أفغانستان في شهر أكتوبر 2018م

أحمد الفارسي إشارة: هذه المقالة تشتمل على الأحداث التي اعترف بها العدوّ، ونرى أنه من اللازم أن نشير إلى أن هناك أحداثا أخرى بمعلومات مفصّلة، لا سيما حول الخسائر والأضرار التي لحقت بالعدوين الداخلي والخارجي،  يمكن لكم أن تعثروا عليها في الموقع الرسمي للإمارة الإسلامية في أفغانستان.   في السابع من شهر أكتوبر سنة 2018 […]

أحمد الفارسي

إشارة: هذه المقالة تشتمل على الأحداث التي اعترف بها العدوّ، ونرى أنه من اللازم أن نشير إلى أن هناك أحداثا أخرى بمعلومات مفصّلة، لا سيما حول الخسائر والأضرار التي لحقت بالعدوين الداخلي والخارجي،  يمكن لكم أن تعثروا عليها في الموقع الرسمي للإمارة الإسلامية في أفغانستان.

 

في السابع من شهر أكتوبر سنة 2018 الميلادي تكتمل سبعة عشر سنة من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان. وخلال شهر أكتوبر قتل عدد كبير من المحتلين. ومن أهم أحداث هذا الشهر مقتل أعداء لدودين للمجاهدين كجبار قهرمان والجنرال رازق. كما عُقدت في هذا الشهر الانتخابات الدراماتيكية لإدارة كابول. سنذكر تفاصيل هذه الأحداث مع موضوعات أخرى في الختام.

 

 الخسائر في صفوف المحتلّين:

أعلنت الإمارة الإسلامية يوم الأربعاء 3 اكتوبر أن خمسة جنود إمركيين قتلوا نتيجة  تفجير لغم. في 17 اكتوبر يوم الأربعاء، قام مجاهد انغماسي في مديرية سانغين في محافظة هلمند بقتل جندي إمريكي، وكوماندوز أفغاني. في نفس اليوم تعرضت قافلة للمحتلين في  مديرية باغرام في ولاية بروان لهجوم المجاهدين، حيث قتل  ستة محتلين.

في الخميس 18 أكتوبر شهدنا هجوما لمجاهد إنغماسي تسرب إلى صفوف الأعداء في ولاية ننغرهار، في ذلك الهجوم جرح جنرال إمريكي مع عدد من الجنود الأجانب. بعد ذلك، في الإثنين 22 أكتوبر استهدف مجاهدو الإمارة الإسلامية طائرة حربية للعدو المحتل في مقاطعة خروار في محافظة لوغر، وأسقطوها، ما أدى إلى مقتل جميع طاقمها. في نفس اليوم استهدف مقاتل انغماسي المحتلين الأجانب، فقتل عددا من الجنود وجرح آخرين. في السبت 27 أكتوبر قام المجاهدون بشن هجمات على قواعد القوات الأجنبية في ميدان شهر في ولاية وردك. يقال إن عددا كبيرا من الجنود المحتلين في هذه الهجمات قتلوا وجرح آخرون.

رغم كل هذه الخسائر اعترف العدو المحتل مرة أخرى بكل وقاحة مقتل إثنين من عناصرها خلال هذا الشهر، حيث يصل عدد كافة مقتوليها الذين اعترفوا بمقتلهم  خلال سنة 2018 إلى 12 قتيلا، جدير بالذكر أن عدد القتلى الحقيقيين للعدو أكثر من هذا بكثير.

 

الخسائر في صفوف العملاء:

الخسائر في صفوف الإدارة العميلة بلغت ذروتها، وليس ثمة إحصائية دقيقة عنها. لكننا نشير هنا إلى بعض هذه الخسائر:

في الثالث من أكتوبر قتل رئيس إدارة الأمن القومي في مديرية نادعلي في ولاية هلمند جراء انفجار لغم زرعه المجاهدون. ثم في اليوم الخميس 4 اكتوبر قتل قوماندوز للجيش العميل مع خمسة أشخاص. في هذا اليوم أخبرت السلطات عن مقتل قوماندوز للفرقة الخاصة مع مرافقين له من حرسه في مركز الولاية. في اليوم التالي قتل طيار عسكري لإدارة كابول العميلة في  باغرام بعد هجوم للمجاهدين.

في الأحد 7 اكتوبر قتل قائد الأمن في مديرية سيد آباد في ولاية ميدان وردك أثناء فتح هذه الولاية على أيدي المجاهدين. في اليوم الثلاثاء، 9 اكتوبر تعرض مكتب أحد مرشحي الانتخابات في مركز ولاية هلمند، حيث قتل مرشح. في اليوم 14 اكتوبر قتل قائد الأمن لمديرية “ميزانه” في ولاية زابل بهجوم للمجاهدين.

