جولة لمراسل مجلّة (الصمود) في معسكر خالد بن الولید رضي الله عنه

اهتمت الإمارة الإسلامیة بتربیة المجاهدین وإعدادهم منذ بدایة الغزو الأمریكي، ومع مرور الأیام اكتسبت مزیداً من الخبرة في مواجهة الاحتلال الأمریكي، وقد دّربت المجاهدین وتولت قیادتهم وفق مقتضیات الزمن والمستجدات علی الساحة الجهادیة. وقد مرّت مقاومة المجاهدين للمحتلين بأطوار عدّه بدءاً من المواجهات بالأسلحة الخفیفه ومروراً بحرب الكمائن، والاستهداف بالتفجیرات، والهجمات الفدائیة الانغماسیة علی قواعد […]

اهتمت الإمارة الإسلامیة بتربیة المجاهدین وإعدادهم منذ بدایة الغزو الأمریكي، ومع مرور الأیام اكتسبت مزیداً من الخبرة في مواجهة الاحتلال الأمریكي، وقد دّربت المجاهدین وتولت قیادتهم وفق مقتضیات الزمن والمستجدات علی الساحة الجهادیة. وقد مرّت مقاومة المجاهدين للمحتلين بأطوار عدّه بدءاً من المواجهات بالأسلحة الخفیفه ومروراً بحرب الكمائن، والاستهداف بالتفجیرات، والهجمات الفدائیة الانغماسیة علی قواعد العدوّ العسكریة ومراكزه الأمنیة، ووصولاً إلی حرب الجبهات.

وكانت تجربة إنشاء المعسكرات لإعداد المجاهدین في إطار اللجنة العسكریة من أفضل إنجازات الإمارة الإسلامیة في تقویة الصف الجهادي ضدّ العدوان الأمریكي.

وقد كان لمعسكرات الإعداد تأثير إیجابي قوي في إعداد المجاهدین معنویاً وخُلُقیا وبدنیاً وفي مجال التعامل الاجتماعي مع الشعب. وكان من فضل الله تعالی وثم تأثیر التربیة في هذه المسكرات أن لم یقدر العدوّ علی التأثیر على أفكار المجاهدین وزرع الفرقة في صفوفهم علی الرغم من استعماله مختلف أنواع وسائل التأثیر. وبفضل الله تعالی ثم بفضل الإعداد في مثل هذه المعسكرات نفّذ المجاهدون عملیات معقّدة وعالیة المستوی علی أهمّ الأهداف بكل نجاح ومهنیة مما جعل العدوّ في حیرة وارتباك من أمره وفقدان للمبادرة في الحرب.

إنّ إعداد المجاهدین الاستشهادیین الفدائیین في المعسكرات الجهادیة كان الوسیلة العملاقة التي أعجزت القوة العسكریة لتسعة وأربعین دولة غربیة عن مقاومة المجاهدین، ولازال العدوّ في عجزه عن مقاومة هذه القوة العسكریة والإیمانیة العملاقة. وبالإضافة إلی إعداد الفدائیین في هذه المعسكرات فإنّ إنشاء الفرق العسكریة الجهادیة في جمیع ولایات البلد والخوض بها في المعارك بشكل نظامي وبروح قتالیة عالیة تحت قیادة جهادیة مدبّرة كانت هي الوسیلة الجهادیة الأخری التي رجّحت كفة المجاهدین وزادت من مؤشر الخسائر في صف العدوّ الأجنبي والمحلي.

ولنعرّف قرّاءنا الأكارم بأحد مصانع الرجال، نقدّم لهم هذا التقریر الذي أعددته أنا (إلياس عاصم) مراسل مجلّة (الصمود) عن معسكر خالد بن الولید رضي الله عنه بعد جولتي في المعسكر وبعد لقائي بالمسؤولين والمدرّبين والمتدرّبين للإطّلاع علی أسالیب التربیة والإعداد ومجربات الأمور فیه.

وصلنا إلی المعسكر بعد المرور علی كثیر من الإجراءات الاحتیاطیة والأمنیة المتّخذة في الأحزمة الأمنیة المحیطة بالمعسكر، كان المعسكر في موقع أمني شدید الحراسة، وكان لا یُمسح لأحد بالدخول إلیه إلا للمعنیین بالأمر من مسؤولي الإمارة الإسلامیة العسكریین.

