حوار مع المسؤول الجهادي العام لولاية غزني حول كسر سجن ولاية غزني

أجری الحوار: حبيب مجاهد  فی الیوم الرابع عشر من شهر سبتمبر كسر المجاهدون السجن المركزي لولایة غزني في عملیة تكتیكیة خاصة وحرّروا مئآت المجاهدین المسجونین وغیرهم. وبما أنّ عملیة كسر سجن غزني المركزي كانت من أهمّ العملیات في سلسلة (عملیات العزم) أجرت مجلة (الصمود) حواراً حول هذا الحدث العظیم الهام مع المسؤول الجهادي العام لهذه […]

أجری الحوار: حبيب مجاهد

 فی الیوم الرابع عشر من شهر سبتمبر كسر المجاهدون السجن المركزي لولایة غزني في عملیة تكتیكیة خاصة وحرّروا مئآت المجاهدین المسجونین وغیرهم. وبما أنّ عملیة كسر سجن غزني المركزي كانت من أهمّ العملیات في سلسلة (عملیات العزم) أجرت مجلة (الصمود) حواراً حول هذا الحدث العظیم الهام مع المسؤول الجهادي العام لهذه الولایة الشیخ محمد قاسم صميم وإلیكم نص الحوار:

الصمود: فضیلة الشیخ محمد قاسم صمیم نرحب بكم علی صفحات مجلة الصمود، وفي البدایة نودّ أن تقدّموا لقرائنا بعض المعلومات عن سجن غزني المركزي وعن موقعه في مركز هذه الولایة.

محمد قاسم صمیم: نحمده ونصلي علی رسوله الكریم، وبعد: السجن الذي كسّره المجاهدون في غزني بفضل الله تعالی هو السجن المركزي لهذه الولایة، ویقع في منطقة (ده خدایداد) في الجنوب الشرقي من مدینة (غزني) و یبعد عن مقرّ الولایة مسافة 2 كلم فقط. كان السجن یُحرس بحراسة مشدّدة، وقد أحیط بطوق من النقاط الأمنیة.

الصمود: كیف كانت خطّة كسر هذا السجن؟ وماهي ترتیبات العملية بالتفصیل؟

محمد قاسم صمیم: قبل حوالي أحد عشر شهراً بدأنا بالتخطیط لكسر هذا السجن، وكنا نمضي في الإعداد لهذا الهدف قُدُماً بشكل تدریجي إلی أن أكملنا جمیع ترتیباتنا و جاءت مرحلة التنفیذ، وبفضل الله تعالی نفّذنا الخطة بكل نجاح، و استطعنا أن نحرّر 450 سجیناً من هذا السجن.

وكان من تفاصیل الخطة أن یشترك في العملیة 10 فدائیین و300 آخرین من المجاهدین المتمرّسین، و كان الفدائیون العشرة وأربعون أخرون من المجاهدین قد أُخبِروا مسبقاً بخطة كسر السجن و دُرّبوا بمهارات خاصة، وكانت وظیفتهم أنهم سیقتحمون السجن وفق الطریقة المعینة مسبقاً، وسیدخلون السجن و سیكسرون الزنازین وسیُخرجون المساجین منها.

كان المقرّر أن یقوم اثنان من الفدائیین باستهداف المخفر الرئیسي وأحد أبراج المراقبة بمدفع 82ملم في الساعة الواحدة لیلاً، وكانا قد أخذا تدریباً خاصاً لهذا الغرض، وبعد استهداف المخفر الرئیسي وبرج المراقبة مباشرة ستُفَجَّر الشاحنة المفخّخة التي وضع فیها عشرة أطنان من المتفجرات في البوابة الرئیسیة للسجن، وكانت قد أُوصِلَت إلی مكان قریب من الهدف، وبالتزامن مع التفجیر في البوایة الرئیسیة سیطلق المجاهدون نیرانهم علی جمیع نقاط الأمن المحیطة بالسجن لتصرفها عما سیجري في السجن، و في الوقت نفسه سیتقدّم المجاهدون الأربعون وعدد من الفدائیین إلی الباب الرئیسي للإجهاز علی من بقي حیاً من تفجیر السیارة المفخّخة وسيقومون بالقضاء علی أیة مقاومة في إدارة السجن، وكان هؤلاء أیضاً قد وصلوا إلی مكان قريب من السجن، حيث كانوا ينتظرون في نهر قريب من السجن، وإذا لم يجدوا مقاومة في البوابة الرئيسية والسجن، سيدخلون إلی عنابر السجن وسيُخرِجون المساجین وسيأخذونهم إلی السیارات التي كانت قد أعدّت لنقلهم إلی منطقة المجاهدین في مدیریة (أندر).

