حوار مع المسؤول الجهادي لولاية هلمند “الحاج الملا عبد المنان آخند” حفظه الله

زبير مسافر: سماحة الوالي، قبل كل شيء نرحب بكم ونرجوا أن تكونوا بأتم صحة وعافية، وأن تكونوا ناجحين في شؤونكم الجهادية. قبل أيام أشاعت المخابرات والمسؤولون الأمنيون في إدارة كابول العميلة شائعة مقتلكم، وهاهم اليوم لفّقوا بياناً مزوراً ونسبوه إليكم، وجاء في هذا البيان: أنك غير راض عن القرارات الأخيرة لقيادة الإمارة الإسلامية من تغيير […]

زبير مسافر: سماحة الوالي، قبل كل شيء نرحب بكم ونرجوا أن تكونوا بأتم صحة وعافية، وأن تكونوا ناجحين في شؤونكم الجهادية.

قبل أيام أشاعت المخابرات والمسؤولون الأمنيون في إدارة كابول العميلة شائعة مقتلكم، وهاهم اليوم لفّقوا بياناً مزوراً ونسبوه إليكم، وجاء في هذا البيان: أنك غير راض عن القرارات الأخيرة لقيادة الإمارة الإسلامية من تغيير وإبدال المسؤولين الجهاديين لبعض الولايات، وكذا قيل فيه بأنه قد كثرت الخلافات والانشقاقات بين مجاهدي الإمارة الإسلامية، وأن صف الإمارة الإسلامية لم يعد واحداً، وغير ذلك من الترهات والأكاذيب الأخرى، ولعلكم شاهدتم هذا البيان، فما هو ردة فعلكم حول هذه المحاولات اليائسة للعدو؟

 

الحاج ملا عبد المنان اخند:

نعم لقد سمعت من الإخوة أنه قد أشيعت هذه الشائعة، ولفقوا علي هذه الكذبة مع أنه لم يكن لي علم بها، والحقيقة أنه ما دامت روحي في جسدي وما دامت دمائي في عروقي فلن أتقاعس عن مقارعة المحتلين الصليبيين وأذنابهم إن شاء الله العزيز، ولن أكل ولن أمل عن الجهاد في سبيل الله، ولست مستعدا للكفاح أثناء المسؤولية الجهادية لولاية هلمند أو إمارة أخرى فقط، بل لو عزلتني القيادة وأصبحت مجاهداً عادياً وبقيت عندي بارودتي وجعبتي هذه فقط فبإذن الله أنا سأقاتل تحت راية الإمارة الإسلامية كفرد عادي، وسأواصل جهادي ضد المحتلين وعملائهم إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

وأما بالنسبة لشائعة استشهادي ومقتلي وحتى إن قٌتلت ومت لا ينبغي لكم أن تفرحوا وتحتفلوا بمقتلي، فلقد ربّت الإمارة الإسلامية جيلاً من القادة الأبطال والحمد لله، فلو قتلت أو مت سيأتي قائد آخر ويرفع راية التوحيد، إن المضحين لأجل دين الله هنا كثيرون ويقدمون خدمات جليلة لنصرة الإسلام وأهله، ولن يتحقق حلمكم بإحداث ضعف ووهن في صف الإمارة الإسلامية بسبب مقتل قائد من القادة الميدانيين إن شاء الله تعالى، بل سيظل صرحها شامخاً وسيستمر الجهاد ضد الاحتلال وعملائه، لأن الجهاد فريضة إلهية عظيمة على كل مسلم قادر عليه.

وأنا شخصياً أتمنى أن أسلم روحي لبارئها وقطرات دمائي وذرات لحمي منتشرة ومتناثرة على وجه الأرض، أقضي ليالي وأياماً في ساحات الوغى وجبهات القتال المحتدمة متمنياً أن يكرمني الله بشهادة مقبولة في سبيله، أتمنى أن يسقيني الله من جام الشهادة، ونسأل الله أن يتقبلني في عداد الشهداء.

 أنا أرحب بالشهادة في سبيل الله في أي وقت وأشتاق إليها، وأخوض غمار المعارك طلبا للشهادة، ولكن والله عار عليهم أنهم يروجون خبراً كاذباً عن مقتل قادة المجاهدين أربع أو خمس مرات، فعليهم أن يستحيوا وأن يكفّوا عن تلفيق التهم والإفتراءات وللأسف بعض وسائل الإعلام لا هم لها إلا نشر الأكاذيب وبث الدعايات التي ينفخ فيها المحتلون وعملاؤهم.