في هذه السلسلة، وفي اليوم الثلاثاء 16 اكتوبر نشرت وسائل الإعلام خبر مقتل رئيس الأمن ونائبه في  درء صوف في ولاية سمنغان، وفي اليوم التالي  أخبرت عن مقتل جبار قهرمان أحد أعتى أعداء الإمارة الإسلامية في عملية نوعية في مكتبه في ولاية هلمند. في اليوم الخميس 18 اكتوبر قتل  بهجوم مجاهد انغماسي في ولاية كندهار الجنرال رزاق قائد أمن هذه الولاية ومن أشرس أعداء المسلمين وقاتل الآلاف للأبرياء في هذه الولاية، كما قتل رئيس الاستخبارات لهذه الولاية وعدد من عناصر العدو. وفي اليوم الثلاثاء 30 اكتوبر قائد شرطة الأسبق لمقاطعة قره باغ في ولاية غزني هلك بسبب إفراطه في تناول الخمر، وفي اليوم التالي قتل قائد بارز من المليشيات في مديرية دره صوف في ولاية سمنغان. في الأربعاء٣١ أكتوبر شهدنا تحطم طائرة حربية أدى إلى هلاك ٢٥ من عناصر العدو بما فيهم نائب فيلق ظفر للجيش، ورئيس مجلس ولاية فراه.

 

ضحايا المدنيين:

أعلنت مؤسسة اسمها مؤسسة رعاية المدنيين والعدالة في تقريرها الذي أصدرتها الثلاثاء 2 اكتوبر عن مقتل ما لا يقل عن 103 مدنيا على يد القوات المحتلة وعملائها الداخليين خلال شهر سبتمر. بينما أعلنت لجنة صيانة المدنيين من الخسائر والتي تنشط في إطار تعاليم الإمارة الإسلامية عن مقتل٢٣٥ من المواطنين المدنيين خلال الشهر الماضي.

قال الجنرال عتيق الله امر خيل، الخبير العسكري في حوار له مع قناة شمشاد يوم الإثنين٨ اكتوبر: إن قوات الجيش الافغاني تتعمد استهداف المدنيين.

فالخطأ يكون يقع مرة أو مرتين، لكن هؤلاء منذ سنوات إلى الآن يستهدفون المدنيين، وهذا يدل على أن خطة استهداف المدنيين متعمدة.

في الثلاثاء٢ أكتوبر قصفت طائرات قوات الإدارة العميلة في كابل مسجدا في مركز ولاية لغمان، أثناء كان الناس مشتغلون بالصلاة، قتل وجرح ١٢ من المصلين في هذا القصف.

في السبت ٣٠ أكتوبر قتل وجرح أكثر من ثلاثين شخصا من المدنيين نتيجة إطلاق النار من جانب القوات الخاصة في مديرية غرده سيري في ولاية بكتيا، ثم تحملت خسائر للهجمات المضادة من جانب جنود الإمارة الإسلامية.

في الخميس١١ من أكتوبر قتلت القوات الخاصة للإدارة للعميلة، في عملية وحشية في مديرية بركي برك في ولاية لوغر عشرات من المدنيين بتهمة الانتماء للإمارة الإسلامية وجرحوا آخرين. في نفس هذا اليوم قتل ١٢ من المدنيين نتيجة قصف القوات المشتركة.

هذه نماذج من خسائر وأضرار تعمدت القوات الأفغانية العميلة والولايات المتحدة  إيقاعها بالمدنيين الافغان خلال هذا الشهر، وبإمكانكم معرفة تفاصيلها في تقارير لجنة صيانة المدنيين من الخسائر.

 

عمليّات الخندق:

عمليات الخندق كانت مستمرة مثل الأشهر السابقة، وحدثت خلال هذا الشهر عشرات من الهجمات الصغيرة والكبيرة في أنحاء البلاد.

في سلسلة عمليات الخندق وفتوحاتها، فتحت يوم الاحد٧ أكتوبر مديرية سيد آباد في ولاية ميدان وردك، ثم فتحت بعدها في السبت١٣ أكتوبر، مديرية خوشامند في ولاية بكتيكا. كذلك سيطر المجاهدون على مديرية اندر في ولاية غزني.

يوم الإثنين ٢٢ أكتوبر فتحت ثكنة مهمة  للعدو في مديرية بلخمري في ولاية بغلان، كما استهدف المجاهدون بعد ذلك طائرة حربية لقوات الاحتلال في مديرية لوغر، وأسقطوها، حيث أدى إلى مقتل طاقمها جميعا.

كان يوم السبت٢٧ من شهر أكتوبر شاهدا لهجمات المجاهدين على قواعد القوات الأجنبية، في ميدان شهر في ولاية ميدان وردك، يقال: إن عددا كبيرا من المحتلين قتلوا أو جرحوا خلال هذه الهجمات.

في الأربعاء٣١ أكتوبر شهدنا تحطم طائرة حربية أدى إلى مقتل ٢٥ من عناصر العدو بما فيهم نائب فيلق ظفر للجيش، ورئيس مجلس ولاية فراه وعضوه.

