حوار العدد: عضو فريق المفاوضات للإمارة الإسلامية السيد أنس “حقاني” في حوار مع مجلة الصمود: الإمارة الإسلامية متعهدة بتنفيذ اتفاق إحلال السلام واتخذت خطوات جدية بهذا الشان.

  في سلسلة الحوارات مع مسؤولي الإمارة الإسلامية استضفنا هذه المرة عضو فريق المفاوضات السيد أنس “حقاني”، وتحدثنا معه حول المستجدات السياسية الأخيرة في أفغانستان وندعوكم إلى قراءة الحوار.   مجلة الصمود: مضت قرابة ثلاثة أشهر منذ توقيع اتفاقية إحلال السلام بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة، من وجهة نظرك ما هي الآثار الإيجابية بشكل عملي […]

 

في سلسلة الحوارات مع مسؤولي الإمارة الإسلامية استضفنا هذه المرة عضو فريق المفاوضات السيد أنس “حقاني”، وتحدثنا معه حول المستجدات السياسية الأخيرة في أفغانستان وندعوكم إلى قراءة الحوار.

 

مجلة الصمود: مضت قرابة ثلاثة أشهر منذ توقيع اتفاقية إحلال السلام بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة، من وجهة نظرك ما هي الآثار الإيجابية بشكل عملي لهذه الاتفاقية داخل أفغانستان؟

أنس “حقاني”: بسم الله الرحمن الرحیم. الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله و على آله ومن والاه وبعد.

بادئ ذي بدء يجب أن أقول أن توقيع الاتفاق بين إمارة أفغانستان الإسلامية وبين أمريكا كان خطوة مهمة اتخذت في سبيل إنهاء الحرب والاحتلال الأجنبي في أفغانستان.

الإمارة الإسلامية متعهدة بتنفيذ بنود اتفاق إحلال السلام وقد اتخذت خطوات جدية في هذا السبيل.

على الرغم من أن إدارة كابول تضع العراقيل أمام تنفيذ اتفاقية الدوحة، ولكن مع ذلك نشاهد آثارها الملموسة؛ على سبيل المثال: تحرير قرابة ألفي سجين للإمارة الإسلامية، وانخفاض نسبي في الغارات الجوية الأمريكية والمداهمات الليلية على المناطق القروية.

 

مجلة الصمود: من وجهة نظركم لماذا تخلق إدارة كابول العوائق في سبيل تنفيذ هذه الاتفاقية؟

أنس حقاني: تعتبرإدارة كابول تنفيذ اتفاق إحلال السلام بين الإمارة الإسلامية وأمريكا سبباً لفنائها واضمحلالها، لأنها أُنشئت لتخوض حرباً بالوكالة وتتسلم التمويل الهائل لأداء هذه المهمة.

ولو انتهت الحرب اليوم في أفغانستان؛ فسوف تنتهي تلقائياً مهمة إدارة كابول، مما تعتبره الأخيرة سبباً لزوالها وتلاشيها.

لذلك تسعى إدارة كابل لخلق العوائق ووضع العراقيل في سبيل تنفيذ اتفاق إحلال السلام.

 

مجلة الصمود: انعقاد اجتماعات الحوار الأفغاني-الأفغاني كان من ضمن بنود هذا الاتفاق، فما هي الاجراءات التي اتخذت لتنفيذ هذا البند؟

أنس حقاني: لقد روعي الترتيب الزمني لتنفيذ بنود اتفاق إحلال السلام، ووفقا له سينعقد اجتماع الحوار الأفغاني-الأفغاني بعد إطلاق سراح 5000 سجين للإمارة الإسلامية.

وقد طالبت الإمارة الإسلامية بجدية في جلساتها مع الجهة الأمريكية أن تضغط على إدارة كابول لتعجيل وتسريع عملية إطلاق سراح الاسرى.

إن إطلاق سراح 6000 سجين للطرفين (الإمارة الإسلامية وإدارة كابول) يعد خطوة مهمة في سبيل تحقيق السلام وبتمامها تبدأ مرحلة الحوار الأفغاني-الأفغاني.