وأما ادعاءهم بأن هناك خلافات ومشاكل حدثت بيني وبين قيادة الإمارة الإسلامية فهذا كذب صراح، والحمد لله إني أقدم الخدمات الجهادية تحت راية الإمارة الإسلامية ولحد الآن لم أتصور يوماً ما هذه الأشياء، وإن استأمر علي من هو أدنى مني سأطيعه ولن أنازعه، فضلاً عن القيادة الحالية للإمارة الإسلامية والذين هم أساتذتي وأمرائي وبايعتهم على السمع والطاعة، وسأفي بها إن شاء الله ما لم أر كفراً بواحاً.

فليس لي أي اعتراض على قراراتهم، بل ليست عندي إرادة الخلاف معهم أصلاً، وأسأل الله أن لا يوفقني لذلك ماداموا ثابتين على الحق، بل إن رأيت هناك أحداً يسعى لإحداث الفرقة وإثارة الخلافات بين صفوف المجاهدين، سأسعى أولاً إلى إصلاحه بالرفق واللين بكل ما أملك عن طريق النصح والإرشاد، فإن لم يغنه النصح فسأقومه بالسيف والقوة، وإن شاء الله لن تحدث خلافات وانشقاقات في صف الإمارة المرصوص مادامت القيادة متمسكة بالحق، فأطمئن المسلمين أن صف الإمارة الإسلامية ليس به خلافات ونزاعات، بل هذه مجرد شائعات وافتراءات وهي جزء من الحرب الإعلامية الدعائية التي يتولى اختراعها المحتلون وأذنابهم ثم يحولونها إلى أوليائهم من وسائل الإعلام، لأنهم لما انهزموا في الحرب العسكرية لم تبق لديهم حيلة سوى نشر الأكاذيب والترهات والشائعات عبر وسائل الإعلام.

 

زبير مسافر: قال القائد الشيوعي جبار كارامان في تصريحاته الأخيرة لوسائل الإعلام: أنه تمكن من إحداث خلافات وانشقاقات داخل صفوف مجاهدي ولاية هلمند، واشترى ذمم كثير منهم، وسينضم الكثير منهم إلى مشروع السلام، فهل هذا الإدعاء يمت إلى الحقيقة بصلة؟ وبما أنكم موجودون في الساحة فهل شعرت بمثل هذه التحركات ؟

 

الحاج ملا عبد المنان اخند: والله أنا أستحيي أن ألقب الشيوعي “جبار” بــ قهرمان (البطل)؛ لأن الأبطال لا يكونون كذبة، وأما جبار فامتهن الكذب، وهرب من ميدان المعركة وجعل يلفق الافتراءات والدعايات وينشرها عبر وسائل الإعلام بكل وقاحة، يا للعار! لا يستطيع الصمود أمام المجاهدين الأشاوس فصار يهذي ويكذب بكل صراحة، إنه لا يريد بهذه الدعايات والأكاذيب إلا بلبلة وتشويش أذهان المسلمين والمجاهدين، ويحاول حرف الرأي العام عن هزائمه.

إن الشيوعي “جبار” قد طلب النجدة من أسياده الأمريكان فأمدّوه بالوسائل والمعدات العسكرية، لكنه واجه الهزيمة الساحقة على أيدي المجاهدين، وهو الآن يحاول إرضاء أسياده ومموليه بمثل هذه الترهات والأكاذيب وإلقاء الستار على انهزاماته وانكساراته.

نعم الأعداء كلهم وعلى رأسهم المحتلون حاولوا كثيراً وأنفقوا أموالاً باهظة في سبيل إحداث الخلافات بين المجاهدين، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، والحمد لله ونراهم الآن يائسين من النجاح في هذه المؤامرة المشؤومة.

وأؤكد وأطمنكم أنه لم يلتحق أحد من المجاهدين بما يسمى (مشروع السلام) ولن يلتحق بإذن الله، بل سنواصل جهادنا وقتالنا حتى طرد الاحتلال الأجنبي من بلادنا العزيزة.

