فهذا عزم الأفغان في طريقه إليكم، ومن للشدائد غير الأفغان؟.