 

مجلة الصمود: كيف تقيّمون دور دولة قطر في توقيع اتفاق إحلال السلام بين الإمارة الإسلامية وأمريكا؟

أنس حقاني:  إن دوردولة قطرفي توقيع اتفاقية السلام بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة كان إيجابيا وفعالا.

لقد وقفت دولة قطر بصفتها دولة مسلمة بجانب الشعب الأفغاني المسلم في أوضاع الاحتلال الصعبة؛ أداءً لمسؤوليتها الإسلامية والأخلاقية، وهيأت إمكانيات النشاط للمكتب السياسي للإمارة الإسلامية في الدوحة، وعبر هذا المكتب وفّرت التسهيلات اللازمة لإبرام هذا الاتفاق مع أمريكا.

الإمارة الإسلامية والشعب الأفغاني ككل يشكرون قطر لأجل موقفها الإنساني والأخلاقي هذا.

وإلى جانب دولة قطر، هناك دول أخرى بذلت جهودها في سبيل توقيع هذا الاتفاق التاريخي، تشكرها الإمارة الإسلامية وتثمّن مساعيها الإنسانية.

 

مجلة الصمود: بعد هجمات كابول ونانجرهار الدموية، أمر رئيس إدارة كابول جنوده بالتحول من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم، أليس هذا العمل إعلان خلاف صريح لاتفاق السلام؟

أنس حقاني: كما قلت لكم أن إدارة كابول أنشئت لإنجاز العمل الإجرامي ألا وهو الحرب بالوكالة فقط، وستسعى جاهدة للنجاح في مهمتها هذه.

ولكن لو كانت هناك جدية وفعالية في تنفيذ اتفاق السلام بين الأطراف المهمة (الإمارة الإسلامية – أمريكا) لم يكن هناك أي أثر لمخالفة إدارة كابول ووضعها للعراقيل.

 

مجلة الصمود: تم استهداف جنازة في نانجرهار ومستشفى في كابول بهجمات دموية، وقد تبنت داعش هجوم نانجرهار رسمياً، وأما الإمارة الإسلامية فأدانت كلا الهجومين وأظهرت براءتها منهما، لكن رغم ذلك اتهم أشرف غني الإمارة الإسلامية بهذين الهجومين. من وجهة نظركم ما هو سبب وقاحته هذه؟

أنس حقاني: إن إدارة كابول وزعيمها يعيش في عزلة سياسية، في الداخل يصارعه المعارضون السياسيون، وفي الخارج يتلقى ضربات مجاهدي الإمارة الإسلامية القاصمة.

وهذه الأوضاع السياسية والعسكرية غيرالمواتية أجلبت عليه القلق والتوتر النفسي، وهو في معركة دائمة للاحتفاظ بسلطة الحكم.

ولذلك يدلي في كثير من الأحيان بتصريحات غير مبررة سياسياً ومنطقياً، وهذه التهمة أيضا من جملة التصريحات غير المبررة.

والحقيقة أن إدارة أشرف غني هي من أنقذت الدواعش المحاصرين من ضربات مجاهدي الإمارة الإسلامية في محافظة جوزجان، وهيأت أربع مرات الملاجئ الآمنة للدواعش المستسلمين في ولايتي نانجرهار وكونار، والآن تمهّد السبيل لمماراساتهم الإجرامية في كابول والمناطق الكثيرة الأخرى.

والإمارة الإسلامية تقارع إدارة كابول إضافة إلى داعش، والحمد لله ألحقت بهم خسائر في المناطق التي كان لهم تواجد نسبي فيها كما ألحقت الخسائر بإدارة أشرف غني العميلة.

 

مجلة الصمود: في الختام نشكركم على إعطائكم فرصة للحوار رغم مسؤولياتكم الكثيرة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه وأن يحقق أمانيكم.

أنس حقاني: شكرا، لكم أنتم و جزاكم الله خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.