 

زبير مسافر: ما بال القادة والمسؤولين الأمنيين لإدارة كابول العميلة يهربون من مواجهة المجاهدين في الميدان العسكري، وفي نفس الوقت يشنون حرباً إعلامية شعواء ضد المجاهدين، فقد شهدنا في الفترة الأخيرة سيلاً من التهم والافتراءات وجهها الأعداء للإمارة الإسلامية على مستوى ولاية هلمند فقط، فما رأيكم لماذا ينشر العدو هذه الأكاذيب والإشاعات؟ هل كثرت ضغوط الحرب على العدو في هلمند أم هناك أسباب أخرى؟

 

الحاج الملا عبد المنان آخند: طبعاً كما قلت لقد توسعت عمليات المجاهدين في ولاية هلمند، ويواصل المجاهدون الأبطال عملياتهم الجهادية ببطولة وإقدام -ولله الحمد- رغم البرد القارس وتساقط الثلوج وهطول الأمطار، واجه العدو فيها هزيمة نكراء وتكبد خسائر فادحة.

وسارع المحتلون إلى نجدتهم إلى مديرية سنجين، لكنهم لاذوا بالفرار لما أثخن المجاهدون فيهم وقتلوا عدداً من الجنود الأمريكيين، ولا زالت تلك المناطق تخضع لسيطرة المجاهدين، وجثث العملاء متناثرة في الشوارع والطرقات، فالعدو يريد ببث مثل هذه الأكاذيب والشائعات رفع معنويات المحتلين وعملاءهم الذين انهزموا أمام ضربات المجاهدين وهربوا من المنطقة، ويحاولون ضرب معنويات المجاهدين.

 

زبير مسافر: سماحة الوالي في الأيام الأخيرة قامت طائرات المحتلين بقصف مناطق سكنية في مديرية سنجين بولاية هلمند مما أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 25 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وبعد القصف ادعى المسؤولون الأمنيون لإدارة كابول بأن طالبان هم الذين استُهدِفوا في هذا القصف، وأن القتلى والجرحى كانوا من المجاهدين وليسوا من المدنيين وعوام المسلمين، فما هي معلوماتكم عن هذه المجزرة لو تفيدونا باختصار؟

 

الحاج الملا عبد المنان اخند: هذا مما لاشك فيه أنهم قصفوا أربعة منازل في المنطقة وألقوا عليها القنابل، على الرغم من أنها كانت بعيدة عن ساحة المعركة، ولم يكن للمجاهدين أي تواجد هناك ولم تكن هذه المنازل قريبة من خط النار ومواقع الرباط ومقرات المجاهدين، لكنهم قاموا بقصفها وإبادتها وقد تم نشر صور الضحايا وحديث أهاليهم في صفحات التواصل الاجتماعي، ويزيد عدد الشهداء على 30 شهيداً، إضافة إلى المصابين والجرحى، وقد كان هؤلاء كلهم مدنيون عزل، كما اعترفت منظمة “يونما” في تقريرها فيما بعد، ولم يعد يخفى على أحد في هلمند أن الضحايا كلهم كانوا من المدنيين الأبرياء.

وإني أؤكد أنه لم يقتل في قصف الأمريكيين ومداهماتهم الأخيرة إلا مجاهد واحد، وأما خسائر عوام المسلمين فبالعشرات، وإننا ندعو الصحفيين والإعلاميين ليأتوا إلى المنطقة ويشاهدوا خسائر المدنيين بأم أعينهم.

وأما ادعاء تمركز المجاهدين في المنازل فما هو إلا كذب صراح ومحاولة فاشلة يكررها المحتلون كل مرة لتبرير أمثال هذه الجرائم البشعة.

أي حاجة للمجاهدين في التخندق في المنازل السكنية والأراضي الواسعة تخضع لسيطرتهم؟ ولئن سلّمنا بأن المجاهدين تخندقوا فيها، فمن أعطاكم حق قصفها وتدميرها على ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ؟

والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن المحتلين الصليبيين يستلذون بسفك دماء الأبرياء الأفغان وقصف منازلهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

زبير مسافر: لقد شن المجاهدون هجمات واسعة على مقرين في مديرية سنجين، أدت إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف العدو، وأحكم المجاهدون سيطرتهم على مناطق واسعة، وفي أثناء المعركة تم أسر الجنود المصابين من قبل المجاهدين ثم أطلقوا سراحهم وسلموهم إلى منظمة الصليب الأحمر لتلقي العلاج، فما هي رسالتكم لأولئك الجنود الذين لازالوا واقفين في صفوف الأعداء ويصرّون على محاربة المجاهدين؟