 

الانتخابات الصورية:

أعلنت الإدارة العميلة في الإثنين 1 أكتوبر، أن عدد من السفارات الخارجية تحاول أن ترسل الأشخاص المطلوبين لديهم إلى المجلس من خلال التزوير في الانتخابات. وأعلنت الإمارة الإسلامية أن هذه الانتخابات أيضا مخطط أجنبي لإضفاء ثوب المشروعية على الإدارة العميلة، وبقائها في البلاد، لذلك تستهدف كافة المقرات والمواقع الانتخابية. ودعت الإمارة الإسلامية عامة المواطنين من الابتعاد من هذه المراكز، ليمكن الاجتناب من الخسائر المدنية. في الثلاثاء 9 اكتوبر قبل السفير الإمريكي أن 20 شخصا من مستشاريه يتدخلون في مسار انتخابات افغانستان، واضاف أن هذه الانتخابات ليست لهم.

بدأت الانتخابات يوم السبت 20 أكتوبر، وانتهت بأكثر من 400 هجوما للمجاهدين. كما جرى مئات من المشكلات والتزويرات عبر الانتخابات، ولم تفتح مئات من المواقع الانتخابية يوم الانتخابات، ولم يستطع الناس أن يدلوا بآرائهم. بناء على التقارير الموثقة كان عدد الناخبين أقل من خمسين في المائة من الاحصائية المتوقعة لإدارة كابول العميلة، والمؤسسات الدولية الداعمة لها. وصف الخبراء والمرشحون، والأحزاب السياسية، والتكونات المستقلة هذه الانتخابات بالانتخابات الدراماتيكية الصورية.

 

النيران الصديقة:

لقد قصفت الطائرات الإمريكية عبيدهم في أفغانستان سابقا وأهلكتهم، على هذا المنوال تعرضت القوات العميلة يوم الإثنين ١ اكتوبر للقصف العنيف من جانب الطائرات الحربية الإمريكية في مديرية نادعلي في ولاية هلمند، حيث قتل عشرون جنديا عميلا.

 

خلافات الإدارة العميلة في كابول:

الاختلافات بين عناصر الإدارة العميلة منذ نشأتها، وهي مستمرة إلى الآن، في أحدث الأخبار عن الاختلافات الداخلية، تم إقالة الجنرال جرأت المستشار الأعلى لأشرف غني من منصبه.

كذلك حدثت خلال أيام هذا الشهر اشتباكات بين أفراد الإدارة العميلة في ولايات هلمند، غور، وسربل أسفرت عن مقتل، وإصابة عشرات من عناصر الجانبين.

في الأربعاء ١٧ أكتوبر، استقال حكمت كرزى الذي كان معين الوزارت الخارجية لإدارة العميلة وكان من الأفراد المسيطر على هذه الوزارة استقال من منصبه بسبب الاختلافات الداخلية. في أواخر هذا الشهر استقال نائب المجلس الأمني للإدارة العميلة من منصبه.

 

التجسس للدولة المجاورة:

رغم أن إدارة كابول تتهم منذ سبعة عشر سنة المجاهدين بالتبعية لباكستان، لكن قضت محكمة في فيلق الجيش٢٠١ في اليوم الثلاثاء٩ اكتوبر على شخصين من عناصره بالسجن بتهمة التجسس للاستخبارات الباكستانية.

 

غياب الثقة بين الأسياد والعملاء:

نفوذ المجاهدين في صفوف الإدارة العميلة ولا سيما في القوات الأمنية والجيش، أدى إلى غياب الثقة بين الأسياد المحتلين وعبيدهم في الداخل.

فقد أعلنت حلف ناتو في السبت٢٧ أكتوبر، أنه لن تكون علاقات مباشرة بين القوات الأفغانية وقوات تلك المؤسسة. وکتبت جريدة واسنطن بوست عقب ذلك وفي نفس الوقت أن مواجهة العناصر النفوذية صعبة جدا.

 

إطلاق سراح النائب الأسبق للإمارة الإسلامية:

أطلق سراح الملا عبد الغني برادر النائب الأسبق للإمارة الإسلامية يوم الأربعاء ٢٤ أكتوبر،  بعد ثماني سنوات من السجن والتعذيب في سجون باكستان. ولم يزل يعيش مئات من أعضاء الإمارة الإسلامية في سجون باكستان.

 

التعيينات الجديدة في المكتب السياسي  للإمارة الإسلامية:

في سلسلة التعيينات الجديدة بهدف تحسين الأمور، أخبرت الإمارة وسائل الإعلام يوم الإثنين٣٠ أكتوبر، عن تعيين عدد من قادتها الذين كانوا سجناء في غوانتاناموا في المكتب السياسي في قطر. واعتبر المحللون السياسيون هذه الخطوة للإمارة خطوة جديدة نحو تثبيت هذا المكتب.