كان المعسكر يشمل جمیع المرافق الضرورية من السك، ومیدان التدريب، ووجود الكهربا الدائمة، والمطبخ، والبیئة المناسبة للأوضاع الجویة المتغیرّة في الصیف والشتاء.

صادف وصولنا إلی المعسكر وقت إجراء المجاهدین التدریبات العسكریة، كان المجاهدون يتدرّبون في صفوف مرتّبة تحت إشراف مدرّبیهم، الجمیع كانوا یرتدون زیّا عسكریاً موحّداً، وكانوا یمارسون مختلف التمارین مصحوبة برفع صیحات (الله أكبر).

أثناتجوالنا في المعسكر أجرینا ثلاثة لقاءات: أحدها بمسؤول المعسكر، والآخر بأحد المدرّبين، والثالث بواحد من المجاهدین المتدربین فیه، نقدمها فيما يلي لقرّاء (الصمود) واحداُ تلو الآخر:

أوّلاً- مع مسؤول المعسكر (حاجي آغا) :

مراسل الصمود: كیف تم إنشاء هذا المعسكر؟ ومتى؟ وما مدی اهتمام الإمارة الإسلامیة بمعسكرات التدریب؟

حاجی آغا: نحمده ونصلي علی رسوله الكریم وبعد:

في البدایة كان يتمّ إعداد المجاهدین في مجموعات صغیرة بشكل متشتث في ساحات القتال، ولكن فیما بعد تدارك مسؤولوا الإمارة الإسلامیة هذا الأمر واهتموا بفتح معسكرات التدریب، فكان لها التأثیر الإیجابي القوِي في تسریع سیر الجهاد والرقي بمستوی الكفاءة العسكریة والقتالیة للمجاهدین.

بعد أن سلّمتني الإمارة الإسلامیة مسؤولیة تأسیس هذا المعسكر، أحببت أن ألتقي بأميرالمؤمنین الملا أخترمحمد منصور حفظه الله وأوضّح له متطلبات المعسكر فوجدته أكثر حماسة مني لأمر إنشاء المعسكرات؛ لأنه كان یدرك أهمیة مثل هذه المعسكرات لكونه هو نفسه متدرباً في جهاده في مثل هذه المعسكرات الجهادیة، فوفّر لنا جمیع المتطلبات، وأمدّنا بجمیع ما كنا نحتاج إليه، وبدأنا العمل في هذا المعسكر منذ عامین وستة أشهر، وقد خرّجنا حتی الآن 12 دفعة بمعدّل خمس د فعات في كل سنة، ولم نواجه بفضل الله تعالی أیة صعوبة في تسییرنا لأمور المعسكر.

مراسل الصمود: ماهي أهم عوامل النجاح في المعسكرات الجهادیة التي أمدّت الجبهات الجهادیة بطاقات وكفاءات جهادیة قویة؟

حاجي آغا: أهمّ العوامل في نجاح المعسكرات هي:

1 – اهتمام القیادة بأمر المعسكرات.

2 – توظیف المدربین الأكفاء ضمن إدارة واعیة ومتخصصة في أمور المعكسرات الجهادیة.

3 – مشاركة التجارب بین المعكسرات الجهادیة في جمیع ما یرتبط بشؤون المعسكرات.

4 – اختیار المتدّرین من ذوي الكفاءات المناسبة.

5 – الاهتمام بالتربیة الدینیة والخُلُقیة والاجتماعیة إلی جانب الإعداد في الأمور القتالیة والأمنیة.

مراسل الصمود: ما الذي یوطّد علاقة المتدرّبين الجدد بالمدرّبين في المعكسر؟

حاجی آغا: المعاملة الحسنی من المدرّبين تجاه المتدرّبين، والعیش في جوّ من التآخي والتفاني، والابتعاد عن الغلظة والجلافة التي یشهدها العسكرعادة في الجیوش الحكومیة وغیرها من الجهات الثوریة. وهذا لا یعني إهمال جانب التأدیب والجدّیة في العمل وتنفیذ الأوامر. وقد رأینا الأثر الإیجابي لهذا التعامل المفعم بروح الأخوة والعاطفة الإیمانیة بین المدربین والمتدربین في معسكرنا، وشاهدنا أنّ المتدرّبین في وقت وداعهم لأساتذتهم لا یتمالكون أنفسهم من البكاء لفراق أساتذتهم.