 

الحاج الملا عبد المنان آخند: لقد أثبتنا عملياً أننا نعامل الأسرى معاملة حسنة وإنسانية، والذين يستسلمون أمام المجاهدين نكرمهم ونوصلهم إلى بيوتهم سالمين، والتقارير المرئية متوفرة على مواقع الإنترنت عنهم، وإننا نطمئن الجنود الذين لازالوا في صفوف الأعداء أنكم إن استسلمتم أمام المجاهدين سنخالقكم بخلق حسن ونعاملكم معاملة حسنة، فكفوا بأسكم عنا سنكرمكم ونودعكم إلى منازلكم آمنين ولن يمسهم أحد بسوء إن شاء الله.

وأذكرهم بأن المحتلين وأكابركم يدفعونكم إلى فوهة الهلاك ويخدعونكم بالإغراء والإطراء، ولا تهمهم حياتكم، بل يسوقونكم عنفاً إلى المعركة كقطعان البهائم، وقد شاهدتم غدرهم لكم، حيث تبرؤوا وتخلوا عنكم ولاذوا بالفرار وتركوكم تحت حصار المجاهدين في عدة مواضع.

وأنا شخصياً أطالب هؤلاء بأن استسلموا أمام مجاهدي الإمارة الإسلامية، نكرمكم ونودعكم ونوصلكم إلى منازلكم وأقاربكم بخير وأمان إن شاء الله.

 

زبير مسافر: إن المجاهدين في ولاية هلمند يواصلون قتالهم في عدة محاور، فهل توسيع محاور القتال أثر على تقليل عدد المجاهدين المقاتلين؟ كما أنه بين فينة وأخرى يتبجح المحتلون أنهم سيرسلون ثلاثمائة جندي إضافي إلى ولاية هلمند، فهل يوجد هناك تأثير لهذا الاعلان على معنويات المجاهدين؟

 

الحاج الملا عبد المنان آخند: الحمد لله إن معنويات مجاهدي ولاية هلمند مرتفعة وهممهم عالية وعزائمهم قوية أرعبوا العدو وأربكوه، حتى إنه يكذب ويدعي بكل وقاحة أنه قد اجتمع إلى ولاية هلمند مجاهدو أفغانستان كلها، مع أننا لم نحشد إلا مجاهدي ومجموعات مديرية واحدة فقط، إن المجاهدين يقاتلون بمعنويات وهمم عالية، وإني عندما أتفقدهم وألتقي بهم أقول لهم: إن كنتم متعبين مرهقين أو كنتم في مشقة ولعل السهر طال بكم، فارجعوا إلى نقاط الاستراحة وسيتقدم الإخوة الآخرون إلى جبهات القتال.

لكنهم يرفضون الرجوع ويقولون نحن لم نكل ولم نمل ولم نتعب وسنواصل جهادنا ونرجو النصر من الله عز وجل، هذا هو حال المجاهدين المرابطين في خنادق القتال، وأما المجاهدون المنتظرين في المقرات ومعسكرات التدريب فقد أتعبوني فإنهم يصرون علي ويقولون متى ستذهب بنا إلى خط النار؟

وأنا أصبّرهم وأقول لهم اصبروا سيأتي الأوان للحاقكم بالجبهات، اصبروا حتى تتغير الأجواء وتتوسع عمليات المجاهدين.

وأما تبجح المحتلين وإعلانهم عن إرسال ثلاثمائة جندي إضافي إلى ولاية هلمند، فأقول لهم: أيها الأمريكيون إن كنتم تظنون أنكم ستخوفون المجاهدين، وستوهنون عزائمهم وستزلزلون أقدامهم وترعبونهم فاعلموا أنه قد جاء إلى ولاية هلمند خمسة وثلاثين ألف جندي، لكنهم لم ينتصروا ولم يغنوكم شيئاً، فماذا سيفيدكم ثلاثمائة جندي؟

القصف، والقتل والمداهمات والطائرات والصواريخ والدبابات وكل أنواع القوة والاضطهاد جربتموها في أفغانستان خلال الأعوام الماضية لكنكم ما جنيتم منها سوى الخزي والعار والهزيمة.

وإن شاء الله لتنهزمنّ ولتولنّ الدبر، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.