نفدّ المجاهدون خطّطهم كما كانوا قد رتّبوا لها مسبقاً، واستهدفوا المخفرو البوایة الرئیسیة، و فجّروا السیارة المفخخة، و بدأت العملیة الشاملة في وقت واحد علی جمیع الأهداف، واستهدف المجاهدون النقاط الأمنیة السبعة حول السجن، كما استهدفوا النقاط الأمنیة القریبة من المدینة مثل نقاط (قلعه قاضي) و(ده یك) و(سلیمانزو) و(زرگر) و(ملانوح بابا)، وكذلك بدأت العملیات الصاروخیة علی كلٍّ من مركز قیادة الأمن ومركز قوات الرد السريع ومركز القوات الأمریكیة لهذه الولایة P.R.T، ورمى المجاهدون بنیرانهم جمیع مراكز العدوّ العسكریة والأمنیة في وقت واحد، فلم تعلم قوات العدوّ الهدف الرئیسي للمجاهدین، وفي مثل هذا الوضع توجّه 9 فدائیین وأربعون مجاهداً نحو السجن، ففجّر الفدائي الأول حزامه الناسف في مكتب مدیر السجن، وتمكن الآخر من الوصول إلی المحكمة وفجرّ فیها حزامه، بینما وُجدَ الفدائي الثالث شهیداً في الغد وكان لم ینفجر حزامه، ولعلّه كان قد أصیب بنیران العدوّ أو انفجرت به قنبلته الیدویة، فكان عدد الشهداء الفدائیین أربعة فقط بمن فیهم مفجرّ الشاحنة المفخّخة. وهكذا دخل المجاهدون إلی السجن، وأخرجوا السجناء المجاهدین أوّلاً، وبما أن القسم الجنائي في السجن كان يضم بعض المجرمین من عناصر صحوات العدوّ، فقد أخذهم المجاهدون معهم كسجناء. وبهذا الترتیب أخرج المجاهدون جمیع السجناء إلی السیارات التي كانوا قد جاؤوا بها، فأوصلوا المحرّرين في البدایة إلی منطقة (كلاخیل) من مدیریة (شلگر)، ثمّ نقلوهم إلی مدیریة مدیریة (گیرو)، وهكذا نجحت العملیة بفضل الله تعالی ومنّه.

الصمود: علاوة علی كسر السجن، ماهي الأضرار الأخری التي لحقت بالعدوّ، وماهي خسائر المجاهدین في هذه العملیات؟

محمد قاسم صمیم: حین بدأت العملیة علی السجن تحركت قوات العدوّ من مركز P.R.T ومن مركز قوات الرد السریع نحو السجن، ولكنها تعرّضت في الطریق لكمین للمجاهدین، وتكبّدت تلك القوات خسائر في الأرواح، وفي موقع آخر فُجّرت ناقلة للجنود من نوع (رینجر)، وكذلك لحقت بقوات العدوّ خسائر في النقاط الأمنیة التابعة له؛ نتيجة استهداف المجاهدین لها. وأما نقطة (سلیمانزو) الأمنیة التي كانت تقع علی رأس تلّ وكانت تهدّد منطقة كبیرة ففُتحت في هذه اللیلة، وقُتِل فیها عدد من جنود العدوّ.

وفي تفجیر السیارة المفخّخة عند البوایة الرئیسیة للسجن قُتِل أكثر من أربعین جندیاً من جنود العدوّ.

وأمّا في جانب المجاهدین فقد استشهد في هذه العملیة أربعة من الفدائیین، وأصیب مجاهدان آخران بجروح طفیفة أحدهما أصیب برصاص العدو، والأخر كان قد تعثّرت رجله في الطریق، وسوی ذلك لم تكن هناك أیة خسائر أخری في صفوف المجاهدین.

الصمود: هل یمكنكم أن تحدّثونا عن نوعیة المساجین، وهل استطاع العدوّ أن یقبض علی بعضهم مرّة أخری؟

محمد قاسم صمیم: معظم المساجین كانوا من المجاهدین، والبعض منهم لم یكونوا مجاهدین بالفعل ولكنهم كانوا من المتعاونین معهم، أو كانوا من أقرباء المجاهدین الذین سجنهم العملاء لإطلاق سراحهم فیما بعد مقابل المال. إنكم تعلمون أنّ قضاة نظام العدوّ المرتشین والمدّعین الحكومیین جلعوا معاملة السجناء عملاً لكسب الأموال الكبیرة حیث یلقون القبض علی الناس ثم یطلقون سراحهم مقابل الرشاوي الكبیرة، ولكن المجاهدین حرّروا مساجین كثیرین وأنقذوهم من مخالب هؤلاء القساة.

معظم السجناء كانوا من ولایة غزني، و كان معهم سجناء آخرون من ولایات (بكتیا) و(بكتیكا) و(زابل) و(میدان وردگ)، وقد أُرسِل الجمیع إلی مناطقهم، ولم يستطع العدوّ إلقاء القبض علی أحدٍ منهم مرّة ثانية.

الصمود: علاوة علی كسر السجن في ولایة غزني، فإنّ المجاهین قاموا في هذه الولایة في هذا العام بعدّة عملیات كبیرة أخری أیضا، فحبّذا لو قدّمتم بعض المعلومات عنها لقراء مجلة (الصمود).