مراسل الصمود: ماهي أهم الصفات التي ترون ضرورة توفرها في مدّربي معسكركم؟

حاجی آغا: المدّربون عندنا هم ممن لدیهم العلم الشرعي، وهم ممن أمضوا عمراً طویلاً في الجهاد، وهم بفضل الله تعالی یتمتّعون بالحنكة العسكریة، والتديّن والخوف من الله تعالی، ویتحلّون بالحلم والنَفَس الطویل، ويدركون مخططات الكفار ضدّ المسلمین، ولديهم القدرة عل التحدّث بعدّة لغات أفغانیة، وهذا مما یسهّل قیامهم بتعلیم وتدریب أبناء مختلف اللغات الأفغانیة كلاً بلغته.

ومن خریجي معسكرنا من وظفناهم مدرّبین في معكسراتنا الفرعیة الأخری التي فتحناها في مختلف ولایات أفعانستان.

مراسل الصمود: حبّذا لو ذكرتم بعض المعلومات عن الجانب اللوجستي للمعسكر؟

حاجی آغا: جزى الله تعالی الإخوة المسؤولین في اللجنة العسكریة في الإمارة الإسلامیة خيراً فهم یوفّرون للمعسكر جمیع حاجاته. الطعام عندنا یتعیّن نوعه وكیفيته بمشورة خبیر الأغذیة، ویراعی فیه الجانب الصحي والجانب الغذائي بإهتمام كامل. واللباس العسكري عندنا هو من تصمیمنا الخاص الذي روعیت فیه الأوضاع الجویة والأحكام الشرعیة والعرف الأفغاني. ولدینا مستوصف طبي یعمل فیه المسؤولون الصحیِّين وتُقدَّم فیه للمجاهدین الإسعافات الأولیة وبعض الخدمات الطبیة الأوليّة.

مراسل الصمود: وماذا عن المنهج التعلیمي؟

حاجي آغا: المنهج التعلیمي عندنا یشمل العلوم الدینیة والعلوم العسكریة. ففي جانب التربیة الدینیة ندرّس المتدربین من القرآن الكريم سورتي الأنفال والتوبة، وفي الحدیث الشریف ندرسهم كتابيّ (الإمارة والقضاء) و(كتاب الجهاد) من كتاب مشكاة المصابیح، وندرّسهم سیرة النبي صلی الله علیه وسلم، وفي الفقه يدرسون مسائل فقه الجهاد.

وأما في الجانب العسكري ندرسهم الأسلحة الخفیفة والثقیلة الموجودة لدی المجاهدین، ندرّسهم المتفجرات وصناعة الألغام، وعلم الأمنیات والاستخبارات، وعلم الخرائط العسكرية، والـ (جی بي إس) ووسائل الإتصال وغیرها من المعلومات العسكریة التي تلزم المجاهدین في حیاتهم الجهادیة مثل الإسعافات الطبیة الأولیة.

وإلي جانب المنهج العلمي هناك التمارین الریاضیة المتنوعة للحصول علی اللیاقة البدنیة والتغلب علی الصعاب في الحیاة الجهادیة. ونقدم جمیع هذه الدروس والتمارین للمجاهدین ضمن جدول تنظیم الأوقات الذي ینظم حیاة المجاهد المتدرّب في المعسكر خلال أربع وعشرین ساعة.

مراسل الصمود: ماهو عدد خریجي معسكركم؟ وما تأثیرهم علی سیر القتال في الجبهات؟

حاجي آغا: عدد خرّیجینا حتی الآن هو 3000 مجاهد. وتأثیراتهم علی الجبهات العسكریة قوية وتتمثل في المجالات التالیة:

1 – المهنیة في القتال والتعامل الأنسب مع العدوّ.

2 – تأسیس مراكز التدریب والإعداد الفرعیة في الولایات.

3 – تقویة صفوف المجاهدین وتقلیل الخسائر في صفوفهم، ورفع مؤشّر الخسائر في صفوف العدوّ.

4 – تحسّن التنظیم والإدارة في صفوف المجاهدین، والتقلیل في مصاریف المجاهدین.

مراسل الصمود: من هم الملتحقین بمعسكركم؟ وماهي الوظائف التي یتولونها في صفوف الجهاد بعد التخرّج؟

حاجي آغا: في البدایة كان معظم الملتحقین بالمعسكر من المجاهدین العادیين، ولكن فيما بعد ركّزنا جهودنا علی المسؤولین وقادة المجموعات وعلماء الشرع لكون جمیع هؤلاء مؤثرین في غیرهم من المجاهدین. ومن ناحیة العمر فإن الملتحقین بالمعسكر من متخلف الفئآت العمریة، إلاّ أنّ معظمهم من فئة الشباب.

