أفغانستان في شهر يوليو 2017م

أحمد الفارسي   ملحوظة: یکتفی في هذا التقرير بالإشارة إلى الحوادث والخسائر التي يتم الاعتراف بها من قبل العدوّ نفسه، أما الإحصاءات الدقيقة فيمكن الرجوع فيها إلى موقع الإمارة الإسلامية والمواقع الإخبارية الموثقة الأخرى. لقد حوى شهر يوليو في طياته مكتسبات عالية للمجاهدين، فقتل فيه عددٌ لا بأس به من المحتلين، وعلاوة على ذلك فتح […]

أحمد الفارسي

 

ملحوظة: یکتفی في هذا التقرير بالإشارة إلى الحوادث والخسائر التي يتم الاعتراف بها من قبل العدوّ نفسه، أما الإحصاءات الدقيقة فيمكن الرجوع فيها إلى موقع الإمارة الإسلامية والمواقع الإخبارية الموثقة الأخرى.

لقد حوى شهر يوليو في طياته مكتسبات عالية للمجاهدين، فقتل فيه عددٌ لا بأس به من المحتلين، وعلاوة على ذلك فتح المجاهدون طوال هذا الشهر 4 مديريات ومناطق كبيرة أخرى، وتكبّد العملاء خسائر فادحة للغاية، وفيما يلي نلقي الضوء على أهمها:

 

خسائر المحتلين:

تكبّد المحتلون في شهر يوليو 2017م خسائر كبيرة، فخلال هذا الشهر قُتل جنرال أمريكي وعدد كبيرٌ من الضباط والجنود الآخرين.

ووفق تقرير بثته وكالة أنباء “رويترز” يوم الجمعة 7 من يوليو، عزم المحتلّون على عدم الإعلان مباشرة عن خسائرهم أثناء الحادث. وعلى هذا الغرار، لم يعترف المحتلون طيلة الشهر بخسائرهم الحقيقية في المعارك، ولو أرغموا على الاعتراف، لم يعترفوا إلا بجزء بسيط منها.

وقبل هذا التقرير، وفي يوم الأربعاء 5 من يوليو، أعلن (البنتاغون) عن مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين في ولاية هلمند. وفي يوم الجمعة 14 من يوليو، انفجر لغم على قافلة للمحتلّين في مديرية باغرام الجوية؛ فقتل ما لا يقل عن 3 من الجنود المحتلين. كما قتل 4 من جنود الأمريكان يوم الأحد 16 من يوليو في مديرية ناوه بولاية هلمند. وبعد يومين من تلك الحادثة، قتل جنرال أمريكي برفقة 3 من الجنود الأمريكان في ولاية قندوز. وفي آخر هذه الهجمات قام مجاهد متسلل، يوم الأربعاء 26 من يوليو، بقتل 3 جنود من الأمريكان، واستشهد برصاص جندي عميل.

مع هذه الإحصائية الدقيقة الكبيرة، لم يعترف العدوّ الكاذب سوى بمقتل جندي واحد طيلة الشهر المنصرم، فيظل عدد القتلى المحتلين في العام الحالي -بحسب اعتراف العدو- 8 قتلى، بينما يصل عدد قتلى العدوّ الإجمالي طيلة أعوام الاحتلال إلى 3536 قتيلاً. ولكن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن ما يعترف به العدوّ من عدد قتلاه لا يصل عشر معشار ما يدور على الساحة الأفغانية من الخسائر.

 

خسائر الجنود العملاء:

في يوم الأحد 2 من يوليو، قتل 12 من المليشيا -بما فيهم 3 قادة- كانوا يبيتون الهجوم على المجاهدين، فردّ الله كيدهم عليهم، وقُتلوا في مديرية جمتال بولاية بلخ. وفي يوم  الثلاثاء 11 من يوليو قتل مدير جنائي لولاية لوجر بعد خطفه.

في 21 من يوليو، هاجم المجاهدون قافلة لوجستية للعملاء في مديرية شاه وليكوت بولاية قندهار، فقتل جراء ذلك عددٌ كبير من الجنود، بما فيهم بضع قادة كبار. وبعد 5 أيام من تلك الحادثة، هاجم المجاهدون البواسل ثكنة عسكرية كبيرة للجنود في مديرية خاكريز بولاية قندهار، فقتل وأصيب ما لا يقل عن 74 من الجنود بما فيهم قادتهم.