محمد قاسم صمیم:نعم، كان للمجاهدين في هذا العام مكتسبات كبیرة، منها إفشال عملیات العدوّ، والسیطرة علی مراكزه ونقاطه الأمنیة، وقتل جنوده  وإلحاق الأضرار بهم.

فعلی سبیل المثال بدأ العدوّ أولی عملیاتهم لهذه السنة في مدیریة (ده یك) وساق إلیها قواته من ثلاث جهات، واستمرّت عملیاته في هذه المدیریة لأسبوع كامل، ولكنّ عملیاته واجهت الفشل الذریع، وفرّ جنوده من هذه المدیریة بعد تحمّل خسائر كبیرة.

وبعد فشل عملیات العدوّ في مدیریة (ده یك) أطلق عملیات أخری في مدیریة (أندر)، ولكنه هناك أیضاً واجه مقاومة شدیدة من المجاهدین، وتحطّمت له أربع مدرعات وناقلة لجنوده من نوع (رینجر)، ولحقت بجنوده المشاة خسائر في الأرواح، و في النهایة فشلت عملیاته وانصرف من المنطقة.

وبعد عملیات العدوّ الفاشلة في مدیریة (اندر) بخمسة عشر یوماً بدأ العدوّ عملیاته الكبیرة في مدیریة (گیلان) و(ناوه)، وكان هدف العدوّ من تلك العملیات استعادة المناطق المفتوحة من المجاهدین في مدیریة (ناوه)، فاستمرّت عملیاته في تلك المنطقة لعشرین یوماً، واستعمل العدوّ كل قوّته ووسائله، إلا أنه لم یقدرعلی استعادة المناطق مع أنه كان قد سیطر علی مبنی المدیریة لفترة وجیزة ولكن بسبب المقاومة الشدیدة التي وجدها من المجاهدین وبسبب التفجیرات الخطیرة علی وسائل نقله اضطر لسحب قواته من المدیریة من غیر أن یكسب شیئاً من عملیاته.

إن إفشال عملیات العدوّ الكبيرة في مدیریات هذه الولایة كان من إنجازات المجاهدین الكبيرة في هذا العام. وعلاوة علی إفشال عملیات العدوّ في المدیریات فإنّ المجاهدین -بنصرالله تعالی لهم- فتحوا في هذه السنة مدیریة (خوجیاني) بشكل كامل، وهي المدیریة الرابعة بعد مدیریات (رشیدان) و(زنه خان) و(ناوه) التي تخضع بشكل كامل لسیطرة المجاهدین. وكذلك أجری المجاهدون في هذا العام عملیات جهادية متكرّرة في مدیریتيّ (واغز) و(گیرو)، وأملنا في الله تعالی كبیر في فتح هاتین المدیریتین أیضاً.

علاوة علی ما ذكر سابقا فإنّ عدداً من مراكز العدو المهمّة  قد فتحت بأيدي المجاهدِين في الأشهر الماضية في مديريات (گيلان) و(آب بند) و(قره باغ) و(اندر) و(ده يك)، وقُتل فيها أهم قادة ومليشيات العدوّ، واضمحلّت قوته في تلك المناطق.

وكذلك قام المجاهدون خلال الأشهر الماضية من هذا العام بـ 45 هجمة علی الأهداف المعيّنة داخل مدينة غزني وقُتِل فيها أهم أفراد العدوّ. ويجدر بالذكر أنّ المجاهدين غنموا غنائم كثيرة في انتصاراتهم علی العدوّ في هذا العام.

و إلی جوار العمليات القتالية فقد استطاع المجاهدون -من خلال برنامج دعوة جنود العدوّ- إقناع 120 من أفراد قوات العدوّ وأفراد مليشياته المحلّية بترك صف العدوّ، وقد بذل لهم المجاهدون الأمان في الأرواح والأموال.

الصمود: وفي النهاية ما هي رسالتكم الأخيرة عبر صفحات مجلة الصمود؟

محمد قاسم صميم: رسالتي للمجاهدِين هي أن يعتبروا صفّ الإمارة الإسلامية المتّحد نعمة لهم من الله تعالی، ولولا وحدة الصف هذه لواجه المجاهدون فوضی وفتناً كما جرّبناها في الجهاد السابق. فيجب علی المجاهدين أن يبتعدو عن جميع الفتن والخلافات لإنهاء معاناة هذا الشعب المسلم، ولأجل تحقيق أهداف الجهاد وإقامة نظام شرعي متّحد آمن. فليتجنّبوا جميع الخلافات التي تؤجّجُ نارها من الداخل والخارج من قِبَل من يعملون لصالح الأعداء.

ورجائي من الشعب أن يزيدوا من مؤازرتهم للمجاهدين، وأن يعتبروا الجهاد فريضة من الله تعالی، وأن يعلموا أنّ الجهاد ليس وظيفة الطالبان فقط. وفي الأخير أطمئن الجميع بأنّ زمن هزيمة الأعداء وإقامة النظام الإسلامي قد اقترب إن شاء الله تعالی، وما ذلك علی الله بعزيز.