وبفضل الله تعالی ثم بفضل تدرّب الشباب الأكفاء عندنا استطعنا أن نفتح أربعة معسكرات أخری في أقالیم أخری وهي: معسكر سعد بن أبي وقاص، ومعسكر أبي عبیدة بن الجراح، ومعسكر الزبیر بن العوام، ومعسكر أبي دجانة رضي الله تعالی عنهم أجمعین. ولا یخفى علیكم أنّ إقامة المعسكرات وتمویلها وتسییر أمورها والحفاظ علی أمنیاتها لیست بالأمور الهیّنة، ولذلك هي تحتاج إلی زمن وإلی كفاءات ومصاریف كبیرة.

مراسل الصمود: ماهي التأثیرات الفكریة والمعنویة لتربیتكم على أفكار المجاهدین وسلوكهم؟

حاجي آغا: یزداد المجاهدون قناعة بجهادهم وثقة بعدالة قضیتهم، ویزدادون معرفة بمخططات ومؤمرات أعدائهم، ويزداد يقينهم بنصرالله تعالی لهم. وقد شاهدنا في معارك (هلمند) و(كندز) كیف استطاع عدد قلیل من المجاهدین أن یهزموا عدوّهم الذي يفوق عدد جنوده أضعاف عدد المجاهدین في تلك المناطق. ولا شك أنّ التربية الروحیة الإیمانیة تزید من صبرالمجاهدین علی المحن وعلی تحمّل خشونة العیش، ولذلك یجب أن یزداد اهتمام المسؤولین بأمرالمعسكرات ومراكز التدریب.

ثانياُ- مع أحد مدرّبي المعسكر (عمر خالد) :

و أثناء زیارتنا لمعسكر خالد بن الولید رضي الله تعالی عنه التقینا بأحد المدرّبین وهو الأستاذ (عمر خالد) من أبناء ولایة (سرپل) في شمال أفغانستان، فكان لنا معه الحوارالقصير التالي حول أمور التدریب في المعسكر:

مراسل المصود: ماهو الدافع لاختیاركم وظیفة التدریب الشاقة في المعسكر؟

عمر خالد: كنت قد وقعت أسیراً بید العدوّ، وأثناء مكوثي في السجن أدركت بأنّ المجاهدین بحاجة ماسّة إلی التدرّب الجید للقیام بالتعامل الحربي الأنسب مع العدوّ، فقرّرت هنالك في السجن بأنني إن فرّج الله تعالی عني وخرجت من السجن فسأتخصص في التدریب الجهادي العسكري، وسأدرّب إخواني المجاهدین لتأهیلهم الجید للجهاد ضدّ أعداء الله تعالی. وحین منّ الله تعالی عليّ بالخروج من السجن توجهت بالفعل إلی المعسكر، واشتركت في عدّة دورات، وبعد تخرّجي كلّفني مسؤولوا الإمارة الإسلامیة بالتدريب في هذا المعسكر، أسأل الله تعالی أن يتقبّل مني.

مراسل الصمود: بما أنكم من شمال أفغانستان ومن غیر أهل هذه المنطقة، وكذلك من غیر أهل لغة هذه المنطقة، فهل تُحسّ بالغُربة أو تلقی معاملة لا تعجبك؟

عمر خالد: بفضل الله تعالى ثم بفضل التربیة الإسلامیة التي یتربی علیها المجاهدون وطلبة العلم في الجبهات والمدارس والأوساط الجهادیة لا یُتحدّث عن التعصبات القومیة أو اللسانیة أوغیرها. إننا نعیش بالإسلام وللإسلام وبروح الأخوة الإسلامیة. إننا جمیعاً بفضل الله تعالی مسلمون ومجاهدون وأفغان. ومع أنني أنتمي إلی قومیة (الأزبك) إلاّ أنني أعیش بین بقیة أخواني من جمیع القومیات فرحاً مبسوطاً ولا یوجد أيّ تفاضل أو تفاخر بین جنود الإمارة الإسلامیة علی أساس اللغة أو القوم. وما إشاعات الأعداء في هذا المجال إلا محض كذب وافتراء یریدون بها تفریق صفوف المجاهدین. إلا أنهم لن ینجحوا بفضل الله تعالی في تنفیذ مثل هذه المؤامرات.