وفي يوم السبت 29 من يوليو، قتل القائد الأمني لمديرية جيلان بولاية غزني برفقة 30 من جنوده في ولاية غزني. وفي اليوم ذاته اعترف المتحدث باسم والي ولاية هلمند بمقتل 25 من جنوده جراء هجمات المجاهدين في مديرية ناوه بولاية هلمند.

 

الخسائر المادية:

وعلاوة على تكبّد المحتلين والعملاء خسائر فادحة في الأرواح، فقد تكبّدوا خسائر مالية باهظة أيضاً. ففتح المديريات والمناطق الواسعة والهجوم على ثكنات الأعداء وقواعدهم العسكرية يكبّدهم خسائر مالية فادحة تقدّر بملايين الدولارات.

ففي يوم الأحد 2 من يوليو أسقط المجاهدون مروحية للأعداء في مركز ولاية قندوز. وفي 22 من يوليو أسقطت طائرة نقل كبيرة للمحتلين في مديرية باغرام بولاية بروان.

 

اضطهاد الشعب وخسائر المدنيين:

وفق تقرير نشرته الإمارة الإسلامية يوم الخميس 13 من يوليو، سجّلت طيلة 6 شهور الماضية زهاء 404 جريمة بحقّ المدنيين، قُتل جراءها ما لا يقل عن 689 مدنياً، وأصيب 1041 آخرون. ووفق هذا التقرير فإنّ الحكومة العميلة والمحتلين مسؤولون عن 73.26%، والإمارة الإسلامية مسؤولة عن 14.85%، وداعش مسؤول عن 11.88%.

و نشر مكتب إدارة “يوناما” في كابل تقريره حول الخسائر المدنية في العام الماضي، وكالعادة فقد حمّل القدر الكبير من الخسائر المدنية على المجاهدين بنسبة 43%، وحسب التقرير فإن إدارة كابل مسؤولة عن نسبة 15% فقط، أما القوات الأجنبية المحتلة -رأس كل المصائب والمآسي- فقد حملت نسبة 2 في المائة فقط من الخسائر البشرية في أفغانستان! وداعش 19%، والمليشيا عن 1%، و10% من الخسائر حدثت أثناء اشتباك القوات العميلة مع المجاهدين. كما حمّل باكستان مسؤولية 1% والمواد غير الانفجارية 4%.

إن الإمارة الإسلامية تحتاط جداً فيما يخص الخسائر المدنية، وتبذل جهود قصوى في سبيل منعها، وتعتبر هذا التقرير ناقص وترده.

لدى الإمارة الإسلامية إدارة خاصة ذات صلاحية لمنع إلحاق خسائر بالمدنيين، وتنشر من حين لآخر معلومات دقيقة وشاملة أيضا، وهناك سعي ليل نهار في الصفوف الجهادية لمنع إلحاق الخسائر بالمدنيين، كما تقوم هذه الإدارة بتوجيه المجاهدين للاحتياط في عملياتهم ومراعاة الأصول القتالية.

ومع كل ذلك، نسبت إدارة “يوناما” جزءا كبيرا من الخسائر المدنية لمجاهدي الإمارة الإسلامية، وهو حكم بعيد عن العدل، ويعطي جرأة للجناة الأصليين -وهم القوات الأجنبية المحتلة وعملائها- بعدم الاحتياط أبدا في حياة المدنيين العزل؛ لأنهم سيفلتون من المسؤولية!

العامل الحقيقي للخسائر المدنية في البلاد في الدرجة الأولى هم الجنود المحتلون الأجانب، حيث يمطرون المدن والبلدات والقرى بأطنان من القنابل، ويداهمون منازل المدنيين العزل ليلاً، ويأسرون الناس، ويهاجمون المستشفيات، والمساجد، والمدارس، والأماكن العامة.