مراسل الصمود: كیف تقیّمون نتائج عملكم في جبهات القتال في الولایات؟

عمر خالد: إنّ عملنا بفضل الله تعالی أثمر في الجبهات الجهادیة، وقد ظهرت آثار تدریبنا للمجاهدین في انتصارات المجاهدین ومكتسباتهم الجهادیة في المعارك الأخیرة في ولایات (هلمند) و(فراه) و(فاریاب) و(سرپل) و(جوزجان) و(كندز) و(تخار) و(بدخشان) وغیرها من الولایات. وهناك تحسّن واضح وملموس في أوضاع المجاهدین علی العموم.

ثالثاً- مع أحد المتدرّبين في المعسكر (المولوي همایون) :

ولنكون قد قدّمنا صورة كاملة من جمیع الأبعاد، فقد أجرینا الحوار التالي مع أحد المتدربین في المعسكر:

مراسل الصمود: حبّذا لو قدّمتم نفسكم لقراء مجلة (الصمود).

المولوي همایون: اسمي المولوي همایون من مدیریة دشت أرچی بولایة (كندز) في شمال أفغانستان. تخرّجت في المدرسة الشرعیة، وأحببت أن أكون مدرّباً عسكریاً أیضاً إلی جانب كوني مدرّساً للعلوم الشرعیة، فأرسنلي المسؤولون للتدرّب وتعلّم العلوم العسكریة في هذا المعسكر لأتمكن من الخدمة في مجال الإعداد وتربیة المجاهدین في ولایتي.

مراسل الصمود: بما أنكم من علماء الشرع فلو تفضّلتم لنا ببیان مكانة الإعداد العسكري في الجهاد، وبتوصیتكم للعلماء الشباب في هذا المجال.

المولوي همایون: إنّ الإعداد العسكري قدر المستطاع واجب علی كل مسلم وبخاصة علی المجاهدین في سبیل الله تعالی، لأنّ الله تعالی كما أمر المسلمین بإقامة الصلاة كذلك أمرهم بالجهاد في سبیله وبالإعداد للجهاد. وتوصیتي للعلماء الشباب أن یتدرّبوا في المعسكرات، لأنّهم أحسن فهما من غیرهم، وهم كذلك أكثر تأثیراً في الناس وفي المجاهدين، فلیكونوا قدوة لهم في هذا المجال أيضاً كما هم قدوة في مجال العلم الشرعي وبیان الأحكام الدینیة.

مراسل الصمود: كیف تجدون تعامل المسؤولین والمدرّین معكم في المعسكر؟

المولوي همایون: المسؤولون والمدرّسون یعاملوننا معاملة كلها أخُوّة ورحمة، والجمیع هنا یعیشون في جو من التآخي والتفاني، وقد جمعهم حب الدین والجهاد في هذا المكان. المسؤلون یوفّرون لنا جمیع ما نحتاجه، والأساتذه حریصون علی تعلیمنا. العقابات التي یعاقب بها المدرّبون إخوانهم المتدرّین في حال صدور مخالفات منهم هي أیضاً لیست من النوع القاسي، بل هي مما يتناسب مع طبیعة تدریباتنا العسكریة مثل الجري، أو إجراء حركات معیّنة، أو رفع الأثقال، وهي كلها تعود بالفائدة علی المتدرّین.

مراسل الصمود: ما الذي غیّره فیكم التدریب في المعسكر؟ وماذا ستفعل بعد التخرّج؟

المولوي همایون: قبل التدریب كنت مقتنعاً بأن أكون مجاهداً عادیاً، ولكن بعد التدرّب والعيش في المعسكر تقوّی لدي حِسّ الشعور بالمسؤولیة، فعزمت علی إنشاء معسكر للتدریب في ولایتي، وسأوفّر إن شاء الله تعالی فرصة التدرّب لبقیة إخواني المجاهدین، وقد استشرت في هذا الأمر عدداً من الإخوة المجاهدین، ووعدني المسؤولون بمساعدتي في القیام بهذا المشروع.

وبهذا اللقاء المختصر نختم تقریرنا عن معسكر خالد بن الولید رضي الله عنه علی أمل أن تنتظم صفوف المجاهدین أكثر، وأن تتوفر مزید من الفرص للتدریب والإعداد أمام إخواننا المجاهدین الجدد إن شاء الله تعالی.