وفي الدرجة الثانية يأتي جنود إدارة كابل العميلة، وعناصر شرطتها ومليشياتها المرتزقة الوحشية، حيث يقصفون القرى بالأسلحة الثقيلة بشكل عشوائي، ويحرقون منازل وممتلكات الأهالي، ويأسرون ويخطفون الناس، ويقتلون الأسرى في السجون، ويغتصبون شرف الأهالي، ومع ارتكابهم لكل أنواع الجرائم يتجولون أحرار دون أية محاسبة.

فمع كل هذه الانتهاكات، حينما تنسب نسبة ضئيلة جدا للمتسببين الأصليين في الخسائر المدنية، فهذا يوضح بأنه لم يتم التدقيق في جمع المعلومات حول الحوادث، وتم إعداد التقرير بشكل منحاز الجانب وعلى أساس معلومات استخباراتية مغرضة.

ففي 10 من يوليو، قصف المحتلون المناطق الآهلة بالسكان في ضواحي مديرية ترينكوت بولاية أروزجان، فقتل 9 منهم بما فيهم 5 رجال و4 سيدات، ودمّرت بيوتهم بالكامل.

في 11 من يوليو، أعلنت وسائل الإعلام بأن الجنود العملاء داهموا قرية بتو بمديرية درزاب بولاية جوزجان، فقتلوا أثناء ذلك 8 من المواطنين الأبرياء وجرحوا 13 آخرين. ووفقما قال الشهود العيان فإنّ الجنود كانوا يطلقون على كلّ من واجههم دون إيقاف أو تحذير.

في 13 من يوليو، داهم المحتلّون والعملاء منطقة لوردرويشان ضواحي مدينة ترينكوت مركز ولاية أروزجان، وقتلوا أثناء ذلك 9 من المواطنين الأبرياء وجرحوا 25 آخرين.

في 15 من يوليو، قصف المحتلّون مدرسة قريبة من فندق بامير في مركز ولاية قندوز فدمّروها بالكامل، كما قصفوا بيوت الأهالي في مناطق أورتبلاقو ودو بلوله فكلفوهم خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات.

 

معاناة الأسرى:

لم تتوقف معاناة الأسرى في يوم من الأيام في ظل إدارة كابول العميلة، فالسجناء يعذبون بلا جريمة بأشدّ أنواع العذاب. وقبل فترة ذهب وفدٌ مصطنع من كابول إلى باغرام وتكلّم مع الأسرى والمعتقلين. يقول رئيس الوفد بعدما سمعتُ شكاوى الأسرى ومعاناتهم لم أقدر بأن أملك عيناي من الدموع، ففاضت عيناي.

وبهذه المناسبة أرسلت الإمارة الإسلامية بياناً يوم الأحد 9 من يوليو، وندّدت بشدة هذا التعامل السيئ الذي مارسه المحتلون وعملاؤهم تجاه الأسرى والسجناء، وأجلبت أنظار المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى ما يرتكب من الاعتداءات والجرائم في حق المعتلقين في جميع معتقلات البلد، وخصت بالذكر معتقل “باجرام”، كي تؤدي هذه المنظمات واجبها الإنساني تجاه هذا الموضوع، وتقف في وجه هذه الجرائم مستفيدة من موقفها في ذلك، أو تحقق فيها بحيادية ثم تنشر نتائجها عن طريق وسائل الإعلام.

في 26 من يوليو، نشر خبر مفاده بأنّ 3 معتقلي باغرام انتحروا جراء التعذيب والمعانات القاسية التي تقترف بحقهم، والإدارة العميلة لم تنبس ببنت شفة تجاه هذه الكارثة. هذا في حين أنّ مجاهدي الإمارة الإسلامية أطلقوا سراح مئات الأسرى من جنود الإدارة العميلة طوال الشهور الماضية.

 

محبة الشعب للمجاهدين:

في يوم الأحد 23 من يوليو، قامت حوالي 1000 عائلة في مديرية شهرك بولاية غور، والتي تقطن في مناطق: (جلجه مزار، وسياه دره، وسيتش، وبره) بزعامة الشيخ عبد الرحمن والشيخ علي وخان محمد بمبايعة الإمارة الإسلامية، ورفعوا راية الإمارة الإسلامية في مناطقهم، وسلّموا 200 رشاش و7 بيكا، و6 قاذفة أربي جي وذخائر كبيرة إلى المجاهدين، وتعهدوا بمكافحة المحتلّين والعملاء مادام فيهم عرقٌ ينبض، وبأن لا يسمحوا للمحتلّين بتنفيذ مخططاتهم المشؤومة وأهدافهم الرذيلة في أفغانستان. ورحّب المجاهدون بهذا الإقدام الجريء، ووعدوهم بأن يساعدوهم في حلّ أزماتهم ومشكلاتهم.

 

العمليات المنصورية:

تسير العمليات المنصورية على قدم وساق، فقد حققت عدّة فتوحات في مديريات ومناطق واسعة وثكنات عسكرية كثيرة، وفيما يلي نلقي الضوء على أهمها:

في شهر يوليو اشتبك المجاهدون اشتباكات عنيفة مع الجنود العملاء والمحتلين في مدينة قندوز، فنفّذ العملاء عملية خاصة في هذه الولاية، وتحت القصف العنيف، استطاعوا أن يخرجوا المجاهدين عن بعض المناطق، ولكن بعد يومٍ من ذلك، استطاع المجاهدون أن يعيدوا تلك المناطق من جديد. وخلال الاشتباكات الدائرة استطاع أبطال الإمارة الإسلامية أن يسقطوا طائرة للعدو يوم الأحد 2 من يوليو.

ويوم الخميس 13 من يوليو، استهدف المجاهدون قافلة للإدارة العميلة في مديرية خاك جبّار بولاية كابول، وفي هذا الكمين المحكم قتل العشرات من الجنود وجرح آخرون.

وفي 18 من يوليو هاجم المجاهدون ثكنات العدو في “بغلان المركزي”. وفي اليوم التالي استهدف المجاهدون عدّة ثكنات للأعداء في مديرية أرغنداب بولاية زابل، وخلال ذلك قتل 16 من الشرطة.

وفي 20 من يوليو شهدت كابول هجوماً آخر حيث استهدف المجاهدون بالصواريخ منزل سياف فسقطت 6 منها على منزل سياف وكبدوه خسائر مالية كبيرة.

في 21 يوليو، فتح المجاهدون الأشاوس مديرية جذرجاه بولاية بغلان. وفي يوم الأحد 23 من يوليو، سيطر المجاهدون على مديرية كوهستان بولاية فارياب ومديرية تيوره بولاية غور. وفي اليوم التالي استهدف المجاهدون سيارة من نوع كوستر كانت تقل أمنيين، فقتل العشرات منهم وأصيبوا. وفي 25 يوليو، سيطر المجاهدون على مديرية جاني خيل بولاية بكتيا.

 

الهجمات من الداخل:

ضمن سلسلة الهجمات من داخل صفوف العدو، قام مجاهد متسلل في صفوف الأعداء في يوم الأربعاء 26 من يوليو، بقتل 3 من الجنود الأمريكان، ثم استشهد برصاص جندي عميل في نهاية المطاف.

 

من استشهاد الزعماء إلى استشهاد أبناء الزعماء:

إن تاريخ الإمارة الإسلامية حافل بالتضحيات والبطولات، ولا تستثنى من هذه التضحيات زعامة الإمارة الإسلامية. فعلاوة على جهاد القادة والزعماء، خاضت أُسَرُهم -لا سيما أبناؤهم- المعارك الضارية فاستشهدوا في سبيل الله. وعلى هذا الغرار، قام فلذة كبد أمير المؤمنين الشيخ هبة الله آخوند زاده يوم الجمعة 21 من يوليو بتنفيذ عميلة استشهادية في مديرية جريشك بولاية هلمند. يحدث هذا في حين أنّ أبناء المسؤولين الحكوميين الذين يسمون أنفسهم “بالجهاديين” والذين رموا بأنفسهم في حضن الاحتلال؛ يعيشون في البلاد الأجنبية، ويتمتعون بعيش رغيد.

________________

المصادر: المواقع الإخباریة المحلية، التقاریر الشهریة للجنة الدعوة والإرشاد في الإمارة الإسلامیة، والتقریر المخصص لقتلی المدنیین المنشور في موقع الإمارة، وأهم أحداث الأسبوع.